كم أنا رخيص
    

هادي جلو مرعي

هذا مايفعله المتنفذون، والذين يملكون الحظ في الحياة، ولهذا قيل، إن الأذكياء يخدمون المحظوظين، فمافائدة أن تكون ذكيا ويسلط عليك حمار يتحكم بك فتفعل مايريده الحمار لاماتريده أنت، أو مايحكم به العقل والواجب والضمير والقوانين التي تسير بها حياة الناس ومنافعهم ومصالحهم. بعض الأغنياء يقدم للفقراء بعض المال ومساعدات عينية، هناك من يقدم للنساء ثيابا تبلى بعد أسابيع قليلة، يذكرني هذا بحوادث موت تنال من الناس ويكون من شان أسرة المرحوم توزيع مخلفاته على الفقراء من ثياب وبعض المخلفات غير الثمينة، طبعا هذا لايشمل البيوت والأموال الطائلة والضيع والشركات والمحال التجارية فهي من حصة الوارثين الذين يرثون الفردوس الدنيوي، بينما يكون الميت تحت الثرى يتعرض لضغط ملائكي رهيب ليعترف بالعديد من الجرائم التي إرتكبها، والسلوكيات والطرق التي جمع بها ماله الذي صار من نصيب الوارثين المتنعمين، ويوزع الأبناء بعض النقود على أسر في الجوار كالفلاحين والعمال البسطاء، وبعض الثياب أيضا.

يقوم مرشحون لإنتخابات مجلس النواب العراقي بنوع من الدعاية الرخيصة والفجة والفاضحة والرائجة التي تثير الإشمئزاز والقرف في أوساط شعبية عدة، ترى فيها تجاوزا على القيم الإنسانية، وإستهانة بالمشاعر التي لم يعد هولاء يلتفتون لها كثيرا حيث نسوا تماما أن يحترموا مشاعر الناس وحاجاتهم وطبيعة وجودهم ونوع الكرامة التي يفخرون بها، والهم الوحيد لهولاء جميعا هو تحقيق الفوز بأي وسيلة كانت، سواء من خلال توزيع الهدايا البسيطة وبعض الأموال القليلة، أو من خلال إطلاق حملات دعائية لاتتوائم وطبيعة مايعيشه الإنسان العراقي ويعانيه من مصاعب حياتية، هذا عدا عن الوعود غير القابلة لان يتحقق منها الكثير على الأرض.

أقول، الشعب ليس منحطا إلا إذا أراد ذلك

يظهر لي من الدعايات الإنتخابية مدى الإستخفاف بعقول العوام من الناس حيث التركيز على جوانب العظمة والتميز في المرشح، أو المرشحة ومدى الإنحطاط والفقر والدونية والجوع والحرمان والذل والمهانة في المواطن الذي يظهر في تلك الدعاية مبتذلا باحثا عن رضا المرشح.بينما هو أو هي قد يكونا بلاميزات، ولا من إلهام سياسي ولامعرفة إنما مجرد طامحين للوصول الى البرلمان لجني المكاسب. المرشحون يعولون على تفاهة الناس وسذاجة كثر سيركضون ليصوتوا. العراق يتعرض لتبعات قرار إقليمي عربي بحرقه من الوريد الى الوريد والسياسيون وبعض المتصدين يعرضونه في سوق السمك ليباع بيسر ودون عناء. بينما القتلة يجولون في الجامعات والمدارس والمساجد والأسواق. في الجانب الآخر فالغالب من المشتغلين في السياسة يركزون على البرلمان والمناصب. طز في الشعب. الطز قرار متخذ غير قابل للنقض.

الشعب يفهم اللعبة جيدا لكنه لايمتلك الكثير للتأثير في مجريات الأحداث ويركز على مطالب بسيطة يدري إنها بعيدة عن التنفيذ من قبل مدعي القدرة على ذلك من المرشحين.

أرجوك سيدي المرشح لاتعاملني كرخيص الى هذا الحد.

محرر الموقع : 2014 - 04 - 22