بمناسبة تزامن اعياد ميلاد النبي الخاتم (ص) مع اعياد ميلاد السيد المسيح (ع)...ممثل المرجعية الدينية العليا في أوربا :: يقول ينبغي لنا ان نأخذ من هاتين المناسبتين درسا في التعايش السلمي لنشكل من ذلك وحدة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم لمحاربة اعداء الانساني
    

  

ممثل المرجعية العليا في اوربا يهنيء العالم بولادة نبي الله عيسى ابن مريم (ع) ويقول: 
لقد بعث الله تبارك وتعالى الى البشرية 124 الف نبي ورسول بدءا من ادم وانتهاءا بالخاتم محمد (ص)، وفيهم خمسة من اولي العزم (نوح) و(ابراهيم) و(موسى) و(عيسى) و(الحبيب المصطفى محمد) (ص). 
وقد ارسل الله سبحانه وتعالى هذه الصفوة من الخلق الى العالم لغرض الصلاح والاصلاح ولتحقيق هدف واحد هو تزكية النفس الانسانية وتهذيبها وتربيتها وبنائها على مكارم الاخلاق التي من ابرز مصاديقها الرحمة والرأفة والعطف والصدق والامانة والوفاء بالوعد والعطف على المحرومين والمستضعفين وصلة الارحام وحسن الجوار وغير ذلك من خصال الخير. 
غير ان ما نشاهده ونراه في عالمنا اليوم هو التنكّر لهذه الاهداف والمبادئ السامية، وكأن الناس عادوا الى الجاهلية الجهلاء وساروا على شريعة الغاب، فالقوي يعتدي على الضعيف والغني على الفقير والكبير على الصغير وانسلخت الرحمة من القلوب، وكأن لم يوص الانبياء والمرسلين والعلماء والصالحين بما امر به المولى سبحانه وتعالى.

 

جاء حديث سماحته هذا بمناسبة راس السنة الميلادية 2016 وفرحة الاعياد عند المسيحيين، غير ان المفرح لنا في هذه السنة وللعالمين الاسلامي والمسيحي، أن تزامنت اعياد ميلاد النبي الخاتم (ص) مع اعياد ميلاد السيد المسيح (ع)، فلهذا ينبغي لنا ان نأخذ من هذه المناسبة درسا في التعايش السلمي لنشكل من ذلك وحدة بين المسلمين والمسيحيين وغيرهم لمحاربة اعداء الانسانية في كل مكان وزمان، ونسعى الى بناء الانسان على الاسس التي بعث من اجلها الانبياء، وبالسعي لهذا الهدف حتى تكون احتفالاتنا بالمناسبتين الكريمتين مثمرة. ولكن من المؤسف ان الناظر اليوم الى واقع العالم كما يقول البعض، وبعد مرور 1445 سنة على ولادة الرسول الاكرم (ص) و2015 على ميلاد السيد المسيح (ع)، نلحظ حجم المشكلات والازمات التي يواجهها العالم تزداد يوما بعد يوم، من فقر وقتل وعنف وازمات اجتماعية وانسانية وكوارث بيئية وحروب. فالعديد من الحروب والازمات التي يواجهها العالم جرت تحت اسم الاديان او بحجة الدفاع عنها، ولكنّ هذه الاديان ليس لها علاقة بما يجري وان الرسل والانبياء ليسوا مسؤولين عما يرتكبه البعض من جرائم وحروب بأسمهم ، فيجب على مسؤولي اتباع الاديان اليوم او الذين يدّعون النطق بأسم هذه الاديان من رجال دين ومؤسسات دينية اسلامية ومسيحية ويهودية وغيرها، ان ينظروا الى ما يجري في العالم من مآسي ويفكروا في كيفية المساهمة في وقف هذه الكوارث وان يمنعوا استغلال اسم الاديان في الصراعات السياسية والحزبية والمصالح المادية. 

ان تزامن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وميلاد السيد المسيح (ع) هو رسالة اخرى بأن الاديان السماوية كما قلنا تشترك فيما بينها بالكثير من العناصر الدينية والقيم الانسانية، اذا فلماذا يتقاتل اتباع هذه الاديان فيما بينهم، ولماذا لا يتوحدون لمواجهة المآسي والمشاكل التي يواجهها العالم. 

نحن ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتقنا (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) نوجه نداءنا الى العالم الحر بمختلف توجهاته واديلوجياته ومشاربه، ان يتغلب على ما يواجهه العالم اليوم من تكفير وتقتيل وتشريد وتفسيق، من خلال الحوار المشترك والتعامل المتواصل بين علماء الدين واتباع الديانات الالهية، ان يسعى الجميع الى احلال السلام والامن المتزايد والغاء التمييز والقضاء على الارهاب في جميع انحاء العالم

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 12 - 24