صائمون في بلاد المهجر
    

متعة التزاور بين المغتربين في رمضان
يعود شهر رمضان المبارك إلى كل بقاع الأرض ‏حاملاً لكل المسلمين‎ ‎إشراقة الأمل، ونور البصيرة، ‏وصفاء الذهن، والرحمة والغفران.. وكما ورد عن ‏النبي الأعظم عليه‎ ‎الصلاة والسلام أنه إذا رأى ‏الهلال قال: "ربي وربك الله هلال خير ورشد، ‏اللهم أهلّه‎ ‎علينا بالسلامة والإسلام والأمن ‏والإيمان"‏‎.‎
المسلمون في الولايات‎ ‎المتحدة لا يختلفون عن ‏سواهم من المسلمين سوى كونهم في دولة غير ‏إسلامية؛ فهم‎ ‎يستقبلون الشهر بفرح عظيم، كأنما ‏هو النصر الذي لطالما انتظروه بشغف وترحيب.. ‏فربما‎ ‎ظروف ساعات العمل الطويلة، أو الغربة ‏نفسها تولد بعض البعد بين الناس، أو التجافي‎ ‎إلاّ ‏أن أبناء الجاليات العربية المسلمة في أمريكا ‏يجدون في‎ ‎المناسبة ما يجمع شملهم، ويوحدهم، ‏ويغرس في نفوسهم إحساس الأسرة الواحدة التي ‏لا‎ ‎غل، ولا خداع، ولا نفاق، ولا ضغائن بين ‏أفرادها‎..‎
‎ ‎فترى بينهم التسامح،‎ ‎والتراحم، والتعاطف.. ‏وتراهم يتلمسون أحوال بعضهم البعض قبل أيام ‏من حلول الشهر‎ ‎المبارك- وخاصة في ولاية ‏متشجن التي اعتادت أن تتميز عن سواها في ‏استعداداتها‎ ‎لاستقبال شهر رمضان بفيض من ‏البشاشة، وإشراقات الوجوه، والاستعداد النفسي ‏لزيادة‎ ‎التقرب إلى الله تعالى، وسؤاله المغفرة ‏والرحمة‎. ‎
وكما هو حال المسلمين في كل مكان فقد ارتبط ‏رمضان في أذهان الكثير من الناس بالسهر ليلاً؛ ‏وكذلك التبذير من خلال المبالغة‎ ‎في الأطعمة ‏والمأكولات.. وهذه مشكلة ظلت تلازم المسلمين ‏أينما ذهبوا، رغم أن حدتها‎ ‎قد تختلف من بلد مسلم ‏لآخر.. لكن في الجانب الآخر من الممارسات ‏اليومية الرمضانية‎ ‎فإن نمط الحياة يتبدل حيث أننا ‏هذه الأيام في مدينة "ديربورن" نجد أن المسلمين ‏يتوافدون‎ ‎على المسجد في أوقات الفرائض بكثافة ‏كبيرة، ويلتقون بمجموعات صغيرة يتبادلون‎ ‎التهاني برمضان، ويسترجع البعض ذكرياته حول ‏رمضان مع الأهل في أرض الوطن، وأحياناً‎ ‎يستحضرون الأحاديث والقصص الدينية، والسنن ‏النبوية، وغيرها من أمور الدين‎.

محرر الموقع :