بحضور ممثل المرجعية العليا في أوربا : أفتتح مسجـد الامام علي (ع) في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن (تقرير مصور )
    

بمناسبة تنصيب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، هو عيد الله الاكبر ،عيد الغدير الاغر ، أفتتح مسجد ممثل المرجعية الدينية العليا في اوربا ، سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري ، مسجد الامام علي عليه السلام ،وبحضوراصحاب السماحة والفضيلة ،وعدد من السفراء المعتمدين لدى الدنمارك ، والمسؤولين الدنماركيين والشخصيات الاكاديمية الدنماركية والاجنبية والاساقفة والكاردنالت وغيرهم .

وبهذه المناسبة  ،شارك عدد من الشخصيات الدنماركية والاجنبية ، بكلمات متنوعة ومختلفة ، كانت ضمن اطار أهمية المسجد والهجرة ، والتعامل مع الانسان ، واثار المواطنة وبالخصوص على أبناء الجالية الاسلامية ، وكان لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد مرتضى الكشميري ، كلمة ،بالمناسبة ، وترجمة الى  الكلمة من اللغة العربية الى اللغة الدنماركية ، واليك نص الكلمة لسماحته.

 

  • المسجد هو اول المؤسسات التي انطلق منها شعاع العلم والمعرفة في الاسلام

 

  • من اهم وظائف المسجد التربوية انه يعوّد المسلمين على الالتزام والارتباط بالله، وبه يشعر المسلمون باخوة الاسلام لما يسودهم من الحب والصفا والوئام

 

  • المسلمون الشيعة يرون لزوم احترام وتقدير وحماية بيوت العبادة لبقية الطوائف والاديان كاهتمامهم بمساجدهم

 

  • المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف حمت الكنائس ومرتاديها ودافعت عنها من ايدي العابثين والمخربين

 

  • اتباع مدرسة اهل البيت (ع) يرفضون كل انواع العنف والتمييز الطائفي ويحاربون الارهاب جملة وتفصيلا

 

  • الشيعة الامامية يتعاملون مع الاخرين على مبدء: الانسان اخو الانسان احب ام كره، وانهم صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق

 

  • اهاب بالمجتمع الدنماركي احترام قدسية المساجد والحفاظ عليها وانها اليوم تشكل رمزا واثرا حضاريا من تراث الدولة.
  •  

 

 

 

بسمه تعالى

كلمة ممثل المرجعية العليا في النجف الاشرف، سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري

((انَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ))

 

المسجد هو أول المؤسسات التي انطلق منها شعاع العلم والمعرفة في الإسلام، وهو يحمل خاصية أساسية بالنسبة للمجتمع المسلم، وهو مصدر الانطلاقة الأولى لدعوة الإسلام ونبع الهداية الربانية، فعلى سمائه ترتفع الدعوة إلى الإيمان والهداية، وعلى منبره يعلّم الإيمان والعمل الصالح، وعلى أرضه الطاهرة تؤدى الاعمال المقربة الى الله سبحانه وتعالى، وهو المحور الذي تلتف حوله الأفكار والعواطف، والمحضن الذي يربي الصفوة والرواد الذين يحملون مشاعل النور والهداية ويطوفون البلاد يحملون صفة المسجد ورائحته وطهره .

وقد ظل المسجد على امتداد تاريخ المسلمين مؤسسة تعليمية للصغار والكبار، وأول الأمكنة التي تحقق الأهداف العملية لتربية الناس بعامة والناشئة والشباب بخاصة، وكان الرجال الأوائل الذين حملوا اللواء ولبوا النداء إلى المجد هم أشبال المسجد وعمار بيوت الله تعالى، وكان العلماء والفقهاء والبلغاء والنبلاء من أفضل خريجيها .

وكانت المساجد مجامع الأمة ومواضع الأئمة. وقد أسس صلى الله عليه واله وسلم مسجده المبارك على التقوى، فكانت فيه الصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب، وفيه السياسة وعقد الألوية والرايات وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، وفيه يجتمع المسلمون كلما حزبهم أمر من أمر دينهم ودنياهم " .

نعم إن مكانة المسجد في المجتمع الإسلامي تجعله مصدر التوجيه الروحي والمادي، فهو ساحة للعبادة ومدرسة للعلم وندوة للأدب، وهو- أيضًا- بوتقة تنصهر فيها النفوس وتتجرد من علائق الدنيا وفوارق الرتب والمناصب وحواجز الكبر والأنانية وسكرة الشهوات والأهواء ثم تتلاقى في ساحة العبودية الصادقة لله عز وجل.

من أهم وظائف المسجد التربوية أنه يعوِّد المسلمين على التزام الجماعة والارتباط بها عدة مرات في اليوم الواحد حيث يستشعر المسلم أهمية أن يكون مع إخوانه يؤدون شعائر دينهم وهم في ذلك سواسية كأسنان المشط حين وقوفهم أمام الباري المصور فهم متساوون موحدون متوحدون . وقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم على الحرص على الذهاب للمساجد والتزام الجماعة وعلمنا أن كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة ومن يعي ذلك من المسلمين ولا يسارع إلى هذا المغتسل العظيم الذي يتطهر فيه من الذنوب أولا بأول كل يوم حتى لا يبقى من أدرانه شيء ؟!

إن المسلمين في المسجد يشعرون بأخوة الإسلام ومجتمع المصلين داخله مجتمع يسوده الحب والصفاء والوئام فهو مجتمع يتفقد الغائب ويجامل الحاضر ويعين بعضه بعضًا، ولقاء المسلمين داخل المسجديغذي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان، ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس ويزيدهم إيمانًا وتسليمًا.

هذا وكما اهتم المسلمون من الصدر الاول برعاية المساجد وعمارتها والحفاظ على قدسيتها كونها اماكن للعبادة والطاعة، كذلك اهتموا بغيرها من اماكن العبادة لبقية الاديان والطوائف، كالكنائس والبيع وغيرهما، كونها اماكن يذكر فيها الله عز وجل، لقول الامام علي (ع) حينما مر على كنيسة اساء البعض استغلالها فقال احد مرافقيه (طالما اشرك بالله فيها، فاجابه (ع) ولكن لطالما عبد الله فيها) ، واذا تعرضت هذه الاماكن العبادية للخراب والانهيار فينبغي لولي المسلمين في بلاد المسلمين حفظها وحمايتها من ايدي العابثين والمخربين، نظير ما حصل في بعض الاماكن بالعراق جراء الاعتداء على بعض الكنائس، فبادر سماحة المرجع الاعلى للطائفة السيد السيستاني (مد ظله) باصدار توجيهاته لاعادة بنائها ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))، وفي مورد اخر دافع عن اصحاب الديانات الاخرى كالمسيحيين وغيرهم، لان المسلمين الشيعة ليست لديهم حساسية مع اتباع الاديان الاخرى، فنرى التعايش معهم جزءا من ثقافتنا الاجتماعية بشرط الحفاظ على هويتنا الاسلامية، ونتعامل معهم على اساس اسلامي جسدّه الامام علي (ع) بقوله (الناس صنفان: اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)، كما اننا نرفض كل الوان العنف والتمييز الطائفي الذي يتداول هذا اليوم وندعو الى السلم والسلام بين بني الانسان لا فرق بين عربي او اعجمي، كما نرفض فكرة الارهاب والارهابيين ونعتبرها فكرة يحاربها الاسلام جملة وتفصيلا.

هذا ومن اجل التقارب مع الاديان الاخرى، فتحت بعض المؤسسات باب الحوار معها احتراما لحرية الرأي والمعتقد في سبيل الحفاط على وحدة الكلمة وتوحيدها، لاننا نرى ان الانسان اخو الانسان احب ام كره، عملا بقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)).

وفي الختام نشكر الحكومة الدنماركية على تعاونها مع ادارة مسجد الامام علي (ع) في اتمام هذا الصرح، الذي اصبح جزءا لا يتجزء من معالم هذه الدولة، وسمعته الاثرية تصب بالمنفعة لمصلحة هذا البلد، كما ناشد الدنماركيين على اختلاف مشاربهم، احترام قدسية المسجد ومكانته العبادية.

ولاهمية هذا المكان، وقفنا الى جانب امام مركز الامام علي (ع) اخينا العلامة السيد الصدر في التعاون معه ماديا ومعنويا لبناء هذا المعلم الحضاري المبارك لما يشكله من اهمية في الدول الاسكندنافية، كما واشكر الاخوة الحضور من الداخل والخارج على تعاونهم ومشاركتهم مع ادارة المسجد في اتمام هذا المشروع الحيوي.

والسلام عليكم وروحمة الله وبركاته

ممثل المرجعية العليا في اوربا

السيد مرتضى الكشميري

1 تشرين الاول 2015م

 

محرر الموقع : 2015 - 10 - 01