ممثل المرجعية الدينية العليا في أوربا ::يؤم المئات من المؤمنين في اول صلاة جمعة في مسجد الامام علي (ع) في الدنمارك
    
ممثل المرجعية العليا في اوربا يقول:

• شهر ذي الحجة الحرام هو شهر (الولاية) لما فيه من الايات النازلة في حق الامام علي بن ابي طالب (ع) واهل بيته الطيبين الطاهرين(ع) 
 
• ترحم على شهداء حادثة منى وقدم التعازي الى ذويهم وتمنى للجرحى الشفاء العاجل، وطالب المعنيين عن شؤون الحرم المكي توفير اجواءا اكثر امنا  وسلامة لضيوف الرحمن، وعدم تكرار مثل هذا الحادث وغيره مستقبلا

 

جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بمسجد الامام علي (ع) في كوبنهاكن،والتي حضرها المئات من المؤمنين ، مبتدءا بالاية الكريمة ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)) 

فقال ان هذه الاية احدى الايات النازلة في حق الامام علي (ع) في 25 من الشهر الكريم والتي هي صريحة وواضحة في دلالتها على الولاية الدينية والسياسية للامام (ع) بعد ولاية الله ورسوله  (ص)، وذكر معظم المفسرين من الفريقين ان سائلا دخل الى مسجد رسول الله (ص) يسئل الحاضرين فلم يعطه احد سوى الامام علي (ع) الذي كان يتختم بخنصره اليمنى وهو راكع فاومأ اليه حين جاءه واخذه وكان ذلك بمرأى من النبي (ص) ، يقول الفخر الرازي: فقال النبي (ص) (اللهم إن أخي موسى سألك فقال: " رب اشرح لي صدري .... وأشدد به  أزري، فأنزلت عليه قرآنا ناطقا ((سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا)) ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري) .قال أبو ذر : فوالله ما استتم (ص) الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله فقال: يا محمد اقرأ . قال : وما أقرأ ؟ قال : اقرأ ((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)) .

 

وفي ذلك يقول حسان بن ثابت :

أبا الحسن تفديك نفسي ومهجتي           وكل بطئ في الهوى ومسارع

أيذهب مدحي والمحبر ضائعا             وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا         زكاة فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية                   يبينها في محكمات الشرائع

 

هذه احدى المناسبات، واما المناسبات الاخرى المهمة  في هذا الشهر الكريم:

فأولها كانت في التاسع من ذي الحجة الحرام، يوم نزول سورة براءة والتي بلّغها امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله حيث نزل جبرائيل قائلا (يا رسول الله لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك) فكان اقرب الناس منه علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليه السلام فقام بتبليغها في ذلك اليوم المشهود.

 

واما المناسبة الثالثة فكانت في الثامن عشر منه وهي من المناسبات المهمة في هذا الشهر الكريم التي توج فيها علي (ع) بتاج الامامة الالهية عند نزول اية الابلاغ ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ....))، فقام النبي (ص) ونصب الامام علي (ع) اماما على المسلمين لامر من الله عز وجل، وهذه المناسبة يعبر عنها بعيد الغدير.

 

واما المناسبة الرابعة فهي يوم المباهلة، اليوم الذي انتصرت فيه الكلمة اليقينية الحقة على المسيحية المحرفة، وهو اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة يوم نزول قوله تبارك وتعالى ((فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)) فخرج النبي (ص) بهم للمباهلة فلما بصر بهم النصارى ورأوا منهم الصدق وشاهدوا امارات العذاب لم يجرؤا على المباهلة فطلبوا المصالحة وقبلوا الجزية عليهم.


وفي اليوم نفسه نزلت اية التطهير ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) حيث اكتسى النبي (ص) بعبائته وادخل معه تحت كسائه عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وقال اللهم انه قد كان لكل نبي من الانبياء اهل بيت هم اخص الخلق اليه، اللهم وهؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجز وطهرهم تطهيرها، فهبط جبرئيل بهذه اية المبارركة والتي اجمع المفسرون على انها نزلت فيمن حواهم كساء النبي (ص)، وفيها حديث مفصل يذكره المأرخون يسمى بحديث الكساء.

 

وفي الخامس والعشرين منه كان نزول سورة ((هل اتى)) بشأن اهل البيت عليهم السلام لانهم قد صاموا ثلاثة ايام واعطوا فطورهم المسكين واليتيم والاسير وافطروا على الماء وتسحروا عليه. لهذا ينبغي للمسلمين ان يحتفلوا بهذا اليوم وان يتأسوا بهم بالتصدق على المساكين والايتام وان يجتهدوا في اطعامهم وان يصوموا هذا اليوم تقربا الى الله تعالى.

 

فحري بالمسلمين ان يسموا شهر ذي الحجة الحرام بـ(شهر الولاية) لما فيه من المناسبات العديدة التي تخص امير المؤمنين علي بن ابي طالب وأهل البيت عليهم السلام، لكن من المؤسف ان المسلمين تجاهلوا واهملوا الاحتفاء والاحتفال بهذه المناسبات العظيمة، في حين أكد القران على اجر الرسالة بقوله: ((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) وأوصى رسول الله بالأخذ بأوامر العترة والتمسك بها بعد القران فقال: (أوصيكم بكتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا)،وحينما ابتعد المسلمون عن ذلك وقع ما وقع عليهم من البلاء فتراهم اليوم مختلفين متنازعين متناحرين طبق ما وصفهم الرسول الاكرم محمد (ص) (يوشك ان تتداعى عليكم الامم كتداعي الاكلة على قصعتها, فقيل يارسول الله اومن قلة فينا قال لا بل انتم يومئذ كثير ولكن من حبكم الدنيا وكراهيتكم الآخرة)، فلهذا تسلط عليهم الاشرار واراذل البشر وظلموهم وصاروا يسومونهم سوء العذاب يذبحون ابنائهم ويستحيون نسائهم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم.

 

واخيرا توجه بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى بان يتغمد برحمته شهداء بيته الحرام بالرحمة والرضوان وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، وناشد الجهات المعنية في ادارة الحرمين الى محاسبة المقصرين بحادثة منى والتي اودت بحياة المئات من الحجاج شهداء وجرحى، سواءا كانت في حادثة منى او حادثة الرافعة او غيرهما، وطالب المسؤولين على شؤون ضيوف الرحمن اتخاذ الاجراءات اللازمة اكثر امنا وحماية حاضرا ومستقبلا، وختم حديثه بقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء.

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 10 - 02