سرقة أغطية مجاري الصرف الصحي تسبب بسقوط ضحايا في العراق
    

سرقة أغطية مجاري الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار تؤدي إلى وقوع حوادث وسقوط ضحايا عدا عن الخسائر المادية لهذا يجدُ العراقيون أنفسهم مجبرين على التيقظ إلى أقصى درجة، بمجرد خروجهم من المنازل.

ولم يتمكن المعنيون من وضع حد لهذه السرقات، وكثيراً ما يسقط أشخاص في هذه المجاري، وخصوصاً الأطفال، لعدم رؤيتها أثناء السير على الطرقات.

ومنذ عقود، تعمد البلديات إلى استخدام أغطية مصنوعة من معادن متينة كالحديد الصلب تضاف إليه معادن أخرى لتكون قادرة على تحمّل الأوزان كالسيارات وغيرها. وتتراوح أوزان أغطية الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار ما بين 7 إلى 30 كليوغراماً.

وتعد المعادن ذات أهمية بالنسبة للمصانع التي تشتري أنواعاً مختلفة منها لصهرها واستخدامها في صناعات أخرى، في وقت يعمد البعض إلى بيعها في الأسواق الشعبية. كما يعمل عدد كبير من الفقراء في جمع المعادن من مكبات النفايات لبيعها بالكيلوغرام بأسعار زهيدة.

وقد يسرق بعض هؤلاء أغطية الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار كونها تعد مورد رزق جيدا لهم، ويتركون فتحات المجاري من دون أغطية، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث.

ومن حين إلى آخر، يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حادثة وفاة أكثر من شخص لعائلة واحدة من بغداد، على الرغم من مضي نحو خمسة أعوام على وقوعها.

ويقول ياسين الشيخلي، أحد شهود العيان الذين تواجدوا في المكان أثناء انتشال جثث الضحايا: “وقع الحادث بشكل مفاجئ، إذ إن فتحة المجرى كانت واسعة وعميقة إلى درجة قد يغرق شخص فيها”.

عملية سرقة الغطاء

ويوضح الشيخلي أن عملية سرقة الغطاء حدثت ليلاً، مضيفاً: “سقط طفل في الفتحة ولم يتضح إن كان موجوداً في العمق أو سحبه التيار إلى مكان بعيد.

ثم نزل شاب من أقارب الطفل واختنق، ولم يتمكن من الصعود، ثم نزل آخر وأصابه ما أصاب قريبه. لاحقاً، تمكن رجال الإنقاذ من إخراج الشابين اللذين كانا قد فارقا الحياة.

وبعد أيام، وجدوا جثة الطفل وقد تشوهت بعدما دفعها المجرى إلى التجمع الرئيسي لمياه الصرف الصحي على مسافة تصل إلى أكثر من كيلومتر”.

ولدى التجول في بعض الشوارع، يلاحظ وضع براميل أو هياكل معدنية قديمة فوق مجار سرقت أغطيتها بهدف تجنّب وقوع حوادث، وهو ما فعلته خالدة الحيدري، بعدما اكتشفت صباح أحد الأيام فقدان أحد أغطية مجرى صرف صحي مقابل لباب دارها في حي السيدية جنوبي بغداد.

وتقول إنها استعانت ببرميل قديم تحتفظ به على سطح منزلها ووضعته فوق الفتحة تفادياً لسقوط أي شخص أثناء مروره.

وتضيف: “على الرغم من أن الفتحة ليست عميقة وتصل إلى نحو متر، يمكن أن تتسبب بوفاة شخص أو إصابته على الأقل”.

وتشير إلى أنها اتصلت بالبلدية المعنية إلا أنها لم تستجب لطلبها بوضع غطاء جديد، الأمر الذي دفعها إلى وضع غطاء حديدي فوق الفتحة وصب محيطه بالخرسانة، وهو الحل الذي أصبح يلجأ إليه العديد من الأهالي.

في المقابل، تواجه البلديات مشكلة تتمثل في الكلفة المالية المرتفعة لهذه الأغطية، وخصوصاً أنها تتحمل مسؤولية تغطية مجاري الصرف الصحي.

ويقول مسؤول في أمانة بغداد، الجهة المعنية بتقديم الخدمات البلدية في العاصمة العراقية، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول له التصريح لوسائل الإعلام، إن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو وضع كاميرات مراقبة على مقربة من هذه المجاري، إلا أنه يشير إلى استحالة وضع كاميرات قرب كل هذه المجاري.

كاميرات المراقبة وثقت سرقة أغطية مجار

يضيف في حديثه أن “عدداً من كاميرات المراقبة وثقت سرقة أغطية مجار، لكن كان يصعب التعرف إلى الفاعلين في أحيان كثيرة بسبب تغطية وجوههم”.

وسبق أن أعلنت الأجهزة الأمنية مرات عدة اعتقال أشخاص يمتهنون سرقة أغطية مجاري الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وكان آخرها في فبراير/ شباط الماضي، إذ أعلنت مديرية مكافحة إجرام بغداد اعتقال متهمين بسرقة أغطية فتحات مياه الصرف الصحي في العاصمة.

وباتت سرقة أغطية الصرف الصحي تهمة تلاحق من يعمل في جمع المواد المستعملة من مواد بلاستيكية ومعدنية، وهو عمل يمتهنه عدد كبير من الفقراء من بينهم نساء كما يقول صائب ستار (17 عاماً).

ويوضح في حديثه أنه يجمع المواد المستعملة من حاويات النفايات في الشوارع، مشيراً إلى أن “المعادن، ومن بينها أغطية مجاري الصرف الصحي، توفر ربحاً جيداً”.

ويضيف أن أسعار الأغطية تختلف بحسب أنواعها وأوزانها وأحجامها، لافتاً إلى وجود أشخاص يرغبون في شرائها لبيعها مجدداً أو صهرها للاستفادة من المعدن في إعادة التدوير.

ويقول: “هذا لا يعني أن جميع الذين يعملون في جمع المواد المعدنية والبلاستيكية والزجاجية يسرقون هذه الأغطية. كثيراً ما أجد أغطية تسهل سرقتها لكنني لا أفعل ذلك، حالي حال الكثير من أصدقائي”.

المصدر: العربي الجديد

محرر الموقع : 2022 - 05 - 21