احياء ومجلس عزاء اليوم العشرون من شهر رمضان الاحد (صفات واستشهاد أمير المؤمنين)‎‎‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
إحياء ومجلس عزاء اليوم العشرون من شهر رمضان الأحد:

أقام مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية جلسة قرآنية يقرأ كل حاضر آيات من الجزء الحادي والعشرون من القرآن الكريم بإشراف السيد عبد السلام الموسوي، فقراءة دعاء الافتتاح، ومجلس عزاء للشيخ حسن العامري، فأذان المغرب وصلاتها، ومأدبة الإفطار للمتبرع مؤسس المسجد الحاج عطا علي.

كانت محاضرة الشيخ حسن العامري باللغة الانكليزية بعنوان (صفات واستشهاد أمير المؤمنين عليه السلام). نعى الشيخ العامري في بداية ونهاية الخطبة بالمناسبة. قدم التعازي باستشهاد الامام علي عليه السلام. وقال إن ما يميز أمير المؤمنين عليه السلام عبادته، فعبادته ترى الله في قلبه ويسمع الله عز وجل بروحه، وهو القائل (ما كنت أعبد رباً لم أره)، و (لا تدركه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان). وكان يقوم الليل ويصوم النهار. قال الله تعالى "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ" (البقرة 197) وهكذا حكمه وعدله عليه السلام يختلف عن بقية البشر. وكان أمير المؤمنين أكثر الناس خوفا من الله فهو الذي أشار بان حتى كل الناس اذا دخلوا الجنة فانه يخاف أن يكون الوحيد الذي يدخل النار. والخوف من الله هو الذي يجعل الإنسان أكثر عدلا وحكمة.
 
يقولون لماذا أمير المؤمنين لم يدافع عن بيت فاطمة عليهما السلام ولم يعرفوا كم قوة الصبر عنده عليه السلام. فالأكثر شجاعة من قوة صبره تفوق شجاعته في ساحة النزال. وصبره عليه السلام تعلمه من صبر الله تعالى وصبر رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ولا تنجح أمة إلا إذا كانت صابرة. فالذي ليس له صبر في الدنيا يصعب موقفه في الآخرة. وهكذا صبره مع معاوية كان هدفه الحفاظ على الامة. كان عليه السلام يقول كل يوم اهدنا الصراط المستقيم مع انه هو الصراط. جاء في الحديث الشريف (علي مع القرآن والقرآن مع علي).

أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لعمار بن ياسر: (يا عمار إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليّ ودع الناس، أنه لن يدلك على ردي ولن يخرجك من الهدى). وقال صلى الله عليه وآله (والذي نفسي بيده لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيا لم يدخل الجنة حتى يحب هذا أخي عليا وولده). واخلاق أمير المؤمنين عليه السلام أخلاق القرآن فهو القائل لابنه الحسن عليه السلام عن قاتله ابن ملجم (ارفق يا ولدي بأسيرك وارحمه وأحسن اليه واشفق عليه)، و (احبسوا هذا الأسير وأطعموه واسقوه وأحسنوا إساره فإن عشت فأنا أولى بما صنع بي إن شئت استنقذت وإن شئت عفوت وإن شئت صالحت وان مت فذلك إليكم فان بدا لكم أن تقتلوه فلا تمثلوا به).

وعن مقتله عليه السلام قال الشيخ العامري: يقول ابنه محمد بن الحنفية رضوان الله عليه: لما طرحناه على فراشه أقبلت أم كلثوم وزينب وهما يندبانه ويقولان: من للصغير حتى يكبر، ومن للكبير بين الملأ، يا أبتاه حزننا عليك طويل وعبرتنا لا تبرح ولا ترقى. قال: فضج الناس من وراء الحجرة بالبكاء والنحيب، وفاضت دموع أمير المؤمنين على خديه وهو يقلّب طرفه وينظر إلى أهل بيته. بتنا ليلة عشرين من شهر رمضان مع أبي وقد نزل السم إلى قدميه، وكان يصلي تلك الليلة من جلوس، ولم يزل يوصينا بوصاياه ويعزينا عن نفسه، ويخبرنا بأمره إلى طلوع الفجر، فلما أصبح استأذن الناس عليه فأذن لهم بالدخول، فدخلوا عليه واقبلوا يسلمون عليه وهو يرد عليهم السلام ثم يقول: أيها الناس اسألوني قبل أن تفقدوني، وخففوا سؤالكم لمصيبة إمامكم. فبكى الناس بكاء شديدا، وأشفقوا أن يسألوه تخفيفا. وأقبلت إليه أم كلثوم وزينب وهما يندبانه ويقولان من للصغير حتى يكبر؟ ومن للكبير بين الملأ يا أبتاه؟ حزننا عليك طويل وعبرتنا لا تبرح ولا ترقا. لما كانت ليلة إحدى وعشرين، جمع أبي أولاده وأهل بيته وودعهم.
 
 
محرر الموقع : 2024 - 04 - 02