السلاح الاقتصادي أحد خيارات العراق بوجه الهجمات التركية والإيرانية
    

 بوجود تبادل تجاري لا يستهان بحجمه مع كل من طهران وأنقرة، يبرز السلاح الاقتصادي كمقترح فعال بيد العراق في وجه تكرار الاهجمات التركية والإيرانية على أراضيه، وذلك بالتزامن مع دعوات لإنهاء تواجد الجماعات المعارضة على أراضي البلاد، لتنتفي ذرائع القصف وانتهاك السيادة العراقية.

ودعت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى العمل على إنهاء تواجد الجماعات المعارضة لدول الجوار على الأراضي العراقية، في خطوة منها لمنع استمرار هجمات تلك الدول (إيران وتركيا) على البلاد.

يجري ذلك في وقت كثفت فيه طهران أخيرا قصفها بالصواريخ والطائرات المسيرة على بعض المناطق في شمالي العراق، حيث تتمركز أحزاب وتنظيمات معارضة كردية إيرانية، كما كثفت تركيا قصفها على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق أيضا، وهو أمر بات مقلقا للحكومة العراقية التي تبحث حلولا للملف.

السلاح الاقتصادي العراقي

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، عامر الفايز، اليوم الأحد (27 تشرين الثاني 2022)، في تصريحات للصحافيين، إن “الاستنكار والشجب أصبح غير مجد مع تكرار الاعتداءات الخارجية على البلاد”.

وحول السلاح الاقتصادي العراقي، بين أن “هنالك مقترحا بالاستعانة في الملف الاقتصادي للضغط على الدول التي تشن ضربات داخل الأراضي العراقية (إيران وتركيا)”.

ويبلغ حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين كل من العراق وتركيا وإيران بنحو 30 مليار دولار سنويا، تشمل مختلف قطاعات السوق الغذائية والإنشائية والاستهلاكية، غالبيتها تتم برا من خلال المعابر الحدودية بين البلدان الثلاثة.

إنهاء تواجد الجماعات المعارضة

وبحسب الفايز فإن إنهاء تواجد الجماعات المعارضة لدول الجوار في العراق “أمر حاسم”، و”نقترح جعله أولوية من قبل الحكومة”.

مشيرا إلى أن “المنهاج الوزاري الذي أعلنه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يؤكد على الانفتاح تجاه دول العالم، حيث أن الحوار المباشر يعد أفضل وسيلة لحل المشاكل، وهي أفضل بكثير من الحوارات غير المباشرة”.

ولفت إلى أن اللجنة بصدد استضافة سفراء دول الجوار لبحث ملف القصف والتنسيق مع الحكومة لوضع الحلول.

السوداني يزور طهران

يتزامن ذلك مع زيارة مرتقبة من المفترض أن يجريها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى طهران بعد أن تلقى دعوة من الرئيس إبراهيم رئيسي.

وكان نواب في تحالف “الإطار التنسيقي” قد أعلنوا في وقت سابق، أن السوداني سيجري زيارة قريبة إلى طهران، لبحث ملف القصف الإيراني على مناطق إقليم كردستان العراق.

كما زار رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، بغداد الأسبوع الفائت، وبحث الملف مع السوداني.

استبعاد إخراج “العمال الكردستاني” دون عمل عسكري

ويعد تواجد الجماعات المسلحة في العراق من الملفات المعقدة، لا سيما مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، خاصة وأن تواجده في البلاد مدعوم من قبل الجهات السياسية المرتبطة به، وهذا ما يجعل السعي لإخراجه أمرا معقدا، على خلاف الأحزاب المعارضة لإيران.

واستبعد مسؤول في حكومة إقليم كردستان العراق، خلال حديث مع “العربي الجديد”، إمكانية إخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني من أراضي الإقليم بدون عمل عسكري، مشيرا إلى أن “الحزب يخضع لحسابات إقليمية بين طهران وتركيا وهو مدعوم من أطراف سياسية وفصائلية داخل العراق”.

واعتبر المسؤول الذي فضل عدم كشف اسمه، أن “الملف من اختصاص السلطات في بغداد، وفقا للدستور الذي ينيط التعامل مع قضايا الأمن والدفاع الخارجية بالحكومة العراقية ببغداد، وليس الإقليم”، كما استبعد أن يكون هناك توجه لحكومة الإقليم لإشعال حرب كردية ـ كردية مع جماعات معارضة لطهران وأنقرة تتواجد في الإقليم.

وكشف عن أن أربيل “تسعى لتدويل الملف كخيار متاح حاليا، لإيجاد خارطة طريق في التعامل مع الجماعات الكردية الإيرانية والتركية المعارضة المسلحة أو غير المسلحة الموجودة بالإقليم”.

وكانت وزارة الخارجية العراقية، قد نددت بالهجمات الإيرانية والتركية المتكررة على إقليم كردستان، مؤكدة أنها تخالف المواثيق والقوانين الدولية، وتمثل خرقا لسيادة البلاد.

وقررت السلطات العراقية، أخيرا وضع خطة لنشر وحدات عسكرية من الجيش والبيشمركة على الحدود طول العراقية مع إيران وتركيا، في خطوة لتأمين الحدود.

المصدر: العربي الجديد

محرر الموقع : 2022 - 11 - 27