المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تقرّر جعل الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات والمستجدّات في الشأن العراقيّ وليس بشكلٍ أسبوعيّ..
    
قررت المرجعية الدينية العليا من خلال خطبة جمعة كربلاء المقدسة إلغاء الخطبة السياسية، لصلاة الجمعة من الجدولة الأسبوعية.

السيد الصافي وخلال خطبته الثانية التي القاها في الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 25/ ربيع الثاني /1437هـ الموافق 5 / شباط /2016 م، أكد على ان الخطبة الثانية (السياسية) لصلاة الجمعة سوف لا تكون اسبوعياً في الوقت الحاضر بل حسبما يستجد من الامور وتقتضيه المناسبات، بعد أن كان الدأب في ذلك أن تقرأ بشكل " نصاً مكتوباً يمثل رؤى وانظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي ".

واكتفى الصافي بتلاوة مقاطع من دعاء الامام علي بن الحسين عليه السلام لأهل الثغور لسلامة المقاتلون في جبهات المنازلة مع الارهابيين.

وكانت المرجعية الدينية قد اكدت في خطب سابقة لها من خلال نفس المنبر وهي تخاطب من بيدهم الامور من القوى السياسية الحاكمة بعدم وجود " ضرورة في تكراره على مسامعكم " بخصوص مطالبها في حل ازمات البلد، مكتفية " بالإشارة الى ان الازمة المالية للبلد بلغت حداً خطيراً ". 

وفي خطبة اخرى كشفت عن اصواتها التي " بُحّت " بلا جدوى من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات الى رعاية السِلم الاهلي والتعايش السلمي بين ابناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الامور الى ان يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها الا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية، ويجمعوا كلمتهم على ادارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدّم لأبناء شعبهم.

ناهيك عما كانت قد تطرقت اليه بخصوص انقضاء عام كامل (2015) دون ان " يتحقق شيء واضح على ارض الواقع وهذا امر يدعو للأسف الشديد ولا نزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر "، بعد ان بيّنت أنها طالبت في العام الماضي وعلى مدى عدة اشهر من خلال خطب الجمعة، السلطات الثلاث وجميع الجهات المسؤولة بأن يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين والمفسدين ".



وهذا النص الكامل للخطبة:



اخوتي اخواتي:

كان دأبنا في كل جمعة ان نقرأ في الخطبة الثانية نصاً مكتوباً يمثل رؤى وانظار المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي، ولكن قد تقرر ان لا يكون ذلك اسبوعياً في الوقت الحاضر بل حسبما يستجد من الامور وتقتضيه المناسبات.

ومن هنا نكتفي هذا اليوم بتلاوة مقاطع من دعاء الامام علي بن الحسين عليه السلام لأهل الثغور وهم في وقتنا هذا اخواننا المقاتلون في جبهات المنازلة مع الارهابيين:

((أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ، وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ مَا لاَ يُبْصِرُونَ.

اللهم وأيمّا رجل يجاهد في سبيلك... فَلَقِّهِ الْيُسْرَ، وَهَيِّئْ لَهُ الأمْرَ، وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وَتَخَيَّرْ لَهُ الأصْحَابَ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وَأَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ وَأَثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ وَتَوَلَّه بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ، وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ.

أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً. فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن وَمِثْلاً بِمِثْل وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ، أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحَمَّد صَلاَةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلاَةً لاَ يَنْتَهِي أَمَدُهَا وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ مَـا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَد مِنْ أَوْلِيـائِكَ، إنَّـكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيْدُ)).



نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق وان يعجّل بالنصر المؤزر لإخواننا في جبهات القتال، ويرد كيد اعدائهم في نحورهم بمحمد وآله، انه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

محرر الموقع : 2016 - 02 - 05