العلامة السيد الكشميري :: يدعو الى ضخ دماء ووجوه جديدة في التعديل الوزاري الجديد قادرة على انقاذ العراق من محنته
    
ممثل المرجعية العليا في اوربا : 
• يشيد ببطولة القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر الغيورة في تحرير تراب الوطن من دنس الارهابيين، ويدعو الى دعمهم ماديا ومعنويا 
• اشاد بخطوة مركز الامام الجواد (ع) في برمنكهام باقامة سوق خيري يرسل ريعه الى المجاهدين لتتبعها خطوات من مراكز اخرى في اوربا 
• اشار الى مواقف نموذجية من امهات المجاهدين 
• يدعو الى ضخ دماء ووجوه جديدة في التعديل الوزاري الجديد قادرة على انقاذ العراق من محنته

 

 

جاء حديثه هذا بحضور جمع من زائري المؤسسة بعد شرح اوضاع الساحة العراقية وان القوات والحشد والعشائر ابلوا بلاءا حسنا في طرد الارهابيين من المناطق التي احتلوها وعاثوا فيها فسادا وروعوا السكان وقتلوا الكثير منهم وجعلوا البعض دروعا بشرية يحتمون بهم من بطش المجاهدين. 

ونحن كمسلمين نعيش في الغرب بنعمة الامن والامان يجب علينا ان نفكر بوضع اولئك الذين يعيشون في العراء تحت اصوات المدافع والقنابل والرصاص وغيرها من الاسلحة الخفيفة والثقيلة. 

وواجبنا هنا اليوم دعم هؤلاء معنويا وماديا والدعاء لهم بالنصر اولا لتحرير ما تبقى من ارض العراق خصوصا وانهم يستعدون لتطهير ارض الموصل من دنس المعتدين، وان يكون وضع هؤلاء جزء من واقعنا الذي نعيشه يوميا، فان اولئك الابطال ارخصوا نفوسهم وبذلوا الغالي والنفيس من اجل الدفاع عن الارض والمقدسات واستعدوا لترميل نسائهم ويتم اطفالهم، وقد نقل لنا من نثق بنقله في هذا المجال نماذج من مواقف بعض امهات المجاهدين التي تذهل السامع ومنها: 

• ان والدة مجاهد لم يكن عندها سوى ولد واحد ربته من كدها يمينها وعرق جبينها، وعند صدور النداء المرجعي بالدفاع جاءها وقال يا اماه جاء يومي. قالت: بني واي يوم هو يومك؟ قال الجهاد للدفاع عن العراق ومقدساته. قالت ما عندك ما تمول به نفسك في هذا الطريق؟ قال تلفوني هذا ابيعه واذهب. فرفعت يديها الى السماء شاكرة الباري على هذه النعمة وقالت الحمد لله لم يضيع تعبي وتربيتي لولدي، اذهب بني بارك الله فيك. 

• وقضية لأم اخرى فقدت ثلاثة من اولادها وشيعتهم ودفنتهم ورجعت تهلهل، فقالوا لها يا امراءة اجننت؟ قالت لا، بل انا فرحة بشهادتهم في سبيل الله وبامر نائب الامام المهدي (عج)، فما بالكم يا ناس لو كان اولادي قتلوا مع الدواعش فماذا سيكون حينئذ جوابي لربي وعندها تكون خسارة دنياي ودنياهم واخرتنا معا. 

مضافا الى هذا تذكر قصص وقصص عجيبة، تذكرنا بمواقف اصحاب النبي (ص) والوصي (ع) واصحاب الحسين (ع) في كربلاء. هذا اولا. 

واما المساعدة المادية، فعلينا السعي الى دعمهم بما تجود به انفسنا ولو بالشيء اليسير، الا انه يقوي عند السماع معنوياتهم ويشد ازرهم ويشعرهم بأن لهم اخوة في اوربا لم ينسوهم من الدعاء والدعم، وان نيتهم وقلوبهم معهم، وليس بعيد عنا قول جابر الانصاري عندما وقف على شهداء الطف مسلّما وقائلا : لقد شاركناكم فيما انتم عليه، فسأله السائل: كيف والقوم فرق بين رؤوسهم وابدانهم وارملت نسائهم ويتمت اطفالهم ونحن لم نعلوا جبلا ولم نهبط واديا، فقال: والله ان نيتي ونيتة اصحاب الحسين (ع) على ما مضى عليه الحسين (ع) واصحابه، وسمعت حبيبي رسول الله (ص) يقول (من احب عمل قوم اشرك في عملهم). 

فهذه المساعدة تشد ازرهم وتقوي عزائمهم في الدفاع عن الحق، وعندما يذكرونها يشكرونها لكم. 

على ان المرجعية العليا اليوم (وبحمد الله) انشأت مؤسسة بأسم (مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية) تعنى بشؤونهم وشؤون غيرهم، مضافا الى هذا فهي قائمة بدور كبير في دعم هؤلاء الابطال والمجاهدين وسد احتياجاتهم والصرف على عوائلهم ومد يد العون اليهم بكل ما يستطيعون حتى اجازوا المؤمنين بدفع جزء من حقوقهم الشرعية لهم بشرط ضمان وصولها اليهم او لعوائلهم مباشرة لان الدولة لا تساعد في هذا المجال الا اليسير، فان اموالها قد نهبت وهربت الى الخارج وبنيت بها العمارات الشاهقة والبيوت الفاخرة وامتلئت البنوك الغربية والعربية منها، واصبحت خزينة الدولة خالية نتيجة النهب والسلب، وكأن هؤلاء كانوا مدعوون للتنافس على المناصب والمراكز اولا، فلما حصلوا عليها انتقلوا الى نهب ثروات الشعب وقوته. 

ونسمع اليوم عن التغيير الوزاري، فأن كان كسابقه، فلا خير فيه بأن يغير وزير من منصب ويوضع في منصب اخر، وكأن الحكومة اصبحت ملكا عضوضا يتناقلونه فيما بينهم، ولا يهمهم امر الشعب ان جاع او مات ، المهم تحقيق مآربهم ومقاصدهم. 

لذا فنحن اليوم بحاجة الى دماء ووجوه جديدة كفوءة تنقذ البلاد من هذه المحنة ومن هذا الذل والضعف الذي انتشر في اطراف الدولة ومرافقها، وليس الخلاص لنا في هذا الوضع الا الدعاء بأن يهيئ الباري للعراق رجالا هدفهم الاخلاص ونيتهم الخدمة. واخيرا اشار الى الخطوة التي اتخذها مركز الامام الجواد (ع) في مدينة برمنكهام في انشاء سوق خيري جمع ريعه وارسل الى المقاتلين من الحشد الشعبي، فنأمل ان تحذو المراكز الاخرى في اوربا للقيام بمثل هذا المشروع الانساني. 

نسأل الباري لهم ولغيرهم التوفيق والتسديد انه سميع مجيب.

محرر الموقع : 2016 - 02 - 16