صحيفة أميركية : عراقيان كشفهما «مخبر سري» ويحاكمان اليوم بتهمة الارهاب فـي «كنتاكي»
    

في مفارقة ربما غريبة، تروي صحيفة كورير جورنال الاميركية قصة لاجئين عراقيين قدما الى الولايات المتحدة لغرض التوطن فيها، لكن الحال انتهى بهما بالمثول   أمام محكمة ولاية كنتاكي بتهمة التعاون مع تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية.
محامي العراقيين يذكر انهما راحا ضحية فخ نصبه المخبر السري المرتبط بمكتب التحقيقات الفدرالية بعد أن زعم ان له صلة بتنظيم القاعدة، واغراهما بالمال من اجل توريطهما في مساعدة التنظيم عبر إرسال المال والسلاح الذي سيقوم هو بتجهيزه لهما.
المحامي الأميركي يذكر انه قدم دراسة ضمت نحو 508 قضية ارهاب، منها 150 كانت بفعل المخبر السري، متسائلا فيما اذا كان تطبيق القانون الأميركي سيخلق العدو الذي تخشاه الولايات المتحدة.
وتقول صحيفة كورير جورنال الاميركية، في تقرير نشرته الاثنين، انه "في أول قضية تتعلق بالارهاب في ولاية كنتاكي، (محمد شريف حمادي) و(وعد رمضان علوان) لاجئان عراقيان سيحاكمان الثلاثاء، في محكمة بلونغ غرين التي سيتراسها القاضي ثوماس راسل".
وتشير الصحيفة الى ان اللاجئين اعترفا "بالذنب في محاولة تقديم مساعدات مادية لتنظيمات ارهابية أجنبية، بالاضافة الى الاعتراف بتهمة الكذب بشأن خلفيتهما عندما قدما على برنامج اللاجئيين العراقيين الى الولايات المتحدة الأميركية".
وتذكر كورير الاميركية انه "تم اعتقالهما في شهر آيار من العام 2011، بعد موافقتهما على مساعدة مخبر حكومي سري كان مختبئا تحت شخصية اسلامي متشدد، على تحميل صورايخ سترنكر، وأموال في مقطورة شاحنة، حيث انهما كانا يظنان انها سترسل الى تنظيم القاعدة".
وتضيف "كما اعترف علوان بذنبه بمحاولة قتل جنود أميركان عندما كان يعمل الى جنب تنظيم القاعدة في العراق".
ويفيد جيمس ايرهارت، محامي اللاجئ محمد شريف حمادي، بحسب الصحيفة ان "حمادي عند وصوله الى الولايات المتحدة، سكن في ولاية نيفادا، ولكن من دون عائلة يقضي معها الوقت، بالإضافة الى أنه لم يتقن اللغة الانكليزية، وقد غير محل سكنه الى بولنغ غرين، حيث كان من المقرر ان يعمل في مصنع بسيط".
ويتابع "إلا أن حالة حمادي الصحية قد ساءت، وتدهورت أوضاعه المادية، وهنا بدأ ضغط المخبر السري الذي كان يدعي أنه من الاسلاميين الذين لهم صلة بتنظيم القاعدة لتجنيد حمادي في التنظيم، وتحديدا في اوائل العام 2011".
وتوضح الصحيفة الأميركية التي تصدر في ولاية كنتاكي ان "المحامي ذكر في ورقة الحكم، ان المخبر السري طلب من حمادي شحن المال والسلاح بالتعاون مع علوان الى العراق مقابل دفع مبالغ مالية لهما، كما أخبرهما بان المطلوب فعله هو نقل السلاح والمال الذي يوفره هذا المخبر السري، من المستودع الى الشاحنة".
ويؤكد ايرهارت، أن "حمادي لم يكن له اي دور في أختيار نوعيات السلاح او التأمين عليها".
وتشير الصحيفة الى ان "المحامي ايرهارت كان قد قدم دراسة تتضمن 508 قضية تتعلق بالارهاب (بضمنها قضيتا حمادي وعلوان)، كانت قد نشرتها ضمن تقرير مجلة (موذر جونز)، بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا باركليز، حيث توصلت الدراسة الى أن قرابة 150 قضية مماثلة، كان المخبرون السريون التابعون لمكتب التحقيقات الفيدرالية يعملون على ادارتها بسرية، وتوفير السلاح لهؤلاء الافراد المتورطين".
وتردف كورير جورنال ان "كاتب التقرير تريفر ارنسون المنشور في المجلة، والذي تناول الدراسة، طبع مجمل ما توصل اليه خلال بحثه في كتاب بعنوان، مصنع الارهاب: داخل حرب مكتب التحقيقات الفدرالية المصطنعة على الارهاب، يطرح تساؤلا بحسب ايرهارت حول ما اذا كان (تطبيق القانون الأميركي سيخلق العدو الذي تخشاه الولايات المتحدة).
وتلفت الى ان "ايرهارت في مذكرة الحكم بين ان موكله محمد شريف حمادي، كان من العاطلين عن العمل، ولم يكن لديه مال أو سلاح، أو حتى وسيلة لنقلهما عندما تم تجنيده من قبل مخبري الحكومة السريين".
غير ان الصحيفة تقول ان "أعضاء النيابة العامة يطالبون في مذكرات الحكم، بانزال عقوبة السجن مدى الحياة، وفي حجة غير عادية يطالب المحامي ايرهارت بتخفيف الحكم على موكله ليصل الى السجن لـ 15 عاما، بحجة ان موكله كان ضحية فخ نصبته الحكومة له".
وتختم الصحيفة الأميركية تقريرها، بالقول ان طلب المحامي بتخفيف العقوبة، يأمل منه "الغاء عقوبة السجن مدى الحياة، واستبدالها بعقوبة اخف عن حمادي".

وكالات

محرر الموقع : 2013 - 01 - 29