بلينكن أمام مطالب عربية بايقاف النار في غزة .. واسرائيل ترفض
    

 

 

 

قال مسؤولو الصحة في غزة إن 15 شخصا قتلوا في قصف جوي إسرائيلي لسيارة إسعاف قال الجيش إنه استهدف مسلحين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، ومن المقرر أن يستمع وزير الخارجية الأمريكي إلى مطالب عربية بوقف إطلاق النار خلال اجتماع يعقد يوم السبت في الأردن.

وقال مسؤولو الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس يوم الجمعة إن سيارة الإسعاف التي استهدفها القصف الإسرائيلي كانت ضمن قافلة تنقل فلسطينيين مصابين من مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات غزة.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة “عند وصولهم إلى مستشفى الشفاء تم استهداف الحافلة الثانية في القافلة مما أدى إلى ارتكاب مجزرة بشعة راح ضحيتها 15 شهيدا وإصابة أكثر من 60 أخرين”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد وأصاب سيارة إسعاف “كانت تستخدمها خلية إرهابية تابعة لحماس” وإن عددا من مقاتلي حماس قتلوا.

وأضاف الجيش “نؤكد أن هذه المنطقة هي منطقة قتال. وتتم دعوة المدنيين في المنطقة مرارا إلى الإخلاء والاتجاه صوب الجنوب حفاظا على سلامتهم”.

وعارضت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس رواية إسرائيل فيما يتعلق بقصف سيارة الإسعاف، وطالبتها بتقديم دليل على أن السيارة كانت تقل مقاتلين.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي دليل يدعم تأكيد وجود صلة بين سيارة الإسعاف وحماس، لكنه قال إنه يعتزم نشر مزيد من المعلومات.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من رواية أي من الجانبين.

ننهم إسرائيل حماس بإخفاء مراكز قيادة ومداخل أنفاق في مستشفى الشفاء، وهو ما تنفيه حماس والمستشفى.

وطوقت القوات البرية الإسرائيلية مدينة غزة يوم الخميس بعد تكثيف حملة القصف التي تقول إنها تهدف إلى القضاء على حركة حماس بعد أن قتلت الجماعة المسلحة 1400 شخص واحتجزت أكثر من 240 رهينة في هجوم شنته في السابع من أكتوبر تشرين الأول في جنوب إسرائيل.

وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى جنوب القطاع، الذي واصلت أيضا قصفه.

وزاد تدهور الظروف المعيشية في غزة، التي كانت سيئة بالفعل قبل اندلاع القتال. وإلى جانب شح الغذاء يلجأ السكان إلى تناول مياه غير صالحة للشرب، كما تنهار الخدمات الطبية ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 9250 فلسطينيا قتلوا.

وأسفرت ضربة جوية إسرائيلية يوم الجمعة عن مقتل ثلاثة، بينهم امرأتان، في خان يونس جنوب قطاع غزة، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة.

وتفيد تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن هناك ما يقرب من 1.5 مليون نازحين داخليا من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

* “مواصلة القوة الكاملة”

وقال مصدران قريبان من قيادة حماس إن الحركة استعدت لحرب طويلة الأمد في غزة وتعتقد أنها قادرة على صد التقدم الإسرائيلي لفترة كافية لإجبار عدوها على الموافقة على وقف إطلاق النار.

وأضافا أن الحركة تعتقد أن الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحصار يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل عبر التفاوض تحقق فيها حماس مكاسب ملموسة، مثل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وخلال زيارة للمنطقة التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الجمعة ودعا إلى هدنة إنسانية قال إنها ستسهل المساعي لإطلاق سراح الرهائن والسماح بدخول المساعدات إلى غزة لكن دون منع إسرائيل من الدفاع عن نفسها.

ورفض نتنياهو في بيان أذاعه التلفزيون فكرة الهدنة ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن. وقال “أوضحت أننا نواصل بكامل قوتنا وأن إسرائيل ترفض وقفا مؤقتا لإطلاق النار لا يتضمن إطلاق سراح رهائننا”.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة “تشارك بشكل غير مباشر” في المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن.

وفي توضيح لسبب استغراق “وقت طويل” لإخراج المواطنين الأجانب، قال المسؤول إن حماس اشترطت في البداية إطلاق سراح الأجانب على أن يتمكن الفلسطينيون الجرحى من الخروج أيضا، لكن تبين أن ثلث الفلسطينيين المدرجين في القائمة هم من أعضاء حماس.

وقالت وزارة الخارجية الأردنية إن بلينكن سيستمع إلى المطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة عندما يجتمع مع وزراء خارجية دول عربية في الأردن يوم السبت.

وأضافت الوزارة أن وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن وممثلين عن الفلسطينيين سيشددون على “الموقف العربي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع ويبحثون مع بلينكن كل التداعيات وسبل إنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة برمتها”.

وحافظت واشنطن على دعم عسكري وسياسي قوي لإسرائيل، بينما دعت حليفتها إلى اتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.

* جبهة ثانية أو ثالثة

في أثناء وجود بلينكن في إسرائيل، حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الولايات المتحدة يوم الجمعة من أن الصراع قد يتسع نطاقه إلى حرب إقليمية إذا لم توقف إسرائيل هجومها على غزة.

وفي أول خطاباته منذ اندلاع الحرب، وجه نصر الله تهديدا للولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ملمحا إلى أن جماعته المدعومة من إيران مستعدة لمواجهة السفن الحربية الأمريكية في البحر المتوسط.

ويشتبك حزب الله، حليف حماس المدجج بالسلاح، مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود في التصعيد الأكثر دموية منذ أن خاض حربا مع إسرائيل في عام 2006.

وقال نصر الله “أنتم الأمريكيون تستطيعون أن توقفوا العدوان على غزة لأنه عدوانكم”. وتابع “من يريد منع قيام حرب إقليمية والخطاب للأمريكيين يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة”.

وأردف أن حزب الله الموجود في طليعة محور المقاومة المدعوم من طهران والمعادي لإسرائيل والولايات المتحدة لا يخاف من القوة البحرية الأمريكية التي حشدتها واشنطن في المنطقة منذ اندلاع الأزمة.

وأوضح “وأنتم أيها الأمريكان تعرفون جيدا أنه إذا حصلت الحرب في المنطقة فلا أساطيلكم تنفع ولا القتال من الجو ينفع وأن الذي سيدفع الثمن بالدرجة الأولى مصالحكم وجنودكم وأساطيلكم التي ستكون الضحية والخاسر الأكبر”.

ودخلت جماعات أخرى موالية لإيران المعترك منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، إذ أطلقت جماعات شيعية مدعومة من طهران النيران على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وأطلقت جماعة الحوثي اليمنية طائرات مسيرة على إسرائيل.

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 11 - 04