إقتلاع الجذور في زمن العواصف - محمد نديم قاضي قضاء الدبس كما عرفته وكما هو
    

كتبنا قبل مدة عن مصباح ديوجين الفيلسوف اليوناني الذي حمل مصباحاً في وضح النهار ليبحث عن الانسان الفاضل...وهذا شأن جميع الديانات، السماوية منها وغير السماوية ، البحث عن الانسان الفاضل ، خلق الانسان الفاضل ، إناطة الانسان الفاضل مسؤولية بناء المجتمع، ليكون مجتمعاً سليماً بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ.

بالامس إبعاد موظف كفوء من الذين بحث ديوجين عنهم طويلاَ ، واليوم بفاجعة الوظيفة والقضاء و حقوق الناس، يتم توجيه ضربة قوية الى اهم ركن من اركان المجتمع، ألا وهو القضاء.

منذ ان كلفت بمسؤولية قائممقام قضاء مركز كركوك وانا أُلاحظ بعين راصدة الموظفين ( مسؤولين و مدراء دوائر و موظفين و رجال الشرطة والامن و ... الخ ) الذين يمكن ان يكونوا نواة بناة مجتمع ما بعد 2003 ، مجتمع قوي الاركان، مستلهماً من القيم الدينية والانسانية الخالدة ، ومتسلحاً بروح المبادىء والمثل العصرية التي نضحت من الفكر الانساني الداعي الى الحرية والمساوة والقانون والتعايش السلمي بين المكونات كما هو حال وواقع كركوك.وهذه الكوكبة التي رصدتها خلال عملي، لم يفرق لديّ إنتمائهم القومي والديني والحزبي، ففي جميع التلوينات اناس هم بحق اهل لتحمل مسؤولية ما نصبو اليه من العدالة والتقدم والمساواة وهم الجذور التي ترسخ في الاعماق و تبنى عليها المجتمعات القوية.

القاضي محمد نديم قاضي قضاء الدبس ،وقد عرفته إنساناً ورائداً من رواد القضاء و شخص يحمل كل خصال التوازن و المسؤولية و العدالة وقبل كل ذلك النزاهة ، اقول هذا وانا مسؤول عن ما اكتب بأنة بعيد عن كل ما لفق ضدة في قضية التحقيق في الانفجار الذي حدث في احدى منازل قضاء الدبس و جرى من تشويه لقرار الحكم.

الشخص ابعد من ان يرضخ لمغريات الفساد او اي تهمة اخرى لايليق بالشخص الذي جاهد من اجل بناء قضاء قوي متين البنيان في الدبس .

اما ماجرى بحقه من حرق منزله وتعريض أطفاله للخطر، فإنه يبقى وصمة اسف ومدعاة للحزن لكل الخيرين والمثقفين و دعاة الحق والعدالة من ابناء الدبس .

كما وان حرق المحكمة و ما فيها من اوراق ( مهما كانت الاسباب ) يبقى عملاً شنيعاً، لا يجب ان نقبل به في قضائنا الذي نفتخر جميعاً بمسيرته النضالية و الكوكبة الطويلة التي قدمها من الشهداء قرباناً على مسرح الحرية والعدالة.

قضاء الدبس و ما تعرض له من ظلم و إضطهاد خلال عهود الماضي ، فإنة احوج ما كان الى قضاء قوي و رصين يحقق لابنائة حقوقهم والى قاضى كالسيد محمد نديم .

نعبر له ولعائلته الكريمة عن اسفنا البالغ و ندعو ابناء الدبس الى كشف الحقيقة عن كثب ومعرفة كل التفاصيل قبل الحكم على اي شىء وهو المرشد و السبيل لعملهم .

كما وندعو جميع السادة المسؤولين والجهات، الى التحري عن ملابسات القضية و إنصاف السيد محمد نديم بالتعويض المعنوي والمادي. وإتخاذ كل ما من شأنه من اجل عدم تكرار ما حدث و إعادة ترميم البناء و سريان العمل فيها كسابق عهده .

 

كامل صالة يى – قائمقام قضاء مركز كركوك

محرر الموقع : 2014 - 04 - 23