السيد الكشميري :: دور المرجعية اليوم هو دور نصيحة وتوجيه وتشخيص القصور والتقصير في الاداء الحكومي
    
السيد الكشميري يقول: 
• لم يتصدى الامام الصادق (ع) في عصره لادارة الدولة الاسلامية لعدم تهيء الظروف الموضوعية ولان الضرورة الشرعية فرضت عليه ابراز معالم الاسلام الصحيح وفق منهج اهل البيت (ع) 
• المرجعية الدينية اليوم سائرة على نهج النبي (ص) والعترة الطاهرة من اهل بيته (ع) بالامر بالقسط والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة ومساعدة المحرومين والمستضعفين ومحاربة الفساد والمفسدين 
• دور المرجعية اليوم هو دور نصيحة وتوجيه وتشخيص القصور والتقصير في الاداء الحكومي، وعلى المسؤولين في الدولة الالتزام بواجبهم الدستوري الذي اختارهم الشعب من اجله

جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بمركز التراث ببرلين ردا على سؤال وجهه البعض اليه حول عدم تصدي الامام الصادق (ع) لمسؤولية الحكم في عصره، فاجاب قائلا: 

لم يتصدى الامام الصادق (ع) في عصره لاستلام زمام السلطة السياسية وذلك لعدم وجود الاعوان والانصار الذين يريدهم الامام (ع) كما افصح للحسن بن سهل وسدير الصيرفي وابو مسلم الخراساني وغيرهم، لان البعض من الناس لعدم علمهم بحقائق الامور ودقائقها، فيأتون ويعترضون على الامام (ع)، بقولهم (ايسوغ لك السكوت عن الامر (الحكم) وبين يديك من الاعوان كذا وكذا)، نظير ما يحصل في هذا العصر من الاعتراضات والاشكالات على المرجعية العليا، دون ان يعرفوا ما وراء ذلك، في حين انها (المرجعية) على وعي تام، حيث تتابع احداث العالم والعراق لحظة بلحظة، لتشخيص ما يجب اتخاذه من دون تردد، وقد رأينا نماذجح من ذلك في الدعوة الى مساندة الجيش العراقي المنهار وتوجيه الانذار للمسؤولين في الدولة وتنبيههم الى الخلل في ادائهم بتنفيذ واجباتهم تجاه مطالب الشعب الذي سئم من التسويف والوعود الفارغة، علما بان مراجعنا العظام ومنهم مرجعيتنا اليوم لا تحتاج الى من يوجهها ولا هي تفتقر الى الوعي التام بما يجب عليها اتخاذه، فالمرجعية على بصيرة بتكليفها الشرعي سائرة على نهج النبي (ص) والعترة الطاهرة (ع)، اما من جهل تكليفه ولم يحط علما بالامور فانه يسارع بالاعتراض، كما حدث حين اعترض اصحاب النبي (ص) على ابرامه صلح الحديبية، وكما اعترض البعض على الامام الحسن (ع) بصلحه مع عدوه علما بان الحسين (ع) التزم بذلك الصلح، وقد قال الحسن (ع) بان صلحه مع القوم هو كصلح جده رسول الله (ص) مع قريش، ومنه يفهم بان الحكمة هنا كالحكمة هناك، كذلك كان الامام الحسين (ع) يوم الطف مماثلا لموقف جده (ص) في دفاعه عن بيضة الاسلام. 

وفي الختام قال سماحته بان علينا ان نأخذ العبرة من مواقف المعصومين (ع) ونوابهم في عصر الغيبة، التي كلها فتوحات ربانية لترسيخ دعائم الاسلام وسبل الهداية لبني البشر. 

واخيرا طالب الحاضرين بالدعاء لنصرة الاسلام والمسلمين وحماة الدين وتعجيل ظهور ولي الله الاعظم (عج).

 

 

محرر الموقع : 2015 - 08 - 21