البعث ربان للسفينة مجددا!..
    

صادق السيد
بعد سقوط النظام ألبعثي، واحتلال العراق عام 2003 تم حل الجيش والشرطة، وكافة القوى الأمنية العراقية بقرار طائش من الحاكم العسكري لقوى الاحتلال آنذاك \"بريمر\" حيث أصبح البلد خالي من جميع المؤسسات العسكرية، والأمنية، وأضحت جميع مؤسسات العراق أشبه بفريسة بين أنياب الحاقدين؛ ومخالب الطائشين.
فقد تم تشكيل قوى أمنية جديدة على أساس الكفاءة، والنزاهة، والوطنية، وإبعاد كل من تلطخت يده بدماء العراقيين؛ أو من براثن النظام البائد.
بدأت الأمور تسير وفق ما خطط لها، وضمن مسار وطني، وبعيد عن التدخلات الحزبية، والطائفية، والقومية، وجعل همها حماية المؤسسات، والممتلكات العامة، وترسيخ القانون، وحفظ هيبة الدولة بشكل عام، وصد جميع المحاولات الخارجية لزعزعت الأمن؛ والاستقرار في الداخل.
بعد 2006 تغيرت تلك الأمور، وانقلبت رأسا على عقب تحت طاولة المصالحة الوطنية، والمنافع الشخصية في قرار اختيار غير موفق لقيادة البلاد؛ حيث استبدل جميع القادة للقوات الأمنية بآخرين أكثر ولاء إلى الحاكم، ولا شك إن هذا الأمر على حساب الآخرين.
أصبح الجلاد يحكم الضحية بهكذا قرارات ، والظالم طليق، والمظلوم قابع في السجون، وهذه المعادلة الخاطئة التي خطتها المصالح الشخصية، والمنافع الحزبية، والقرارات الارتجالية، والتي جعلت البلد يطفو على انهار الدماء، وأشلاء الأبرياء؛ بسبب إعادة معظم ضباط المخابرات، والاستخبارات، وفدائيو صدام من الأجهزة القمعية السابقة، والذي ملئوا الأرض بالمقابر الجماعية، والمشانق التي بقيت رائحتها النتنة تزكم أنوفنا إلى ألان، وماكينات الثرم البشري التي صورها لا تفارق أذهاننا، وسجلهم حافل بالحروب، وتكبد البلد خسائر فادحة بقي يئن منها الشعب طيلة أكثر من ثلاثة عقود ونصف، وصفحات تاريخهم الأسود الذي ظل مرسوما في جباه الأيتام، والأرامل، وأصحاب التشوهات الجسدية(قطف الإذن والكف...الخ).
 كل نظرة إلى هؤلاء العبثيين في هرم السلطة، اليوم تعيدنا الذاكرة إلى الحقبة المريرة، التي قتلوا فيها العلماء، والمفكرين، وغيبوا الكفاءات في غياهب السجون، وسلبوا الحريات، وجعلوا أنفسهم ملوك على الشعب.
ما الذي يريدون إن يوصلون إليه ساسة البلاد اليوم.؟؟ وماهي الرسالة التي يريدوا إن يوصلوها إلى الشعب بهذه القرارات المتخبطة والطائشة؟؟ والتي تبرم خلف الأبواب المؤصدة، وفي الغرف المظلمة، والتي تمر من تحت طاولة المصالحة الوطنية، وسلسلة الولايات المتعاقبة...

محرر الموقع : 2014 - 04 - 23