من هولندا ... سلام جعاز حرية الرسم وحرية الفكرة يخلقان معنى اللوحــة
    
كتب الناقد والشاعر فاروق سلوم من السويد عن الفنان العراقي المهاجر سلام جعاز في هولندا مقالا ،بعنوان ، سلام جعاز حرية الرسم وحرية الفكرة يخلقان معنى اللوحــة جاء فيه
كمن يبحث عن نبوءته وخلاصه ، يواصل الرسام سلام جعاز - 1964 -Salam Djaaz البحث عن معنى الرسم في تجريدات تخفي بين ثنائيات المعنى الكثير من دلالات الرسم . ربما يتجاوز في عمله مدى حدوسه حين يتحرر من حدود خياله البصري ، فيرسم تداعياته الغامضة ، لكنه يمنح لوحته اضاءاتها من خلال موتيف مستلهم من خزينه البصري بحيث يزيح قليلا من غموض الخفاء اللوني الذي يبدو كستارة او قناع سطح لوحته كمن لايريد ان يكشف واقعة لوحته البصرية .
سلام جعاز اشبع تجاربه في العراق وفي هولندا حيث يعيش ويرسم ، مشاركات متعددة في بغداد ولاهاي وباريس في معارض مشتركة ليكون حاضرا بدفقه اللوني وتجريداته المغامرة ، حتى اقام معرضه الشخصي الاول في مدينة كامبن بهولندا عام 1996 .
هو رسام تقع بصيرته بين منطقتين ، الواقع التأملي لموضوعات يومياته ، والتداخل بين زحمة صور الخيال التي تتقاطع وتتحد وتنفر خارج حدود الخيال مرة ومرة تتقاطع اشكالها التي ترميها ريشة الرسام بعفوية وحرية مطلقة على سطح لوحته وكأنه يغامر بمعارفة وحرفته واثر دراسته بين كلية الفنون ببغداد وكلية الفنون الملكية في لاهاي .
سلام جعاز رسام حر تعذبه جدلية القرار بأهمية موضوعاته التي يمكن ان يختارها كمضامين لوحته لفرط ماهو مزدحم بتلك الالتقاطات الغنية بالمعاني لذلك تظهر لوحته مكثفة ضاجة بضربات ريشته اللونية المزدحمة والمرتبكة أحيانا وكأنه نفاذ صبر الرسام امام ضغط التقاطعات والافكار التي تضج في مخياله وعقله خلال يوميات الفكرة المرشحة للرسم بين الاف الافكار والصور المتشابكة ، لكنه حين يتفرغ للرسم كما يفعل كل يوم في مشغله الهولندي فأنه يتخذ قرار اللوحة وقرار الرسم بطاقة من النضج الفني رؤيةً وحرفة ًومدى بصريا .
وكلما تعاقبت اسئلة الرسام الاستفهامية ازاء مايمحو او يختصر او يفكك ، فأن سلام جعاز يجد نفسه ازاء عمل فني يكثف حدسه وخياله وموقفه من موضوعات الرسم ؛ تأثيره ورسائله ومعانيه ، والحق ان حريته في الرسم هي التي تغني تجريداته بشكل يتيح للمتلقي ان يختار طريقة الفهم والتحليل والتفاعل بين المعنى الواقعي المستنتج او المفترض الذي يريده بعض مشاهدي العمل الفني ، وبين خيال المتلقي الذي يجد في حرية سلام جعاز منطقة انعتاق لأختيار المعنى المفتوح والرؤية المحررة والخيال المرفرف المليء بكل اختيار حر للمعنى البصري والجمالي الذين تقترحهما اعمال الرسام عبر جماليات التجريد والضربة الحرة لريشته والبناء الدلالي للوحة .
فاروق سلوم - ستوكهولم - عمان
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فنًا
قد يكون فن ‏شخص واحد‏
محرر الموقع : 2022 - 11 - 25