منظمة دولية: 2.5 مليون عراقي بحاجة لمساعدات إنسانية خلال 2022
    

كشفت منظمة OCHA للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في تقريرها الجديد حول الاحتياجات الإنسانية للعراق خلال العام 2022، ان التحليلات تشير الى انه سيبقى هناك 2.5 مليون شخص تقريبا في حال عوز وبحاجة لمساعدات إنسانية خلال العام الحالي بعد ان كان عددهم بحدود 4.1 مليون شخص خلال العام 2021 مسجلا ذلك انخفاضا بنسبة 41‌%،

 

 

في حين ستغطي خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2022 احتياجات 991,000 الف شخص من نازحين وعائدين بكلفة تقدر بحدود 400 مليون دولار.

وذكرت المنظمة في تقريرها انه بتاريخ 10 تشرين الثاني 2021 أقدمت الحكومة العراقية على غلق مخيم عامرية الفلوجة للنازحين في محافظة الانبار بعد إعادة تصنيفه على انه مخيم غير رسمي، وهو أحد آخر مخيمين رسميين في العراق ما عدا مخيمات إقليم كردستان، ويضم المخيم 2,173 نازحا (بحدود 470 عائلة) معظمهم من محافظة الانبار وبابل وصلاح الدين.

تصنيف المخيم على انه غير رسمي يعني انه ستنقطع عنه الخدمات الحكومية التي كانت توفر له سابقا من مواد غذائية وتجهيزات غير غذائية بضمنها مادة النفط الأبيض المخصص للتدفئة، ويشير التقرير الى ان المنظمات الإنسانية العاملة في المخيم تقوم الان بتقييم الاحتياجات الحالية ومراجعة الموارد المتوفرة للاستمرار بتقديم المساعدات.

وذكرت المنظمة ان الكثير من العوائل التي بقيت في مخيم عامرية الفلوجة تواجه تحديات خاصة تجعل من فرصة عودتها لمناطق سكناها الاصلية معقدة وصعبة التحقيق. حيث ان 50 عائلة منهم هي من سكنة منطقة جرف الصخر في محافظة بابل، وهي منطقة تسيطر عليها فصائل مسلحة منذ انتهاء المعارك مع تنظيم داعش وتمنع سكانها النازحين من العودة اليها. وان هناك 120 عائلة أخرى تعاني من عدم تمكنها من الحصول على تراخيص ضرورية من السلطات تمكنها من العودة لمناطق سكناها الاصلية وذلك لاسباب متعددة يتعلق قسم منها بنزاعات عشائرية واعتبار تلك العوائل لها صلة بداعش.

وأشار التقرير الى انه بالإضافة الى نزلاء مخيم عامرية الفلوجة السابقين، فان هناك ما يقارب من 15,000 نازح يعيشون في مواقع نزوح غير رسمية قرب مخيم عامرية الفلوجة ويعانون من ظروف معيشية صعبة ويعتمدون على ما تقدمه لهم منظمات إنسانية، وان اغلبهم غير قادر او غير راغب بالعودة لمناطقهم الاصلية لأسباب تتعلق بتعرض مساكنهم للدمار او أسباب تتعلق بخلافات اجتماعية عشائرية.

وتقول المنظمة في تقريرها ان الوضع الإنساني في العراق بشكل عام لم يشهد تغييرا مهما عن المرحلة السابقة ما بين كانون الأول 2020 و أيلول 2021 سوى ان عدد النازحين شهد انخفاضا بمعدل 35,000 الف شخص، في حين ما يزال هناك ملايين من العراقيين يعانون من تبعات سنين من العنف والتشرد التي حصلت خلال ازمة داعش التي استمرت من عام 2014 الى 2017 ولم يتعافوا بعد.

وبينما تعافى البلد تدريجيا من صدمات متعددة عاشها في العام 2020 والتي اشتملت على تفشي وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط وتقليل قيمة الدينار، فان تحديات بنيوية مهمة ما تزال قائمة لضمان نمو اقتصادي مناسب ومعالجة مشاكل واسعة النطاق من فقر وبطالة تستمر بتبعاتها على عراقيين في مختلف أرجاء البلاد، هذا بغض النظر عن احتياجات المناطق المتضررة من الحرب على داعش.

واستند مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق والمنظمات الإنسانية الساندة الأخرى على معايير خاصة لتحديد الاحتياجات الإنسانية للعراق لعام 2022. وأشارت التحليلات الى انه ما يزال هناك 2.5 مليون عراقي معرض لظروف إنسانية صعبة وبحاجة لمساعدة لبقية اشهر السنة، مشكلا بذلك انخفاضا بنسبة 41‌% عن عدد المعوزين خلال العام 2021 والذين بلغ عددهم 4.1 مليون شخص. ويضم هذا العدد جميع المقيمين في مخيمات النازحين البالغ عددهم 180,000 شخص واكثر من نصف المقيمين خارج مخيمات النازحين والبالغ عددهم 549,000 الف شخص وثلث العائدين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص.

وأشار التقرير الى ان كثيرا من العائدين قد فقدوا منازلهم ومصادر مواردهم الرئيسية. ورغم ان اقتصاد العراق يشهد تحسنا الان مع ارتفاع أسعار النفط، فان كثيرا من الأشخاص الذين تم تصنيفهم سابقا على انهم بحاجة لمساعدات إنسانية فانهم ما يزالون كذلك لحد الان ويجب تلقيهم للمساعدات خلال العام 2022 من خلال أنشطة حكومية وانشطة تنموية.

ويعاني النازحون المقيمون في المخيمات من تدني في الخدمات بسبب قلة التخصيصات المالية وانقطاع المساعدات المستمرة من الحكومة. وتشير التقديرات الى ان من بين 1 مليون نازح يعيشون خارج المخيمات فان 55‌% منهم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية خلال العام 2022. وكذلك فان معظم العائدين من النازحين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص ما يزالون يعانون من احتياجات إنسانية بسبب الأوضاع التي يعيشوها في مناطق عودتهم بدون خدمات أساسية ولا عيش كريم يلوح بالافق.

وخلال اعداد المنظمة لخطة الاستجابة الإنسانية للعراق خلال العام 2022 فانها حددت عدد 991,000 شخص من مقيمين في مخيمات ومقيمين خارج مخيمات وعائدين سيتلقون مساعدات إنسانية خلال العام 2022 وذلك بكلفة مالية تقدر بحدود 400 مليون دولار.

* عن منظمة OCHA التابعة للأمم المتحدة

محرر الموقع : 2022 - 01 - 24