الجفاف يدفع العراق لتغيير مسارات الري.. انخفاض الزراعة التقليدية بنسبة 20 بالمئة
    

 

 

 

مع قرع طبول "حرب المياه" في الشرق الأوسط، يتصدر العراق مقدمة الدول بمخاوف الجفاف المحدق بنهريه دجلة والفرات اللذان يشهدان تراجعاً تاريخياً في منسوبهما لم يسجل من قبل، وذلك لعوامل عدة، بعضها مرتبط بالتغيير المناخي والبعض الآخر ناجم عن سياسات "دول المنبع"، أي تركيا وإيران.

ومع المساعي الحكومية للحد من أزمة شح المياه وعزمها إنشاء أكثر من 36 سداً لحصاد مياه الأمطار والسيول في عموم البلاد، اكد عضو لجنة الزراعة النيابية النائب ثائر الجبوري، بان الزراعة التقليدية في العراق انخفضت بنسبة 20% خلال 3 سنوات.

ويوفر العراق نسبة 70 بالمئة إيراداته المائية من خارج الحدود، حيث تسعى الحكومة إلى التنسيق مع دول أعالي الأنهار بشأن الإيرادات.

وقال الجبوري، إن "ضغط الجفاف شكل مصدر تحدي لجميع المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية والفرات الاوسط بسبب محدودية المياه المتوفرة ما أدى الى تقليص المساحات بنسب عالية".

وأضاف أن "الجفاف رغم قسوته دفع الى تغيرات نوعية في آليات التعامل مع ملف المياه من خلال تغير مسار السقي من الاطر التقليدية الى الحديثة التي تقلل نسب الهدر"، لافتا إلى أن "الزراعة التقليدية انخفضت بنسبة 20% خلال 3 سنوات"، وفقاً لصحيفة العالم الجديد.

وأشار إلى أن "اعتماد اساليب الري الحديثة مع وجود دعم حكومي وانفتاح سيقود الى امكانية خلق ديمومة بالإنتاج مع ما متوفر من مصادر مياه"، لافتا الى ان "اللجنة تدعم نقل تجارب بقية الدول في ملف مواجهة الجفاف وتغير الأنماط الزراعية لتتوافق مع مبدأ الجدوى الاقتصادية بما يوفر إيرادات اعلى للمزارعين".

وحذر تقرير صادر عن منظمة اليونسكو، فى 1 نيسان الجاري، بأن يكون العراق مقبل على حرب مياه بحلول العام 2050.

وأدى ارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى انخفاض كبير في هطول الأمطار السنوي، والذي يبلغ حاليا 30 في المئة، ومن المتوقع أن يصل هذا الانخفاض إلى 65 في المئة بحلول عام 2050.

ويشتكي العراق منذ سنوات من السياسات المائية غير العادلة التي تنتهجها تركيا، عبر بناء العديد من السدود على نهر دجلة ما تسبب بتراجع حصصه المائية، وأيضاً إيران، من خلال تحريف مسار أكثر من 30 نهراً داخل أراضيها للحيلولة دون وصولها إلى الأراضي العراقية، بالإضافة إلى ذلك، فاقمت مشكلة الجفاف وقلة الأمطار خلال السنوات الأربع الأخيرة من أوضاع البلاد البيئية والزراعية.

 

وانخفض الحجم الإجمالي للمياه الواردة من دجلة والفرات بشكل ملحوظ من 93.47 مليار متر مكعب في عام 2019 إلى 49.59 مليار متر مكعب في عام 2020، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تصرفات دول المنبع.

وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في 17 كانون الثاني الماضي، موافقة العراق على الانضمام إلى تحالف سيشكل لضمان حماية مصادر المياه.

ويفقد العراق 100 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية سنوياً نتيجة التصحُّر ويخلُص تقرير، صدر عن وزارة الموارد المائية العراقية، إلى أن موجات الجفاف الشديد المتوقعة حتى سنة 2025 ستؤدي إلى جفاف نهر الفرات بشكل كامل في قطاعه الجنوبي، بينما سيتحوَّل نهر دجلة إلى مجرى مائي بموارد محدودة.

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 04 - 05