عام في البيت الأبيض.. الرمال السياسية المتحركة تخرج طموحات بايدن عن مسارها
    
اخرجت رمال السياسة المتحركة طموحات الرئيس الاميركي جو بايدن عن مسارها، بعد تطلعه لان يكون بلسما يخفف بها ندوب ولاية سلفه دونالد ترامب.
 
وذكرت صحيفة  البريطانية، أن بايدن وعد عقب أدائه اليمين بالحد من انتشار وباء كورونا، وإنعاش الاقتصاد المتعثر، وتضميد جراح الأمة المنقسمة، قائلا إن "التاريخ سيحكم علي وعليكم بالطريقة التي نحل بها الأزمات المتتالية في عصرنا، ولتحقيق ذلك ينبغي الوصول إلى أكثر الأشياء صعوبة في الديمقراطية، وهي الوحدة."
 
وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن أصدر خلال عامه الأول بالحكم قانونين عملاقين، وهما خطة الإنقاذ الأميركية، وهي حزمة تحفيز ضخمة بقيمة 1.9 تريليون دولار، في مارس/ آذار الماضي، لإنعاش الاقتصاد، وقانون البنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار، في نوفمبر/ تشرين الثاني المنقضي، والذي يعد باستثمارات ضخمة في شبكات الطرق القديمة والسكك الحديدية والموانئ في أميركا.
 
كما تمكن من خفض معدلات البطالة، وجعل اللقاحات المضادة لكوفيد 19 متاحة أمام كل الأميركيين، لكنه برغم ذلك أنهى العام وسط هبوط حاد لشعبيته وسمعته كصانع صفقات مخضرم، حيث تعرض لهزيمتين تشريعيتين مذلتين في غضون شهر.
 
الأسوأ من ذلك، كانت الهزائم القاتلة التي لحقت بالحزب الديمقراطي الذي يواجه الآن خسارة الأغلبية في الكونجرس بانتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل.
 
وترى الصحيفة، أن تعثر حملة التطعيم ضد فيروس كورونا كان نتيجة للحملة التي شنها الجمهوريون والصحافة اليمينية على اللقاح، كما أدى ارتفاع معدل الإصابات بمتحور أوميكرون وارتفاع التضخم إلى تلاشي وعود بايدن خلال الشهور الأولى من توليه منصبه.
 
تراجع
ووفقا للصحيفة، فقد انخفضت نسبة تأييد بايدن إلى 33% في أحد الاستطلاعات الأخيرة، في حين وجد استطلاع للرأي أجرته وكالة أسوشيتد برس ومؤسسة نورك لاستطلاعات الرأي، أمس الجمعة، أن 28% فقط من الأميركيين يؤيدون ترشح بايدن لولاية أخرى عام 2024.
 
وتقول الصحيفة إن نسب تأييد بايدن تراجعت في أعقاب الانسحاب الفوضوي والمهين للولايات المتحدة من كابول الذي سلم أفغانستان إلى طالبان في أغسطس/ آب، ولم تتعاف مطلقا.
 
وخلال الحملة الانتخابية في عام 2020، لم يخف بايدن أنه يطمح للسير على نهج فرانكلين روزفلت وليندون جونسون، الرؤساء الديمقراطيون الذين غيروا أميركا عبر تشريعات استثنائية وإنفاق فيدرالي ضخم.
 
وعقب هزيمة سلفه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، تلقى بايدن دفعة غير متوقعة عندما فاز الديموقراطيون بالمقعدين في جولة الإعادة بمجلس الشيوخ في جورجيا في يناير/ كانون الثاني، حيث سيطروا على مجلسي النواب والشيوخ، وإن كان ذلك بأغلبية ضئيلة للغاية.
 
لكن الهزائم المتتالية حجبت إنجازات بايدن أو انقلبت ضده، فرغم انخفاض معدل البطالة في الولايات المتحدة من حوالي 9% في يوم التنصيب إلى أقل من 4%، والنجاح الأولي لخطة الإنقاذ، إلا أن مخاوف اقتصادية تنتاب الناخبين، جراء ارتفاع سعر البنزين، وهو مقياس سياسي حاسم، إلى أعلى مستوى له خلال سبع سنوات في نوفمبر/ تشرين الثاني. وارتفاع سعر لحم البقر بنسبة 20% مقارنة بعام 2020.
 
وخلصت الصحيفة إلى أن "الأمة الأميركية لا تزال أسيرة حالة من الاستقطاب أكثر من أي وقت مضى، ما أعاد ترامب إلى الأجواء الانتخابية وتطلعه للعودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى".
 
وأطلق الجمهوريون، الذين لا يزالون أسرى للرئيس السابق، حملات شاملة لحظر الإجهاض وكبح حقوق التصويت، في حين سلطت أسابيع من الخلاف بين "الفصائل" الديمقراطية المتناحرة الأضواء على إخفاقات بايدن الأخيرة لتدفع به وسط بحر من الرمال السياسية المتحركة.
 
"التايمز"
محرر الموقع : 2022 - 01 - 22