سيارة المستقبل عاطفية.. تفرح وتغضب وتنام وتصحو وربما تبكي..!!
    

حصل أربعة من العاملين في شركة تويوتا اليابانية للسيارات أخيرًا على براءة اختراع لنظام يعتمد على حاسب صغير يوضع داخل السيارة ومجموعة من البرامج المدمجة في شرائح إلكترونية دقيقة تلحق بهذا الحاسب، ويعمل هذا النظام على جعل سيارة المستقبل - وربما سفينة أو طائرة المستقبل أيضًا - تبدو عاطفية في تصرفاتها فتفرح وتغضب وتنام وتصحو وتذرف الدموع حسب كل موقف تصادفه.

طبقًا لما قاله المخترعون فإن هذا النظام يتكون من حاسب وبرامج لاستكشاف الطريق وحالة السيارة مثل زاوية التوجيه والفرملة والسرعة، وخاصية تتيح للسائقين والركاب إدخال معلومات عن أنفسهم تبين أمزجتهم وحالاتهم النفسية في الحاسب، حتى تستطيع السيارة الاستجابة عاطفيا لأفعال قائدها، ويستهدف النظام مساعدة سائق السيارة على السير في الطريق وتبادل الإشارات مع غيره من السائقين بصورة أفضل، من خلال التعبير بالإشارات الضوئية للمصابيح الأمامية عن الغضب عندما تقطع إحدى السيارات الأخرى إشارة مرور أو تعبر طريقًا في الاتجاه المخالف، وليس هذا فقط، ولكن يمكن استخدام تعبيرات مثل شخص يبكي أو يضحك أو يغمز أو ما شابه ذلك.
ويشرح المخترعون ذلك بقولهم إنهم يريدون أن تكون لدى السائقين أكثر من وسيلة لتبادل الإشارات الصوتية أو الضوئية مع غيرهم من السائقين. وقال هؤلاء المخترعون إن الإشارات الصوتية ستستخدم مثلها مثل الإشارات الضوئية للتعبير عن حالات معينة، مثل طلب أحد السائقين الاستئذان بالمرور أمام إحدى السيارات الأخرى أو إظهار العرفان بالجميل، لأن هذا السائق قد سمح له بالمرور أمامه؛ لأن معظم الناس لا يعرفون أحيانًا السبب الذي دعا أحد السائقين إلى إطلاق نفير سيارته.
وفي هذا النظام يجرى تزويد السيارة بهوائي متأرجح، ويمكن ضبط ارتفاع جسمها ولها أضواء أمامية تختلف في كثافتها، وأن غطاء السيارة وبعض الإكسسوارات الأخرى مصممة بحيث تبدو كما لو كانت حواجب عين أو جفنها، أو حتى تبدو مثل عين تذرف الدموع؛ وكل ما يمكن أن يومض بأضواء ملونة لتكوين «حالات مزاجية» وملامح مادية تعبر عن ملامح وأمزجة البشر المختلفة.
ويقول المخترعون إنه إذا طبقت هذه الميزات على السيارات بمساعدة الحاسب، فإنها لا شك ستجعل من قيادة السيارة متعة. وكتبوا في أوراق براءة الاختراع إنه كلما زادت حركة المرور واستخدام السيارات؛ فإن السيارات التي لها مثل هذه التعبيرات مثل البكاء والضحك الذي يميز البشر والحيوانات الأخرى؛ يمكن أن تخلق جوًا مرحًا «عضويًا» بخلاف الحركة المعتادة للسيارات الحالية.
وأضافوا «أن مثل هذه السيارات العضوية العاطفية يمكن أن تقود إلى إنشاء صلةٍ وطيدة بينها وبين السائقين وجعل القيادة أكثر متعة وأكثر راحة». وكتب المخترعون في براءة الاختراع أنه «يمكن رؤية المصابيح الأمامية والهوائي وحاجب الريح (الزجاج الأمامي للسيارة) وهيكل السيارة على أنها أعين السيارة وذيلها وسطح جسمها». وعلى هذا القياس فهم يصفون السيارة «النائمة» بأنها السيارة التي لها «أعين مغلقة وهوائي مسترخ ويكون الزجاج واللوحات الخارجية ذات لون غامق مثل الليل وكذلك انخفاض مستوى ارتفاع السيارة مثل الشخص النائم»؛ أما السيارة «المتيقظة» فلها «أعين مفتوحة والمصابيح الأمامية لها حواجب مفتوحة ويكون الهوائي منتصبًا ويكون لون الزجاج واللوحات الخارجية ساطعًا فاتحًا»!
يتم عمل تأثيرات حواجب العين وجفنها باستخدام أضواء تظهر أعلى المصابيح الأمامية، بينما يمكن عرض «الدموع» باستخدام ضوء آخر أسفل المصابيح الأمامية. تقول براءة الاختراع إن جميع هذه الأضواء يمكن أن تظل لفترة من الزمن؛ أو تومض أو تتضاءل من الإضاءة القوية إلى الإضاءة الباهتة. ويمكن أن يغلق جفن العين في أي اتجاه؛ من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى أو قطريًا.
ويتم جمع البيانات عن حالة السيارة والطريق والسائق وتخزينها في كمبيوتر السيارة الذي يعبر عن هذه الحالات في رد فعل غاضب يظهر على السيارة إذا كانت المؤشرات تدل على ذلك.
واشتملت براءة الاختراع على مخطط يبين أن السيارة قد تعرض مجموعة من العواطف: حيث يوضح المخطط فئات تربط بين رد فعل السائق أو حالة السيارة أو الطريق وبين ألوان السيارة ووضع وشكل الميزات، مثل «حاجب العين» والهوائي والمصابيح الأمامية وارتفاع السيارة. وبالنسبة لحالة الغضب، فإن لون غطاء السيارة الأمامي (كبوت) يظهر أحمر وترتفع الحواجب وتكون المصابيح الأمامية والهوائي وارتفاع السيارة في الوضع القياسي.
ويوضح المخطط أيضًا أن النظام المقترح يجعل السيارة التي بها مشكلة ميكانيكية تبدو وكأنها «تبكي»، فيظهر غطاؤها الأمامي بلون أزرق غامق والمصباح الأمامي يقتم لونه ويخف الحاجب ويومض ضوءًا «دامعًا». كذلك يمكن أن تعبر السيارة عن المفاجأة والدهشة، حيث يتحول الغطاء الأمامي للسيارة إلى اللون البرتقالي وترتفع حواجبها مضيئةً باللون الأحمر ويقتم لون المصابيح الأمامية وتنخفض مؤخرة السيارة.

برلين / يوبي أي 

محرر الموقع : 2014 - 11 - 25