ارتفاع نسبة الأمية بين النساء العراقيات.. الأسباب والتداعيات
    

تشير تحليل بيانات البنك الدولي بشأن المعرفة الرقمية للإناث، الى ارتفاع نسبة الأمية بين النساء العراقية، حيث ان 96 من كل 100 امرأة في العراق هن أميات رقمياً ولا يجّدن استخدام الحاسوب والطابعة والأجهزة الذكية، ناهيك عن البرمجة أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب.

أدى الفشل الذي رافق العملیة السیاسیة بعد عام 2003، الى زيادة مريعة في اعداد الأميين لاسیما بین صفوف النساء، حيث تتعدد أشكال الأمية، من أمية ابجدية شملت أكثر من 12 مليون عراقي، حسب تقارير الأمم المتحدة، الى أمية حضارية، تتمثل في الجهل بالمعارف المختلفة لاسيما الحديثة منها، وانتشار ظاهرة الشهادات المزورة، وزيادة تسرب الطلبة من المدارس، والذي وصل الى 34 في المائة، لأسباب عديدة، اجتماعية واقتصادية وتربوية.

كما تم إهمال متعمد لقانون التعلیم الإلزامي، ولم يحاسب أحد حتى الأن على جرائم تزوير الشهادات، لاسيما بين النواب والوزراء.

ويشير تقرير لليونسكو، صدر عام 2004، الى أن نسبة النساء اللواتي لم يكملن الدراسة الابتدائية في المدن العراقية من عمر (15- 24 سنة) كانت بحدود 38 في المائة، حيث جاء تسلسل العراق بالدرجة الرابعة من الدول المتخلفة حضاريا.

غير أن تقرير للجهاز المركزي للإحصاء لعام 2017 قد حدد نسبة الأمية بين النساء بحوالي 28 في المائة، أي ما يقارب ستة ملايين أمرأة. وفي عام  2021، فشل العراق من جديد في الوصول إلى أدنى المراتب في التصنيف العالمي لجودة التعليم، والذي ضم 180 دولة، فبقي خارج سلم التصنيف.

نسبة الأمية بين النساء العراقيات

وفي الوقت الذي باتت فيه المعرفة الرقمية من أهم مرتكزات التطوير ومؤهلات العصر، تشير تحليل بيانات البنك الدولي بشأن المعرفة الرقمية للإناث، الى ارتفاع نسبة الأمية بين النساء العراقيات حيث ان 96 من كل 100 امرأة في العراق هن أميات رقمياً ولا يجّدن استخدام الحاسوب والطابعة والأجهزة الذكية.

فضلاً على البرمجة أو استخدام برامج وتطبيقات الحاسوب. كما يشير الجهز المركزي للإحصاء الى أن 8.6 في المائة من العراقيات يستخدمن الإنترنيت، فيما يبلغ عدد من هن خارج قوة العمل 69 في المائة من نساء بلادي.

إن هذه الصورة المريعة، تدفعنا لإعادة التذكير بأن الأمية، ولاسيما بين النساء، هي المرتكز الأهم لكابوس التخلف الذي عاني ويعانيه العراق، وإن القضاء عليها يعتبر القاعدة الواجب توفيرها ليشمخ كل البناء العلمي والثقافي المراد تحقيقه.

ورغم إن الحديث عن تكوين هذه القاعدة واسع ومتعدد الجوانب، الا إن قارب الإبحار فيه يستند الى دفتين، حل المهام الثقافية وإيقاظ الجماهير وتثقيفها وتعليمها.

وإذا كان الأمر الأول معقداً ومتشعباً ويتطلب ثباتاً عالياً ومثابرة دؤوبة وتنظيماً واعياً، فإن إنجاز الأمر الثاني لا يمكن أن يتم عفوياً، بعد قرون طويلة من الاضطهاد والجهل، مما يستدعي ربط هذه العملية بكافة النشاطات الثقافية والتنظيمية والتربوية ومنهجتها وفق خطة شاملة ومدروسة تستند الى واقع المجتمع وتاريخه ومستوى تطوره السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبالاستفادة من الخبرات الذاتية والتجارب الناجحة للشعوب الأخرى.

المصدر: طريق الشعب

محرر الموقع : 2022 - 08 - 15