المدارس العربية التكميلية في بريطانيا أرساء لمفاهيم ثقافة القيم المجتمعية وتقبل الأخر ونبذ التعصب والطائفية .
    

 

 

الكلمة التي ألقيتها في مؤتمر التعليم 

لرابطة الأكاديميين العراقيين في بريطانيا   2018

   

مدارس نهاية الأسبوع مدارس يوم السبت  تسمى بالتكميلية لانها تكمل عملالمدرسة الأنكليزية  اذ تقوم  بتعليم  الطلاب لغة الأم في المهجر  

وايضاً تكمل عمل الأسرة في تعليم الأبناء وتسهم  في تربيتهم التربية السليمةالقائمة على أحترام الأسرة وثقافة البلد الأم والتربية المجتمعية  المبنية علىاحترام قوانين البلد الذي يعيشون فيه والتواصل والأرتباط بالوطن الأم وتستمدالأسرة من المدارس التكميلية  الدعم  والمؤازرة في تربية ابنائها فيالمهجر 

والمدارس التكميلية لاتعني فقط المدارس العربية بل هي مدارس الجاليات المختلفة    

وتكتسب المدارس  التكميلية  لتعليم اللغة العربية  أهمية كبيرة  في بريطانيا وتستمد أهميتها بشكل خاص وذلك  من خلال  جوانب عديدة منها الجانب الأجتماعي والثقافي والديني والوطني والموروث الحضاري والتراثي والأخلاقي .

 وتقوم المدارس التكميلية على  غرس  الثقافة العربية الأصيلة  ، وتعمل علىتقديم أكبر قدر ممكن  من المعلومات للطالب في يوم واحد، مع التركيز علىتقويم  النطق بالعربية، فضلاً عن فهم علوم اللغة العربية وتوفير بيئة تربوية ذاتقيم وأخلاق وذلك  من خلال  النشاطات  والفعاليات في  المناسبات  التي تعززفهم التقاليد العربية والإجتماعية  .

 

  تمنح الحياة الإجتماعية في الغرب  الأبناء  الحريات  وتنصفهم القوانين، فيزدادخوف الآباء وخشيتهم على أبنائهم في مجتمع يختلف تماماً عن بيئتهم العربية ، فقوانين الأسرة والمجتمع في بريطانيا تحمي الأبناء وتعطيهم الحرية الكاملة فيالتصرف وتحفظهم من العنف الأسري وتسمح لهم باتخاذ القرارات بعيداً عنتدخل العائلة ، ينموا  ابناء المهاجرين  في وسط بيئتين مختلفتين تماماً.

وبطبيعة الحال قوانين  المجتمع أكبر تأثيراً  من قوانين الأسرة، لذا كان اللجوءالى تعليم الأبناء اللغة العربية و ثقافة  الأسرة العربية عن طريق المدارسالعربية  تسهل عليهم فهم  العادات والتقاليد العربية و إيجاد  حلول للتناقضالأسري والمجتمعي وجعل الأبناء يتحدثون  اللغة العربية ويكتبون بها  ويدركونالدلالات  التاريخية. وبما أن المدرسة أكثر تاثيراً من البيت أخذ  المهاجرونوعلى مدى  عقود من الزمن  مضت يفتتحوا العديد من المدارس العربية  والتيانتشرت في عموم المملكة المتحدة، ، بتخصيص  يوماً واحداً في الأسبوع وهومايعرف بـ (مدارس يوم السبت). 

تستمد المدراس العربية  التكميلية أهميتها من  خلال اللغة العربية  أيضاً والتيتحتل  مكانة متميزة  بين لغات العالم فهي من  اللغات التي تحضى بأهتمام  كبيرفي المجتمع البريطاني والدليل على  ذلك هنالك 15 جامعة في المملكة المتحدةوفرت الدراسة  الجامعية لتعليم اللغة العربية وفي عام 2013 تم إطلاق برنامج (لغات المستقبل ) من المجلس الثقافي البريطاني والتي من ضمنها  اللغةالعربيةويهدف  البرنامج الى بناء فهم أفضل عن العالم العربي  في المملكة المتحدة،ومن خلال الدراسات والبحوث لمراكز البحث المتخصصة  التي تعتبر اللغةالعربية ثاني أهم لغة للمصالح الأقتصادية ،  بعد المندرينية ( اللغة الرسميةللصين ) وذلك حسب تقرير للمجلس الثقافي البريطاني  الذي  يؤكد أن  نسبة ١٪من سكان المملكة المتحدة يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ولأهميتها أخذت وزارةالتربية البريطانية على عاتقها  تعليمها  في المراحل المتوسطة والعليا ليتقن اكبرعدد من البريطانيين اللغة العربية وقد أخذت اكثر من 4٪ من المدارسالبريطانية الحكومية تدرس اللغة العربية على مستوى Arabic GCSEsالمرحلة المتوسطة وجرى ذلك  للمرة الأولى في عام 2002 اذ وصل عددالطلاب الى 3236 طالباً في عام 2012 اما المرحلة الثانوية العامة على مستوىA level Arabic وصل عدد الطلاب الى 604 طالبا في عام 2012 وخلالالسنوات الأخيرة عقدت العديد من المؤتمرات الخاصة بتطوير اللغة العربية منخلال المؤسسات الثقافية والأكاديمية البريطانية والتي تهدف الى تعزيز اختياراللغة العربية كلغة اجنبية أساسية في المدارس البريطانية وبناء فهم أفضل عنالعالم العربي وأعادة بناء الثقة التي فقدت في العقود الأخيرة جراء الظروفالسياسية بعد أن ظهر التطرّف الفكري  وداعش وغيرها من الحركات  التيأثارت  التعصب والتطرف  بين الشباب  في العالم عموماً

سامي فارس

محرر الموقع : 2019 - 04 - 30