تنديد واسع بـ”التهديد النووي ضد غزة”.. يعكس إرهاب الاحتلال الإسرائيلي
    

 

 

 

ـ لاقى التهديد الذي أطلقه وزير إسرائيلي باستخدام السلاح النووي ضد غزة، تنديداً واسعاً، حيث وصفته وزارة الخارجية الفلسطينية بأنه عنصري، بينما أكدت حركة حماس، أنه يعكس إرهاباً غير مسبوق للاحتلال بدعم سافر من واشنطن.

يأتي ذلك في ظل تزايد شراسة العدوان الإسرائيلي على غزة، وتزايد عدد مجازر الاحتلال ضد أهالي القطاع المحاصر، مع اقتراب عدد الشهداء من نحو 10 آلاف شهيد.

التهديد النووي ضد غزة

وقال وزير التراث بحكومة الاحتلال الإسرائيلي عميحاي إلياهو إن “إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن”.

مضيفا أن “قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه”.

ورأى الوزير الإسرائيلي أن “للحرب أثمانا بالنسبة لمن وصفهم بـ”المختطفين” الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية”.

وردا على سؤال في مقابلة إذاعية عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب إلياهو “هذا أحد الاحتمالات”.

وقال “أطمح أن نعود إلى إقامة المستوطنات اليهودية في قطاع غزة ونذهب إلى هناك بكل فخر”.

وعن المواطنين الفلسطينيين يقول الوزير “فليذهبوا إلى أيرلندا أو الصحارى، وليتولى الوحوش في غزة مهمة الحل بأنفسهم”.

إرهاب غير مسبوق للاحتلال

وتعليقاً على التهديد النووي ضد غزة، أكّد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أنّ تصريحات إلياهو تعكس “الإرهاب غير المسبوق، والذي تمارسه حكومة الاحتلال ورموزها” ضد الشعب الفلسطيني.

مُشدّداً على أن حكومة الاحتلال “تشكّل خطراً على كل المنطقة والعالم”.

وأوضح قاسم أنّ “هذه التصريحات النازية نابعة من الدعم الكامل من بعض الدول، وخصوصاً الولايات المتحدة، للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة”.

بدورها أدانت الخارجية الفلسطينية ما وصفته بـ”التصريحات العنصرية الهمجية للوزير الإسرائيلي”، عادّةً إياها إعلاناً صريحاً وإقراراً واضحاً بشأن ما يقوم به كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

إدانات عربية

من جهته قال مصدرٌ رسمي في وزارة الخارجية السورية إنّ تصريحات “أحد إرهابيي حكومة الكيان الغاصب، بضرب أبناء غزة بالسلاح الذّري، هو دليل جديد على إرهاب الدولة الذي يمارسه هذا الكيان، وعنصريته الوحشية المتطرفة”، مُشيراً إلى أنّ التصريحات تأتي في ظل المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف المصدر أنّ هذه التصريحات تؤكّد على ما دأبت “إسرائيل” على إخفائه حول “حقيقة امتلاكها لهذا السلاح خارج أنظمة الرقابة الدولية”، لافتاً إلى الدعم الذي يتلقاه كيان الاحتلال من حلفائه في الإدارة الأميركية والغرب الاستعماري، وأنّ الأمر “يشكل تهديداً جدياً للأمن و الاستقرار وحياة شعوب المنطقة”.

وأكّدت الخارجية إدانة سوريا “بأشد العبارات هذه المواقف لمسؤولي كيان الاحتلال”،  ودعت “المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتخاذ كل الإجراءات، والاضطلاع بمسؤولياتها للكشف عن البرنامج النووي الإسرائيلي، وإخضاع هذا الكيان المارق إلى برنامج الضمانات الشاملة، وأنظمة الرقابة على المنشآت والبرامج النووية”.

كما أدانت وزارة الخارجية السعودية التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر.

واشارت الوزارة في بيان ان هذه التصريحات “تظهر تغلغل التطرف والوحشية لدى أعضاء في الحكومة الإسرائيلية”.

كذلك أدانت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات إلياهو واصفة اياها بأنها “عنصرية وتحريضية واستفزازية”.

وبينت الوزارة في بيان لها، ان هذه التصريحات تشكل “دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها، وتحريضاً مداناً على القتل وارتكاب جرائم الحرب، إلى جانب الجرائم التي تُرتكب ضد أهالي قطاع غزة”.

ردود فعل داخل الكيان الإسرائيلي

وقد أثارت تصريحات إلياهو ردودا غاضبة عليه داخل إسرائيل، إذ قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “كلام الوزير عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع”.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية أن نتنياهو أوقف الوزير إلياهو عن اجتماعات الحكومة حتى إشعار آخر.

ولكن عضو “الكنيست”، إسحاق كروزر، كرر تهديد الياهو بقوله في تصريح إنّه يجب “محو قطاع غزة عن الخريطة”، مُبرّراً ذلك بأنّه من أجل “بعث رسالة إلى سائر أعدائنا”.

غزة هدف للمتفجرات الإسرائيلية

وقبل أيام، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ “إسرائيل” أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، في إطار عدوانها المتواصل، منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، وذلك بما “يُعادل قنبلتين نوويتين”.

وفي وقتٍ سابق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنّ الإعلام الإسرائيلي أقرّ بإلقاء “تل أبيب” 10 آلاف قنبلة منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

بدورها، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية استخدام “إسرائيل” عدداً مهولاً من القنابل خلال قرابة أسبوع من القصف المستمر على غزة (سلاح الجو الإسرائيلي اعترف بأنه أسقط 6000 قنبلة على غزة في الأسبوع الأول)، يُعادل ما أسقطته الولايات المتحدة على أفغانستان خلال عام.

رقم قياسي بالمجازر

في السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، اليوم الأحد، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 24 مجزرة خلال الساعات الـ24 الماضية، راح ضحيتها 243 شهيداً.

وقال القدرة إنّ “الاحتلال سجل رقماً قياسياً في عدد المجازر التي ارتكبها، وقتل الأطفال والنساء خلالها”، مشيراً إلى أنه “يمارس حرب إبادة وتطهيراً عرقياً منذ 30 يوما”، منذ بدء الحرب في غزة في 7 تشرين الاول/أكتوبر الماضي.

وأشار إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 9770، من بينهم 4800 أطفال و2550 إمرأة.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة انّ “مستشفيات قطاع غزة عاجزة تماماً عن تقديم أي خدمة صحية وأمامها ساعات فقط”، مناشداً كل الأطراف بضرورة “توفير ممر آمن لتدفق المساعدات الانسانية، بما فيها الوقود إلى غزة”.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، أنّ “الوضع الإنساني في قطاع غزة بات كارثياً”، قائلةً إنّ “ما نراه لم نشهده منذ وجودنا الدائم منذ عام 1967”.

كما لفتت اللجنة إلى أن “مستشفيات غزة على حافة الانهيار التام، والعمليات الجراحية تُجرى من دون مخدّر”.

وبسبب  القصف الإسرائيلي الكثيف والعنيف تضرر  نحو 16 مستشفى، و32 مركز رعاية أولية، و27 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى 105 مؤسسات طبية.

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد مجزرة جديدة خلّفت 30 شهيدا على الأقل، حيث استهدف القصف منزل عائلة أبو حصيرة قرب ميناء غزة.

يأتي ذلك في وقت سقط فيه عدد آخر من الشهداء والجرحى في قصف طائرات الاحتلال منزلا في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

وتتواصل حرب إسرائيل على قطاع غزة لليوم الـ30 على التوالي، حيث توالت المجازر في أنحاء القطاع، وقد ارتفع عدد شهداء مجزرة مخيم المغازي إلى 45 شهيدا، أغلبهم من النساء والأطفال.

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 11 - 05