المرجعية العليا تدعو لعدم السماح بوجود مسلحين خارج اطار الدولة والاستعانة بالخبرات العالمية لمعالجة الازمة الاقتصادية
    

نددت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، بالاحداث الأمنية التي شهدها قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، وفيما حذرت من تداعيات ذلك على السلم الأهلي، مجددة دعوتها الى عدم السماح بوجود مسلحين خارج اطار الدولة. مشيرة الى ضرورة وضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة من خلال الاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الازمة الراهنة بصورة صحيحة.

وقال ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 4/ربيع الآخر/1437هـ الموافق 15/1/2016م بما نصه لقد شهدت العاصمة الحبيبة بغداد في الايام الماضية خروقات امنية تمثلت بمهاجمة مجموعة من الارهابيين الدواعش بأسلحتهم الرشاشة لجموع المواطنين في بعض الاسواق المكتظة بالمتبضعين،مضافاً الى التفجيرات المعتادة بالاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة في الاماكن العامة، وقد ارادت عصابات داعش ان تعبر بهذه الاعتداءات عن قدرتها على تكييف اعمالها الاجرامية مع متغيرات الساحة القتالية التي شهدت في المدة الاخيرة انتصارات متوالية للقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين وابناء العشائر الغيارى.

واضاف ان" هذه الخروقات لا يمكن تفادي وقوعها بالاساليب الامنية التقليدية ككثرة السيطرات واجراءات التفتيش الروتينية فمن الضروري ان يتم العمل على تطوير القدرات الاستخبارية لأجهزة الامن العراقية والاستعانة بعناصر شعبية للحصول على المعلومات اللازمة من حواضن العصابات الارهابية لإجهاض مخططاتها الاجرامية قبل تنفيذها".

وتابع الكربلائي" كما شهدت مدينة المقدادية في محافظة ديالى قبل ايام اعمالا ً ارهابية واعتداءات مؤسفة على عدد من المساجد ومنازل المواطنين مما له تداعيات خطيرة على السلم الاهلي والعيش المشترك لأبناء هذا الوطن، واننا اذ ندين بشدة هذه الاعتداءات نحمّل القوات الامنية الحكومية مسؤولية المنع من تكرارها وعدم السماح بوجود مسلحين خارج اطار الدولة يهددون امن المواطنين من أي مكون او طائفة كانوا".

ودعا ممثل المرجعية قواتنا المسلحة والمتطوعين الابطال الى ادامة الحذر واليقظة من محاولات العدو شن هجمات تعرضية هنا وهناك لاستعادة معنوياته بعد هزائمه الاخيرة في محافظة الانبار وجبال مكحول،مؤكدا على ضرورة ان تدعم المؤسسة العسكرية المقاتلين الابطال من المتطوعين وابناء العشائر العراقية الغيورة بما يحتاجون اليه من السلاح والعتاد ليتمكنوا من القيام بما عهد اليهم من اسناد القوات المسلحة في مواجهة الارهابيين.

من جانب آخر دعت المرجعية الدينية العليا الى ضرورة وضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة من خلال الاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الازمة الراهنة بصورة صحيحة بقولها على لسان ممثلها في كربلاء ما نصه "

يعلم الجميع ان العراق يعيش اوضاعاً مالية واقتصادية صعبة نتيجة للانخفاض المستمر لأسعار النفط الذي يشكل وارده المالي معظم مدخولات العراق لموازنته السنوية خصوصاً رواتب الموظفين والمتقاعدين، ولا يمكن تجاوز هذه المرحلة العصيبة بأقل الخسائر الا بتكاتف الجميع وتعاونهم وإتّباع خطط علمية مدروسة يضعها اهل الخبرة والاختصاص بعيداً عن القرارات المرتجلة التي يمكن ان تحدث هزات اجتماعية خطيرة وتهدد المقومات الاساسية لمعيشة المواطن العراقي".

وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي "ان اهتمام الحكومة بالملف الامني ودفع الخطر الاعظم وهو الارهاب الداعشي لا يبرر عدم الجدية والاهتمام الكافي من قبل الجهات ذات العلاقة لوضع سياسة اقتصادية ومالية مناسبة بالاستعانة بالخبرات العراقية والعالمية لمعالجة الازمة الراهنة بصورة صحيحة".
وختم بقوله "نسأل الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي المسؤولين الى ما فيه خير بلدنا وشعبنا انه سميع مجيب الدعاء".

محرر الموقع : 2016 - 01 - 15