سويديون يتعاطفون مع الفتاة العراقية فاطمة.. دعوها تعيش في السويد!
    

فاطمة: اكتشفت هويتي الحقيقية في السويد .. لماذا تريدونني أن أرحل؟

فاطمة الأسدي، فتاة عراقية تبلغ من العمر 15 عاماً، نالت تعاطف الكثير من المواطنين السويديين، عندما نشرت قصة معاناتها من عدم وجود إقامة لها في السويد في إحدى مجموعات الفيسبوك.

جاءت الى السويد في نهاية عام 2015، لطلب اللجوء مع والديها وإخوتها وهي في التاسعة من عمرها.

تروي فاطمة لـ “الكومبس” وجعها النفسي الذي أثر عليها وعلى عائلتها، بل حتى على مستواها الدراسي حيث انها كانت من المتفوقين بالمدرسة وتحب السويد وبيئتها التي تأقلمت عليها منذ بداية وجودها على هذه الأرض.

وبينت التعليقات تفاعل المتابعين معها، حيث إن المئات منهم رحبوا بها وعبروا عن دعمهم لها وتضامنهم مع قضيتها، في نفس الوقت انتقد الكثير منهم مصلحة الهجرة وكيفية تعامل المصلحة مع قصة هذه الطفلة، وطالبوا ببقاء فاطمة وعائلتها في السويد.

قصة فاطمة

عندما وصل قاربنا المطاطي إلى البر، ظننت أنني حققت المستحيل، بل انا فعلا حققت المستحيل، فلقد كان بيني وبين قبري المائي قارب رقيق، لمست الموت ولمسني وصارعته وصارعني، كان حافزي ومبتغاي هو العيش الكريم وها أنا سأبدأ حياتي الطبيعية واعيش طفولة بهية حيث لا نسمع هنا صوت تهديدات ولا فزع أهلي ولا خبر موتنا المحتوم، ها انا أخيرا طفلة مثلي مثل باقي أطفال هذا العالم، لا أبحث عن المثالية أنا ابحث عن السلام هذا ما أريده، هذا ما عائلتي تبحث عنه.

لكن لم تجر الأمور كما تتمنى، فقد عانت فاطمة مع عائلتها من التنقلات الكثيرة فلقد كانت مصلحة الهجرة تنقلهم من (كامب) الى اخر في فترات قصيرة لم تستطع العائلة الاستقرار في مكان واحد، بل وصلت عدد مرات تنقلهم في هذه الست سنوات لتسع مرات، وكان مكان اقامتهم هي وعائلتها في غرفة واحدة داخل (كامب) مع مشاركة للحمام، هذا كله لم يوقف والد فاطمة من تعليم أولاده اللغة السويدية فقد كان يجبرهم على مشاهدة الأفلام والبرامج السويدية لتطويرهم ولتيسير عملية اندماجهم في المجتمع الجديد.

تاريخ لن تنساه فاطمة

تذكر فاطمة تاريخ راسخ في دماغها ولا تستطيع نسيانه وهو تاريخ 19 سبتمبر 2018، أي بعد سنتين من لجوئهم إلى السويد حيث استلمت وعائلتها أول قرار سلبي برفض إقامتهم في البلد، تروي لنا فاطمة وقتها أنها كانت في المدرسة عندما استلمت الخبر وكانت تحاول ان تكمل دوامها الدراسي لكنها واجهت صعوبة بقراءة الكتاب بسبب انغمار عينها بالدموع. فاطمة لم تكن يوما طفلة تنظر للأمور بسلبية، بل كانت هي من تشجع عائلتها على الإيمان بأن الأمور ستحل والسويد بلد الإنسانية ولم تقبل هذه البلاد برجوع العائلة الى الهلاك والدمار والموت المحكومين، وفق ما تعتقد، لكنها بعد هذا الخبر استسلمت وشعرت أن ما للأمل سبيل في حياتها وكانت معاناتها على حسب وصفها تختلف من معاناة أهلها خصوصا انها اندمجت مع المجتمع بسرعة وتفوقت في دراستها وتحب جيرانها وتستمتع برفقة زملائها وحديث معلميها.

 فاطمة أسست حياتها الشخصية والاجتماعية واسست لها هوية هنا في السويد وتشعر بأن السويد هو وطنها الثاني حيث تجد هنا الأمان الحقيقي الذي ومع الأسف تلاشى في لحظة، كما تقول، “لأنها مع عائلتها غير مرتبطين في السويد بالقوة الكافية المطلوبة”، وفق تقديرات مصلحة الهجرة.

فاطمة

فاطمة: أين العدل؟

تضيف بعد فترة قمنا بالاحتجاج والاعتراض وقامت المصلحة بعمل مقابلة خرى بعد أن كانت المحكمة قد حكمت أن قضيتنا يجب أن يعاد النظر فيها وأن مصلحة الهجرة قامت بخطأ، بالتالي تم استدعاؤنا لعمل مقابلة أخرى (لي أنا فاطمة ولأبي و أمي و أخي) لكن في وقتها وبسبب إبلاغ المحامي لنا قبل ربع ساعة من مقابلتنا أنه لن يأتي بسبب مرض ابنته بالوباء، بالتالي قاموا بتأجيل المقابلة ولكن عندما أرسلوا لنا تاريخ جديد فكان هذا تاريخ لمقابلة أبي وحده، هذه المرة كانت المقابلة فقط لأبي دون استدعائي أنا أو أمي أو أخي. بعد فترة من مقابلة أبي لوحده قاموا مرة أخرى بتسليمنا (القرار السلبي) للمرة الثانية، استلمنا قرار رفض اقامتنا، هذه المرة كان الظلم واضح لأنهم لم يستمعوا لي ولا لأخي.. لقد قطعوا صوتنا وكتموه ولم أخذ حقي بالتحدث والمقابلة، كيف لهم أن يحكموا على عدة أشخاص من خلال التحدث مع شخص واحد فقط؟ أين العدل في ذلك؟

لماذا بعد أن أحببت هذا البلد واكتشفت هويتي فيه، وعشت أجمل لحظات عمري فيه، لماذا بعد هذا الوقت كله تريدوني أن أعود الى هلاكي، ليسمع صوتي العالم كله ولتعرف مصلحة الهجرة انها ظلمتني مع عائلتي.

فاطمة تنتظر حاليا مع عائلتها قراراً جديداً بعد ان قدمت للمرة الثانية اعتراضا.

من خلال الرابط التالي يمكن التعبير عن التضامن مع فاطمة، حيث يقوم العديد من السويديين بتسجيل الدعم لها هنا:

https://www.skrivunder.com/lat_fatima_och_hennes_familj_fa_stanna_kvar

ليندا الجنابي

 

 

محرر الموقع : 2021 - 11 - 10