ننتخب ضوء عود ثقاب!
    

دعونا نرسم بعضا من ملامح المشهد السياسي الراهن.
فمع ضبابية كثير من المواقف، واضطراب البنية السياسية لمختلف عناصر المشهد، إلا أننا يمكن أن نلمح مهاجمة للكرد بضراوة, إعلاميا وسياسيا, بسبب الميزانية وتصدير نفط الإقليم كما ينشر, وقضايا أخرى, فأوقفت رواتب موظفي الإقليم!.
نشير في هذا الصدد الى أن الكرد بمختلف توجهاتهم, قد توحدوا بمواقفهم إزاء الحكومة, والحكومة أعطتهم فرصة ذهبية لهذا التوحد، بعد أن أوقفت رواتب موظفي الإقليم, وتريد أن تمنح الإقليم حصة اقل مما يريد من الميزانية, ومشكلة تصدير نفط الإقليم كما بنشر أيضا, والكثير من القضايا الأخرى, وبالمناسبة هي نفسها مشاكل كل عام وكل ميزانية, فقام الإقليم بقطع المياه عن كركوك, لأسباب فنية كما يعلن!.
في الضفة الأخرى من نهر السياسة الآسن، كان موقف السنة, أو على الأقل من يمثلهم في مجلس النواب, يميل للكرد, لأسباب سياسية, وربما مواقف تتعلق بما يحصل في الانبار, وللاختلاف السياسي الشديد مع السيد رئيس الوزراء, وتصفية لحسابات قديمة, فاشتعلت جبهة جديدة بين مجلس النواب والحكومة نتيجة لكل ذلك!.
التحالف الوطني الشيعي, منقسم على نفسه, بين معتدل, لا يفهم الشعب موقفه لأنه مرة يؤيد ومرة يهاجم, وجهات تؤيد الحكومة, وموقفها المتشدد ولو ظاهريا في الإعلام, وجهات بالضد منها, كرها بالسيد المالكي وحزبه!.
السيد مقتدى الصدر اعلن اعتزاله العمل السياسي, ولكن انتقد السيد المالكي بشدة لتفرده بالسلطة, ولم يرد السيد المالكي بشكل مباشر عليه, وانما كانت هناك شخصيات مقربة ومعروفة هي من تتولى تلك المهمة.. ولاحقا قام السيد المالكي شخصيا بمهاجمة السيد مقتدى الصدر بنفسه وبشكل لاذع وكانه لم يكتفي بمن ينطق عنه!
ولازالت الموازنة, معلقة, لا يعرف المواطن ماهي مشكلتها؟!, ومن هو الذي يعرقل اقرارها؟!وهذا يشمل عشرات القوانين التي تهم المواطن.
المواطن اصبح حائرا.. من مع من، ومن ضد من؟!وماهي الاسباب!؟
لكن ثمة ضوء في نهاية النفق، بدا لأول وهلة كضوء عود ثقاب، ثم ما لبث أن يتسع شيئا فشيئا، فالناخب مهما كان توجهه بات على قناعة أن ثماني سنوات تكفي، وأن القادم يتطلب رجال ليسوا من نمط الفئة الحاكمة أو حزبها!
ضوء عود الثقاب أفضل كثيرا من الظلمة الحالكة!
زيد العراقي

محرر الموقع : 2014 - 04 - 17