ممثل المرجعية العليا في أوربا : المرجعية بزمن الغيبة هي الحصن الحصين وصمام الأمان للمحافظة على الإسلام
    

التقى ممثل المرجعية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري، بالجالية العربية والمسلمة في مركز الجواد عليه السلام في برنامج خاص لأحياء ذكرى استشهاد الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام .


وارتقى المنبر سماحته ، وبأسلوبه الخطابي الحسيني المتميز خاطب العقول والمشاعر اذ أستقرت كلماته في قلوب ووجدان الحاضرين . 
اذا قال نحن نهتم اهتماماً بالغاً بقضيايا الشباب ، فشريحة الشباب هم أملنا في الإصلاح والتغيير لما يعاني منه المجتمع 
من انحرافات في العقيدة والسلوك فيجب علينا الاعتناء بهذا الأمل ومعاهدته والإنصات إليه وإظهار الاهتمام به وحل مشاكله ومعاناته لئلا يستمع إليه غيرُنا ويحدثه غيرُنا بأحاديث يبني عليها شخصيته وسلوكة وعقيدته ، لذلك يجب علينا ان نحافظ عليهم ونسلحهم بالعقيدة الصحيحة ليكونوا رجال المستقبل الذين يحملون 
فكر وعقيدة مدرسة أهل البيت عليهم السلام 
لتكون لديهم القوة والقدرة والقابلية لمواجهة الأفكار الضالة والمنحرفة التي تريد تشويه عقيدة الإسلام الحقيقي أما حربنا ضد المجاميع الإرهابية لازالت قائمة على قدم وساق ونحن نعدكم أن هؤلاء لم ولن يصلوا بل بالعكس يوماً بعد اخر يتعزز النصر وتزداد رقعة انتشار فكر أهل البيت عليهم السلام في العالم لأنهم عنوان العز والشرف والأرتباط والوسيلة بالله عز وجل وهم الطريق الحق الى الله تعالى .
لذلك أوصيكم ان تهتموا بالشباب لأنهم وسيلتكم ، حثوهم ليتمسكوا بعقيدتهم النقية المرتبطة بالإمام عجل الله فرجه الشريف ، في عصر القيادة النائبة في عصر الغيبة المتمثّلة بالمرجعية العليا بأية الله العظمى سماحة السيد السيستاني ادام ظله الوارف 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله " يا عمار إذا رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس ، إنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من الهدى " 
سئل احد المعصومين عليهم السلام عن معنى 
" أهدنا الصراط المستقيم " 
فقال ذاك جدي علي بن ابي طالب عليه السلام ، فطريق أهل البيت هو طريق الحق والصواب والمنهج القويم المتمثل في الوقت الحاضر بالقيادة النائبة للمرجع الأعلى
فالمرجعية في زمن الغيبة هي الحصن الحصين وصمام الأمان للمحافظة على الإسلام .
عندما التقيت في المانيا بأحد الوزراء قال لي لو في العالم عشرة رجال مثل المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني لعم السلام في الأرض وعاش العالم بأمن وأمان 
لذلك يجب علينا جميعاً ان نسير على نهج مرجعيتنا هي التي تقودنا الى الهداية والصواب . والفتوى الكفائية للمرجع الأعلى "ادام ظله الوارف" هي موقف إلهي ونفحة الهية مباركة من أجل المحافظة على الإسلام ليس في العراق فحسب بل هي أيضاً لتثبيت أركان السلام في كل ارجاء العالم وذلك بالوقوف بحسم وبأس شديد امام هذه المجاميع الأرهابية وهي تضم شذاذ الأفاق وكل فاجر وفاسد وفاسق استخدمهم الأعداء ليشوهوا صورة الإسلام الحقيقي بالذبح والقتل وسفك الدماء . 
أما مبدأ أهل البيت عليهم السلام هو السلام ومحبة الأخر والدليل على ذلك 
وثيقة الإمام زين العابدين عليه السلام 
الذي نحن اليوم في صدد أحياء ذكرى استشهاده ، أذ وضع الإمام عليه السلام وثيقة لحقوق الإنسان تتضمن خمسون نصاً يحفظ حقوق الإنسان على جميع المستويات وهي وثيقة يفتخر بها الإسلام والمسلمون والبشرية جمعاء ، وكذلك لدينا رسالة أمير المؤمنين عليه السلام الى مالك بن الأشتر رضوان الله عليه اذ يقول" الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" .
وهذه هي أيضاً كنز من الكنوز الثمينة لقيمتها الإنسانية في حفظ حقوق الإنسان فيجب على الشباب ان يلتقطوا هذه الجواهر الروحية ويتمسكوا بالمبادئ السامية .
فمذهب أهل البيت يؤكد على بناء الإنسان على الفضيلة والأخلاق ،وعلى الشباب كذلك ان لاينبهروا بالتكنولوجيا الغربية بل عليهم يتعلموا تراث أهل البيت ويغرفوا من علوم ومعارف أهل البيت عليهم 
التي تؤكد على تطهير الفرد وتربيته التربية الصحيحة وبناء الأنسان هو غاية وهدف مذهب أهل البيت عليهم السلام ، فهم الوسيلة الى الله قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا " لذا أهيب بأخواننا واخواتنا وبناتنا ان يتمسكن بدينهن و بعقيدتهن وبفضل الله عندكم في هذه المدينة المراكز الإسلامية مفتوحة ابوابها امام الجميع مثل مركز الجواد ع الذي فيه نحن الأن وكذلك مركز الرسول الأكرم ومن المدارس عندكم مدرسة الكوثر النموذجية وهي منكم وفيكم واليكم حثوا اولادكم ليحضروا في هذه المدرسة وينظروا في برامجها ومناهجها التي تعلمهم اللغة العربية والقرآن الكريم وتربطهم بفكر ومدرسة أهل البيت عليهم السلام . 
بعد ذلك تحدث سماحته عن سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام ،والمصائب التي جرت عليه وكيف واجهها بشجاعة من الطف الى يوم استشهاده . وفي الختام توجه سماحته بالدعاء للمرجعية العليا بالسداد والتأييد الألهي والأبناء الجالية والشعب بالتوفيق بالوقوف خلف المرجعية الرشيدة الحكيمة صفاً واحداً وبالرحمة للشهداء ، ولمقاتلي ورجال الحشد الشعبي بالنصر والغلبة على المجاميع التكفيرية الضالة . 
تميز البرنامج بحضورسماحته ولقائه مع أبناء الجالية أذ لسماحة السيد الكشميري حفظه الله في قلوب الجالية محبة وتقدير لايوصف فهو الأب الروحي للجالية وهم دائماً يشتاقون للقائه أذ يجلس معهم بتواضعه الجم المعهود وبصدر رحب يستمع اليهم جميعا ويشاركهم همومهم وأمالهم وطموحاتهم لنشر مذهب أهل البيت عليهم السلام ، .وكذلك محبته في قلوب الشباب والأطفال اذ يصافحهم ويدعو لهم بالتوفيق والنجاح .

الكاتب والباحث: سامي فارس

محرر الموقع : 2015 - 11 - 11