ممثل المرجعية العليا في اوربا يبارك للعالم الاسلامي بيوم تتويج الامام الثاني عشر (عج) بتاج الامامة والخلافة
    

جاء حديثه هذا جوابا على سؤال من سأله: عن سر احتفال بعض المؤمنين بيوم التاسع من ربيع الاول واعتبارهم له يوم فرح وسرور، فما هي هذه المناسبة الميمونة في ذلك اليوم ؟ 

فكان جوابه بالاية الاكريمة ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)) ، ثم قال ان يوم التاسع من ربيع الاول هو اول يوم تقلد فيه الامام المهدي (عج) منصب الامامة الالهية بعد ابيه الامام الحسن العسكري (ع) الذي استشهد في يوم 8 ربيع الاول سنة 260هـ ، فخلفه من بعده الامام وهو الذي بشرت به الاحاديث النبوية الشريفة المتواترة من الفريقين، وهو الذي سيظهر في اخر الزمان ويطهر الارض بعد امتلائها بالظلم والجور والفساد ، ويعم العدل الالهي ارجاء المعمورة من مشرقها الى مغربها وسوف لن تببقى بقعة من بقاع الارض الا ونودي عليها بـ (لا اله الا الله محمد رسول الله) ويملؤها قسطا وعدلا. اما متى سيكون هذا فذلك امر ما لا نعلمه ولا يعلمه هو (عج)، بل ولا يمكن توقيته لا بسنة ولا بيوم معين وانما يتحقق ذلك عندما تتهيأ الظروف الموضوعية ويصدر الامر الالهي بظهوره (عج). 

ووظيفة المؤمنين في عصر الغيبة هو الانتظار (الايجابي) لظهوره (عج) بان نهيأ انفسنا لاستقباله وان نربيها على الجندية في الالتزام بأوامر المولى والابتعاد عن نواهيه، وتربيتها على الطاعة المطلقة لأوامر الامام (ع)، لانه اذا ظهر (عج) سيخوض حربا ضروسا ضد الكافرين والمنافقين وعندها يكون بحاجة الى اعوان وانصار، والا فلا معنى لدعائنا بان نكون من انصاره واعوانه. وما ورد من الروايات بأن انصاره 313 فاولئك هم رؤساء الاركان والفيالق والحكومة التي يدير بها الدنيا من مقر عاصمته الكوفة عاصمة جده امير المؤمنين (ع)، وعندها يحتاج الى من يجاهد بين يديه. 

وتعتبر هذه القضية من الحتميات المؤكدة والمحققة، وورد فيها عدد من الايات والاحاديث والروايات المتواترة عن النبي (ص) والعترة الطاهرة (ع)، بحيث لم يرد هذا العدد في اي قضية من قضايانا الاسلامية كالصلاة الوصوم والحج وغيرها من الاحكام الاسلامية، وان دلت على شيء فانما تدل على اهمية القضية وحتميتها. ولمزيد الاطلاع يراجع (منتخب الاثر في الإمام الثاني عشر (ع))، و(المعجم الموضوعي لاحاديث الامام المهدي(عج)) الذي صدر مؤخرا، ففيهما من التوضيح والتبسيط ما يعطي عن الموضوع فكرة جلية وواضحة. 

مضافا الى هذا فان قضية الامام المهدي (عج) هي قضية عالمية تؤمن بها جميع الاديان والملل والنحل ويبحثونها تحت عنوان (المخلّص والمنقذ في اخر الزمان) وكل يبحثها من زواية فكره وعقيدته. فاذا ان يوم التاسع من ربيع الاول هو اول ايام ولاية مخلّص البشرية (ومنقذها) من الظلم والعذاب، والباسط للعدل والرحمة والخير على الانسانية جمعاء. 

هذا ونسال من المولى ان يعجّل فرجه ويملأ الارض بظهوره قسطا وعدلا ((ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)).

محرر الموقع : 2015 - 12 - 19