العطلة الصيفية ليست رائعة لجميع الأطفال في السويد
    

 يتفاوت تمتع الأطفال بروعة العطلة الصيفية. وفيما تتعدد أمام البعض فرص الخروج بنزهات ورحلات الشواء وتناول المثلجات، تقل تلك الفرص أمام أطفال الأسر فقيرة الموارد الذين قد لا يجدون الروعة نفسها في العطلة.

تقول ليف لاندل من منظمة Majblomman الإنسانية العريقة في السويد التي تجمع تبرعاتها للأطفال، أنه يمكن ملاحظة الأطفال المنحدرين من العائلات محدودة الدخل في المدارس، التي تكيف وجبات الطعام التي تقدمها مع حاجات تلاميذها، إذ يستهلك أطفال الأسر الفقيرة كميات إضافية من الطعام يومي الإثنين والجمعة، نظراً لقلتها في منازلهم.

وتسعى المنظمة الآن ومن خلال حملاتها في وسائل الإعلام الاجتماعية إلى توجيه الانتباه نحو الأطفال المنحدرين من العائلات محدودة الدخل وتشجيع المحيطين على القيام بأعمال قد تكون صغيرة لكنها مهمة، كدعوة الأهالي لبعض أصدقاء أطفالهم الذين يشاطرونهم اللعب، للخروج معهم الى الشاطىء أو تناول العشاء أو حتى إرسال كمية إضافية من المال مع أبناءهم لشراء المثلجات.

وترى لاندل، أن كثيرين يجهلون كيف أن حظوظ بعض الأطفال تقل كثيراً في التمتع بالعطلة الصيفية، قائلة: بالنسبة لأولئك الذين يعيشون حياة يومية جيدة، من الصعب التصور كيف يكون عليه الأمر عندما لا يتبقى شيء من المال بعد دفع الفواتير.

أطفال الضواحي

وتعيش غالبية العوائل محدودة الدخل في ضواحي المدن، أكثرهم من اللاجئين. إذ تقل الموارد الاقتصادية لتلك العائلات بسبب تفاقم البطالة بين أبناءها وعزلتها الاجتماعية عن بقية المناطق، حيث يعيش اللاجئون في تجمعات سكنية متقاربة من بعضها، إلى درجة أنهم يضفون على المنطقة التي يعيشون فيها أجواء أقرب إلى المجتمعات التي انحدروا منها من المجتمع السويدي الفعلي الذي يعيشون فيه.

وتتميز غالبية العائلات التي تسكن في مناطق الضواحي بزيادة عدد أطفالها، فيما يفتقر الوالدان في الكثير من الأحيان إلى العمل، مكتفين بالعيش على المعونات المالية التي تقدمها الدولة، والتي لا تكفي بالتأكيد للتفكير في عطلة يتمتع فيها الأطفال، كالسفر مثلاً.

وعلى المدى البعيد، تؤثر تلك الأوضاع على الأطفال أنفسهم، الذين يكبرون مع الوقت وتزداد حاجاتهم ورغباتهم في مجتمع، يبذل أقصى مجهود له لمواصلة عجلة الحياة والتوافق مع التكنولوجيا المتسارعة في جميع المجالات، وتظهر تلك الحاجة جلية أكثر في مرحلة المراهقة والشباب، ما قد يدفع البعض منهم الى تبني سلوكيات خطيرة، ترمي بظلالها على حياتهم المستقبلية.

وتؤكد دراسات وبحوث سويدية على أهمية التحصيل الدراسي للوالدين، لافتة إلى زيادة الفرص بحياة أفضل للأطفال المنتمين إلى والدين حاصلين على شهادة دراسية عليا، ما يزيد من إمكانية حصولهم على العمل وتوفير دخل اقتصادي جيد للعائلة، يمكن من خلاله التخطيط لفترات الإجازة والعطل بشكل أكثر إيجابية.

وتدرك الأحزاب السويدية، أهمية العمل على رفع مستوى البنى التحتية للمناطق والأحياء الفقيرة وزيادة مستويات التعليم في تلك المناطق، ليس فقط لتحسين الأوضاع الاقتصادية لعائلات تلك المناطق فحسب بل لتعزيز اندماجها في المجتمع وتفعليها، الأمر الذي لم يكن غائباً في الشعارات الانتخابية لعدد من تلك الأحزاب وهي تستعد لخوض معركتها الانتخابية في أيلول (سبتمبر) المقبل، لكن كثيرون يخشون أن تكون تلك الشعارات مجرد كلمات، هدفها استقطاب المزيد من الأصوات.

لينا سياوش

الكومبس 

محرر الموقع : 2014 - 07 - 21