ممثل المرجعية العليا في اوربا يوضح: ما هو السبب لاهتمام المسلمين الشيعة بزيارة الاربعين دون غيرها من الزيارات المخصوصة للامام الحسين (ع)
    
ممثل المرجعية العليا في اوربا يوضح: 
• ما هو السبب لاهتمام المسلمين الشيعة بزيارة الاربعين دون غيرها من الزيارات المخصوصة للامام الحسين (ع) 
• يناشد المسلمين في ارجاء المعمورة بان يدعو الله لحفظ زوار الحسين (ع) من اشرار العصر

 

جاء هذا التنويه ردا منه على سؤال البعض، لماذا كل هذا الاهتمام بزيارة الاربعين دون غيرها كزيارة النصف من شعبان التي تعتبر من افضل زيارات الامام الحسين (ع) اجرا وثوابا؟ . 

ولتوضيح هذا المعنى ينبغي القول بان زيارة الامام الحسين (ع) هي (خير موضوع فمن شاء استقل ومن شاء استكثر)، وانها لم تكن وليدة هذا العصر بل دأب المسلمون الشيعة على زيارة قبر الحسين (ع) منذ مقتله الشريف سنة 61هـ، وفي تلك السنة وفي العشرين من صفر زار الامام السجاد (ع) قبر ابيه (ع) مع عماته واخواته والصحابي الجليل جابر الانصاري، ومن ذلك اليوم استمرت هذه الزيارة وحتى يومنا الحاضر، وزادها تتويجا وتشجيعا احاديث الائمة (ع) العديدة في المشي على الاقدام لزيارته (ع)، وكانوا (ع) يدعون الى اولئك الزوار والباكين والممرغين وجوههم على قبره الشريف، وزاد البعض منهم (ع) بأن امروا مواليهم ان يذهبوا ويدعوا لهم (ع) هناك، وكأنهم (ع) ارادوا ربط الموالين والمحبين بهذا المشعر المبارك، واستلهام المبادئ السامية من ثورته ونهضته عند الوقوف على قبره الشريف (ع)، كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الصلاة وايتاء الزكاة والجهاد في سبيل الله، وغير ذلك من الاهداف السامية التي بعث من اجلها الانبياء (ع). 

وبهذا المعنى استحق الامام الحسين (ع) هذا الخطاب بهذه الزيارة (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوحٍ نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ...)، فالزائر الكريم عندما يقف على القبر الشريف يستلهم من سيرة المزور هذه الدروس وهذه العضات والعبر التي احوج ما يكون المسلمون اليها اليوم . ولم يكتف الائمة (ع) بزيارة واحدة لقبر الحسين (ع) بل حددوا مواسم متعددة خلال السنة حتى لا ينقطع هذا الشحن العقائدي والارتباط الولائي بالاسلام المحمدي عن طريق زيارة قبر ابي عبد الله الحسين (ع)، فجاءت التأكيدات لهذا السبب ولغيره على زيارة اول رجب، والنصف منه، والنصف من شعبان، وليالي القدر، والعيدين، ويوم عرفة، وليلة عاشوراء ويومها، والعشرين من صفر، وليالي الجمعة، بل وفي كل وقت احب المؤمن الزيارة، لقول الامام الصادق (ع) (انها خير موضوع فمن شاء استقل ومن شاء استكثر). 

ومن اجل هذا وغيره لاقى اتباع مدرسة اهل البيت (ع) في هذا السبيل الامرين من اعدائهم خصوصا في العهد الاموي والعباسي، حتى بلغ الامر في زمن بني العباس ان يدفع الزائر ضريبة مالية بلغت مئة دينار في ذلك العصر، فكانت الشيعة تدفع وتزور، وزاد الامر شدة فصارة الضريبة على الانفس فكل عشرة يزورون يقتل واحد منهم، ولم تتوقف الناس امام هذا المد اطلاقا، اما في عصر الطاغوت الذي شهدناه وعايشناه فقد قتل العشرات وسجن المئات وترملت النساء ويتمت الاطفال وقطعت الايدي والارجل وسملت الاعين، فكانت الناس تزور غير مبالية بهذه الارهاصات ويرددون شعارهم المعروف : 
لو قطعوا ارجلنا واليدين            نأتيك زحفا سيدي يا حسين 

هذا واصبحت زيارة الامام الحسين (ع) شعارا لمن يوالي ويحب اهل البيت (ع)، وقد اقتدى بهم في زمننا هذا ابناء المذاهب الاسلامية من غير الوهابية ، وكذلك المسيحيون والايزيديون وغيرهم حيث شاركوهم في اداء هذه الشعيرة المستحبة . 

اما الجواب عن مورد السؤال: لماذا هذا الاهتمام بهذه الزيارة (الاربعين) دون غيرها؟ فنقول: 
1- لانها عدت من علائم المؤمن على حد نص الخبر. 
2- اقتداءا بالامام السجاد (ع) ومواساة لاهل بيت النبوة (ع) حيث زار الامام اباه الحسين (ع) مع عماته واخواته (ع). 
3- مواساة للنبي (ص) وللعترة الطاهرة (ع). 

نسال المولى سبحانه وتعالى ان يتقبل من الجميع هذا العمل انه سميع مجيب. 

وبهذه المناسبة الجليلة اهيب بالزائرين الكرام بان يكونوا يدا واحدة وهدفا واحد في المحافظة على وحدة الكلمة والابتعاد عما يثير الفرقة والاختلاف مابين المؤمنين، والاقتصار على اداء الشعائر وفق ما توارثناه خلفا عن سلف بعيدا عن الشعارات الحزبية والسياسية والفئوية وغيرها مما يخرج المناسبة عن هدفها النبيل، وان نكون جميعا المصداق الامثل لقوله (ع) (رحم الله من احيا امرنا). 

هذا واناشد المسلمين جميعا ان يرفعوا اكف الضراعة للمولى سبحانه وتعالى في هذه الايام بان يحفظ زوار ابي عبد الله الحسين (ع) من شر الاعداء وكيدهم انه ولي التوفيق.

محرر الموقع : 2015 - 11 - 30