ممثل المرجعیة العلیا : لابد أن نثبت أننا أمة لها حضارة ونكون نعم الوارثين لها
    

 خلال الحفل المركزيّ الرابع لتكريم الطلبة الأوائل في الجامعات العراقية الذي أقامته العتبةُ العبّاسية المقدّسة ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني كانت هناك كلمةٌ للعتبة العباسيّة المقدّسة ألقاها متولّيها الشرعيّ وممثل المرجعیة الدینیة العلیا سماحة السيد أحمد الصافي وممّا جاء فيها:

“دأبنا منذ أربع سنواتٍ خلت على أن نقف أمام الإخوة الأعزّاء من الأساتذة والطلبة لكي نؤسّس لشيءٍ هو أن نحترم العلم والجامعات وأن نوجّه أنظار الجميع الى مجهود نخبٍ في العراق تستطيع أن تمارس دورها الطبيعيّ في بناء البلد”.

مضيفاً: “قلنا في أوّل احتفاليةٍ مركزية عندما تكلّمنا مع أبنائنا الطلبة وكان الاحتفال في صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام)، حيث قلنا لهم في وقتها: إنّ هذا التكريم بالإضافة الى أنّنا نشعر أنّه جزءٌ من واجبنا لكنّنا أيضاً نريد أن نذكّركم بأنّ هذا التكريم هو عبارة عن دَيْنٍ في أعناقكم لابُدّ أن تردّوه، لكن لمَنْ؟ تردّوه لهذا البلد”.

متابعاً: “واقعاً أنا أثق بالعقل العراقيّ وأراه عقلاً مفكّراً، وقد تعرّض لضغوطاتٍ كثيرة وكبيرة وتصدّى سابقاً لبعض الجهلاء، وأُقصي هذا العقل أيضاً من أن يمارس دوره الطبيعيّ في بناء البلد، لكنّه لم يستسلم وبقي يفكّر، والحمد لله لدينا الآن عقول عراقية مفكّرة تحتلّ مساحاتٍ واسعة”.

واستدرك ممثل السید السیستانی: “أردنا أن نذكر ذلك عسى أن يلتفت أهلُ القرار الى ما عندهم من كنوز لكن للأسف أصبحت النصيحة لا تجد آذاناً صاغية، وأصبحت الكلمةُ خجولةً عندما تقترب من قلوب البعض وأصبحت المشاكل تبحث عن حلول الى أن وصل بنا الحال الى ما وصل اليه، ومن خلال هذا المكان ومن خلال وجودكم الذي يُسعدنا دائماً طبعاً أركّز على أنّه لابُدّ أن نهتمّ بالعلم ونعزّز هذا الاهتمام”.

مبيّناً: “على الجامعات أن تطالب دائماً وبإلحاح أن تمارس حقّها ودورها ولابُدّ لها أن تفرض نفسها كطرفٍ واعٍ ومثقّف وتتحمّل مسؤولية هذا البلد، ولا ترضى لنفسها أن تكون في معزلٍ عن ذلك، وهذا حقٌّ من حقوقها، لكن الحقّ يحتاج الى مطالبة فالحقوق لا تُعطى بل تؤخذ، ومعنى كلامي هذا أنّ مشاكل البلد الآن اقتصاديّاً وماليّاً وزراعيّاً وضعٌ ما دارت عليه رحى، المشاكل يُمكن أن تحلّ من خلال العقول النيّرة من أهل البلد من خلال الجامعات، لابُدّ أن نثبت أنّنا أمّة لها حضارة، ولابُدّ أن نكون نِعْمَ الوارثين لها، لابُدّ أن نعزّز هذه الحضارة في سلوكيّاتنا وفي حلول المشاكل، لا يمكن أن نقول كلّ كلمةٍ فبعضه من الكلام غير المباح، لكن واقعاً هناك مشاكل كبيرة وحقيقيّة نستفيق فيها أهل الهمم وأهل الرؤيا الثاقبة في أن يمدّوا أيديهم الى البلد”.

وأوضح: “لابُدّ أن نتفاءل بوجود هذه الطبقة الطيّبة من الأساتذة والطلبة، نحن لدينا كتاب شكر لولدنا العزيز الطالب ولابنتنا الكريمة الطالبة، نريده أن يتذكّر ما بقي في الدنيا، نريدهما أن يتذكّرا هذا الشيء الذي أُعطي لهما أنّه من مكانٍ طاهرٍ مقدّس إذا مرّت به الظروف ولُوّح له بمالٍ حرام عليه أن يمتنع، لا تجتمع يدٌ تأخذ هذا الشيء الحلال مع يدٍ تأخذ الشيء الحرام، هذا الطالب أو الطالبة نريد المجتمع أن يرى أنّ هناك أُناساً في البلد لا تغرّهم هذه الأموال ولا يُمكن أن يفكّروا بشيءٍ اسمُهُ الرشوة والباطل حتّى وإن غلبتهم الظروف”.

وأكّد ممثل المرجعیة: “أنّ تكريمنا هذا –واقعاً- مسؤوليةٌ أخلاقيّة في أن نهتمّ بهذه الشريحة، ونقول: هذا العراق اهتمّوا به كثيراً، هذا بلدكم ولا يُمكن أن يُبنى البلد إلّا بكم، نحن عندما نذهب الى أيّ مكانٍ ونرى فيه الناس يحملون همّ البلد حقيقةً تمرّ علينا حالةٌ من الاستبشار والأمل، نريد هذا الأمل أن يتعزّز، لكن لا أمل سراب وإنّما أملٌ حقيقيّ، نحن نعتقد أنّ هذا الوسط هو مفصلٌ مهمّ في منظومة البلد مفصلُ الجامعات والطلبة”.

موصياً الطلبة أنّه: “لابُدّ أن يكون همّكم هو خدمة هذا البلد، أن يكون الطالب مهتمّاً به ولابُدّ أن يصبر، لا تفكّروا في ترك هذا البلد والهجرة، الإنسان إذا كان يشعر في بلده غريباً –مثلاً- قطعاً هو أغرب في بلدانٍ أخرى، هذا البلد أمانةٌ في أعناقنا جميعاً، لابُدّ أن نحافظ عليه لابُدّ أن نحافظ على أهله لابُدّ أن نستشعر بداخلنا أهمّيته”.

واختتم السيد الصافي: “نسأل الله تعالى أن يجعل هذه اللحظات بدايةً طيّبةً لهذا البلد من خلال أبنائنا وبناتنا وهم يشقّون صفوف الحياة، الشكر للأستاذة الكرام الذين بذلوا جهداً في تربية أبنائنا بما قدّموا لهم من معلوماتٍ علمية”.

النهایة

محرر الموقع : 2016 - 02 - 13