ممثل المرجعية العليا في أوربا :
 
·       يعزي العالم الاسلامي بشهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام ويقططف لقططات من مقامها :-
 
·       يؤكد على المؤسسات والمراكز الاسلامية في أوربا احياء موسم الزهراء (ع) في هذه الايام.
 
____________________
 
                                  
 
جاء حديثه هذا بمناسبة قرب أيام شهادة الزهراء (ع) التي تصادف الاثنين 13 وحتى 15 جمادى الاولى الموافق 22 الى 24 شباط 2016
 
مبتداء في بيان مقامها بالحديث الوارد عن رسول الله (ص):
 
(فاطمة بهجة قلبي وأبناها ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والائمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه, من اعتصم به نجا ومن تخلف عنه هوى)
 
فكانت هي المرأة التي احتلت موقعاً لم يتبوء لأحد من النساء بل ولا للرجال إلا لمن كان لها ومنها وهم المعصومون عليهم السلام لقول النبي (ص):
كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه و آله)
 
فالزهراء كانت تمثل محوراً أساسياً للمشروع الالهي الرسالي العظيم الثلاثي الابعاد
 
محمد (ص)
وعلي (ع)
وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين.
 
فأبوها أسس النبوة ورسول من الله تعالى لكافة البشر, وبعلها الامام علي (ع) وصيه وحبيبه والمدافع عنه وعن دينه وأبو الأئمة الأطهار, والزهراء فاطمة (ع) هي حلقة الوصل بين النبوة والإمامة فكانت عضداً للدين والمدافعة الصلبة عن مسيرة الرسالة الالهية وبذلت كل ما تملك حتى حياتها من أجل أن تقول كلمتها وتبين موقفها الذي هو فارق بين الحق والباطل.
 
وحينما نريد ان نوثق عظمة الصديقة فاطمة فأمامنا سيل من النصوص القرآنية والروائية ومصادر التاريخ على اختلافها مجّدت وعظَمت وبيّنت شخصيتها ومكانتها عليها السلام.
فــ (آية التطهير) و(آية المودة) و(آية المباهلة) و(آية الابرار) و (آية الاطعام)  شواهد مهمة وقاطعة على عظمة الصديقة وهذا الآيات وغيرها تشير الى مقام  أهل البيت (ع) وعظمتهم وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
 
فأما آية التطهير كما ذكر الحاكم في مستدركه – ج3 ص146- في رواية أم سلمة وهي صحيحة على شرط البخاري (في بيتي نزلت ((انما يريد الله ان يذهب عنكم الرجس أهل البيت..)) فأرسل رسول الله (ص) الى علي (ع) وفاطمة (ع) والحسن والحسين (ع) وقال: هؤلاء أهل بيتي)
 
ومثلها في صحيح مسلم – ج7 ص130- عن عائشة
وهكذا بقية الآيات وآيات اخرى دلت بما لايقبل الشك عن عظيم مقامها عليها السلام. أما النصوص فهي كثيرة جداً بلغت حد التواتر لدى الشيعة والسنة ومنها ماذكرناه آنفاً.
 
نعم كانت الزهراء المرأة النموذجية في علاقتها مع الله تعالى فقد قامت في محرابها حتى تورمت قدماها وهو درس لنا في العبادة, وفي حياتها الزوجية كانت المثل الأعلى للمرأة المؤمنة المسلمة والقدوة لكل نسائنا. فقد عاشت مع أمير المؤمنين (ع) مشاركة اياه الحياة بكل مافيها من محن ومآسي قانعة بما قسم الله تعالى حتى قال الامام علي عليه السلام :
(فوالله ما أعضبتها ولا أكرتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجل, ولا أعضبتني ولاعصت لي أمرا ولقد كنت أنظر اليها فتكشف عني الهموم والأحزان.
 
وقد تجرعت الغصص والمحن بعد رحلة أبيها النبي (ص) وكانت تجلس على قبره كما يرويه أبن قدامة في المغني وغيره وتقول:
 
ماذا على من شم تربة أحمد                   أنه لايشم مدى الزمان غواليا
صبت عليّ مصائب لو أنها                   صبت على الايام صرن لياليا
 
وفي هذه المناسبة الاليمة لابد لنا ان نستلهم من حياة الصديقة فاطمة (ع) الدروس والعبر ونقف مع من وقفت معه ونبرأ ممن تبرأت منه لقول رسول الله (ص) : ( يرضى الله لرضاها ويبغض لغضبها) ولقوله (ص) للامام علي (ع): (وهذه والله سيدة نساء العالمين هذه مريم الكبرى واعلم اني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربي والملائكة وويل لمن ظلمها وابتزها حقاها اللهم اني منهم بريء.
 
 
فلهذا وغيره نهيب بالمؤسسات والمراكز الاسلامية في أوربا في هذه الايام احياء هذا الذكرى الاليمة بشكل يتناسب مع مقامها وشأنها ليكون ذلك مواساة للنبي ابيها (ص) والوصي بعلها الوصي (ع) وولداها الحسنين (ع) وابنائها الائمة الميامين عليهم السلام
 
السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
 
حشرنا لله واياكم معها يوم القيامة 
 انه سميع مجيب