الأوساط السياسية تعزي بذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر: “سيبقى منارة للأجيال”
    

 

 

 

تحل في مثل هذا اليوم التاسع من شهر نيسان من كل عام، الذكرى السنوية لاستشهاد المرجع والمفكر الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر، وأخته العلوية بنت الهدى، بجريمة يندى لها جبين الإنسانية اقترفتها يد البعث الدموي.

وبهذه المناسبة الحزينة قدمت الأوساط السياسية، اليوم الثلاثاء، التعازي للمراجع العظام ولعائلة الشهيد.

رشيد يعزي باستشهاد الصدر

وقدم رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، التعازي في ذكرى استشهاد السيد الشهيد محمد باقر الصدر.

وقال رئيس الجمهورية في تغريدة له تابعها (شفقنا العراق): “في الذكرى السنوية لاستشهاد سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر وسقوط النظام الدكتاتوري، نستعيد التضحيات الجسام التي قدمها الشهيد الصدر في مقارعة نظام مستبد جثم على صدور العراقيين لعقود، قدّم خلالها العراقيون من مختلف الطوائف شتى التضحيات للخلاص منه”.

توحيد الصف الوطني

‏وأضاف: “بهذه المناسبة لا بد من التأكيد على ضرورة توحيد الصف الوطني بين الجميع، قوى سياسية وفعاليات اجتماعية من أجل حماية المكتسبات المتحققة والانحياز إلى المصلحة الوطنية العليا لجميع العراقيين، والحؤول دون تكرار مآسي الماضي”.

المندلاوي يعزي بالشهيد الصدر

أكد رئيس مجلس النواب بالنيابة محسن المندلاوي، اليوم الثلاثاء، أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر أسس لمرحلة سقوط الطاغية ونظامه الاستبدادي.

وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بالنيابة، تابعه (شفقنا العراق)، أن “المندلاوي قدم خالص تعازيه ومواساته، إلى المراجع العظام والحوزة الدينية، وآل الصدر الكرام، والشعب العراقي خاصة، والعالم الإسلامي عموماً، بذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس)، وأخته العلوية بنت الهدى، بجريمة يندى لها جبين الإنسانية اقترفتها يد البعث الدموي”.

الدور الحاسم في الدفاع عن حرية العراقيين

وقال المندلاوي حسب البيان: إن “علماء الدين وفي مقدمتهم الشهيد الصدر كان لهم دور حاسم واستثنائي في الدفاع عن حرية العراقيين وكرامتهم عبر التاريخ”.

وأضاف، أن “الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) تصدى بشجاعة لاعتى الأنظمة الدكتاتورية، وكسر عبر تحمله لمسؤوليته الشرعية وواجبه الوطني حاجز الخوف من جلاوزة البعث الكافر، وقدم روحه المجاهدة في سبيل خلاص الشعب من الحقبة الصدامية التي أذاقت العراقيين ويلات القتل والتعذيب والتهجير، وأسس لمرحلة جديدة مهدت لسقوط الطاغية ونظامه الاستبدادي”.

انتصار الدماء على سيوف الظالمين

وأكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، أنه “تزامن استشهاد الصدر مع ذكرى سقوط الدكتاتور رسخت في الأذهان حقيقة انتصار الدماء على سيوف الظالمين”.

داعياً في الوقت ذاته إلى “الاستفادة من فكر الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) ونظرياته، والاقتداء بمنهجه والمبادئ التي حرص على غرسها في المجتمع، والسير على دربه في إعلاء شأن الأمة ورفض الظلم والفساد، والتمسك بالقيم التي قدم الشهيد والعلماء أرواحهم من أجل تحقيقها

المالكي: واجه الطغيان بكل صلابة

وذكر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في بيان ، أننا “نعيش اليوم ونستذكر بكل فخر واعتزاز ذکری استشهاد المفكر العظيم والمرجع الشهيد سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس الله روحه الطاهرة)، الذي واجه الطغيان البعثي الإجرامي بكل صلابة وشجاعة وقدم روحه في سبيل الإسلام والحق والعدل، ولم يبخل بروحه التي قدمها بكل سخاء فداءً للإسلام والوطن والشعب”.

وأضاف: “لقد كان الشهيد الصدر مرجعاً ورمزاً كبيراً في قيادة الحركة الإسلامية في العراق وبلدان إسلامية كثيرة، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا مع النبيين والشهداء والصديقين”.

الخزعلي: ذكرى عظيمة وسيرة عطرة

من جانبه، قال الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي في تدوينة له على منصة (X)، : “في مثل هذا اليوم، نقف على أبواب ذكرى عظيمة وسيرة عطرة، كانت وما زالت مصدر فخر واعتزازاً وإلهاماً لجميع الأحرار في العراق والعالم ألا وهي ذكرى شهادة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى (رضوان الله تعالى عليهما)”.

وتابع: “إننا اليوم، نجدد العهد مع الله سبحانه وتعالى، ومراجعنا العظام، وشعبنا العزيز بالثبات على خطى القادة والرموز والمجاهدين، الذين بذلوا أنفسهم لإعلاء كلمة الله والدفاع عن الدين والعقيدة والوطن”، مبيناً أن “إحياء هذه الذكرى في كل عام بشكل متزامن مع ذكرى سقوط النظام البعثي الدكتاتوري المقبور، يحمل العديد من الدلالات والمعاني والعبر ومن أهمها أن الأحرار والمقاومين الثائرين لن يرضخوا للظلم والجور”.

وذكر أنه “مع فخرنا واعتزازنا بهذا اليوم الخالد في تاريخنا الحديث بانتهاء حقبة البعث النازي الذي جثم على صدور العراقيين لسنوات طويلة، وتسبب بالكثير من المآسي والآهات لأبناء شعبنا العزيز، إلا أننا نؤكد موقفنا الثابت والواضح برفض الاحتلال الغاشم وضرورة إنهاء الوجود الأجنبي في البلاد وفق جدول زمني قريب ومحدد وتعزيز وحماية سيادتنا الوطنية”.

الحكيم:ما نعيشه اليوم ثمرة تضحيات عقود

بدوره، ذكر رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم في بيان تابعه “شفقنا العراق”، أن “ما يعيشه وطننا وشعبنا اليوم من بحبوحة الديمقراطية المفعمة بالحرية، هي ثمرة تضحيات عقود طوال قدمها على مذبح الكرامة، مراجع وعلماء شهداء وبيوتات كريمة وطوابير طويلة من المضحين، وما شهيدنا الخالد المرجع السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى (قدس سريهما) إلا نجمان مضيئان في سماء الشهادة العراقية”.

أثرى مكاتب العالم

وأضاف: “شهيدنا الكبير أثرى بإنجازاته وابتكاراته العلمية مكاتب العالم في الفقه والمنطق والفلسفة والعقائد والعلوم والقرآن والاقتصاد والقانون والسياسة المالية والمصرفية ومناهج العمل السياسي وأنظمة الحكم الإسلامي وغير ذلك، لينال الشهادة على يد الديكتاتورية التي قدر الله أن يكون يوم نهايتها ذات اليوم الذي اغتالت به الشهيد الصدر حتى كأن عدالة السماء شاءت أن تنتصف لدم الشهيد ومن سبقه ولحق به من المضحين”.

الأعرجي: محطة للأحرار

فيما، قال مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي  في تدوينة على منصة X ، اطلع عليها “شفقنا العراق”:”في ذكرى استشهاد المفكر والعالم المجاهد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف)، وأخته العلوية بنت الهدى، نجدد تعازينا وعظيم مواساتنا إلى شعبنا الكريم ومراجعنا العظام والأمة الإسلامية بهذه المناسبة التي باتت محطة يستلهم منهـا الأحرار معاني الجهاد الحق والوقوف بوجه الظلم والاستبداد في كل زمان ومكان.. محطة عبدت الطريق لكرامة شعب في زمن صعب فأثمرت عهداً جديداً من الحرية”.

شذرات تعريفية بمحمد باقر الصدر

هو المرجعُ الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر بن حيدر بن اسماعيل الصدر، وُلِدَ في مدينة الكاظمية المقدسة العام 1935 من أسرة آل الصدر العربية العلمية الدينية العريقة.

معارضته للحكم البعثي

ترعرع الشهيد الصدر، في أجواء العلم وحفظ القرآن والدراسة الحوزوية في الكاظمية المقدسة، عُرِفَ منذ صغره بتحديه للأنظمة الحاكمة ومقارعتها، خاصة النظام البعثي الصدامي المباد، وتجلى هذا التحدي بمشاركته بتأسيس حزب الدعوة الإسلامية العام 1958، ومن ثم معارضته الشديدة لحزب البعث العام 1968.

وبعد سيطرة البعثيين على الدولة ومؤسساتها وعلى المدارس والجامعات تصدى الشهيد الصدر بشجاعة لهذه الأعمال من خلال إصدار فتوى بحرمة الانتماء لحزب البعث، ما جعله عرضة للتضييق من قبل أجهزة النظام القمعية.

ويمثل السيد الشهيد محمد باقر الصدر، مرحلة مهمة وشاهداً واضحاً على مسيرة تاريخية للعراق شهدت فتراتها تبدلات وتغيرات كبيرة وواسعة وخطيرة.

سرعة البديهة وذكاء وقاد

قضى الشهيد الصدر حياته بين دروس العلم ومدارسها الحوزوية، ولفت انتباه أساتذته بذكائه وسرعة بديهيته وغزارة قراءته للكتب على اختلافها، وبدأت مسيرته العلمية العطرة في السنة الخامسة من عمره، وبعدها بسنتين التحق بمدرسة منتدى النشر الابتدائية، وأكمل جميع مراحلها الستة خلال ثلاث سنوات فقط.

وبعد مغادرته إلى مدينة النجف الأشرف، تفرغ للدراسات الدينية في الحوزة العلمية، ودرس على يد عدد من العلماء الكبار ومنهم السيد أبو القاسم الخوئي، والشيخ محمد رضا آل ياسين، والشيخ عباس الرميثي، والشيخ محمد طاهر آل راضي، وغيرهم من العلماء، وقد أكمل دراسة السطوح بفترة قياسية، وحصل على الاجتهاد في سن الثامنة عشرة، فأصبح أحد الأعلام الكبار في الحوزة العلمية وارتفع اسمه في الأوساط العلمية والدينية.

حياته التدريسية

في سن العشرين بدأ السيد الشهيد التدريس في الحوزة العلمية، وكان أول تدريسه “كتاب الكفاية”، وفي سن الخامسة والعشرين بدأ بتدريس البحث الخارج في أصول الفقه، ثم درس خارج الفقه في سن الثامنة والعشرين، وبعدها درَّس الفلسفة وتفسير القرآن، وكان الشهيد الصدر ولمدة ثلاثين عاماً مشتغلاً بالتدريس، وقد ربّى خلال هذه الفترة الكثير من الطلاب والفضلاء الذين حملوا أفكاره من بعده، وساروا في دربه.

كتبه ومؤلفاته

أغنى السيد الشهيد محمد باقر الصدر، المكتبة العلمية بالعديد من المؤلفات المهمة التي تعد مصدراً رئيساً للباحثين وطلاب العلم، ومن مؤلفاته:

– بحوث في شرح العروة الوثقى.

– دروس في علم الأصول.

– اقتصادنا.

– فلسفتنا.

– غاية الفكر في علم الأصول.

– فدك في التاريخ.

– البنك اللاربوي في الإسلام.

– الأسس المنطقية للاستقراء.

وعشرات المؤلفات الأخرى التي تعد ثروة علمية لا تقدر بثمن.

مصدر إلهام روحي

وبسبب مناهضته للسلطة البعثية ومساندته للحركات الإسلامية ودعواته الإصلاحية وجرأته، أصبح السيد الصدر مصدر إلهام روحي لأغلب العراقيين، الأمر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، ومن أجل عزله (قد سره) عن الناس، وقطع اتصالهم به، فرضت الأجهزة القمعية التابعة لدوائر الأمن الإجرامي الإقامة الجبرية على السيد الشهيد، واستمر هذا الحصار نحو تسعة أشهر، وبعدها قامت تلك الأجهزة الدموية باعتقاله ومن ثمة اعتقال شقيقته الشهيدة بنت الهدى.

استشهاده على يد الظلام

وفي نيسان العام 1980، استشهد السيد الصدر مع شقيقته تحت وطأة التعذيب، وفقدت الأمة الإسلامية هذا العالم الرباني الكبير الذي وضع بصمة في ضمير الأمة ونقش على جبينها عبارته الخالدة: “لو كان إصبعي بعثياً لقطعته”.

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 04 - 09