ممثل المرجعية في اوربا : يقول اقتدت المرأة العراقية اليوم بسيدتها الزهراء (ع) ولا نغالي اذا قلنا ان المرأة العراقية اليوم بما تمر به من امتحانات صعبة لم تعصف بشعب أو أمة من قبلها
    

ممثل المرجعية في اوربا يقول:

  • ·        اقتدت المرأة العراقية اليوم بسيدتها الزهراء (ع) لتقدم ابهى صور التضحية التي عرفها التاريخ، وترجم ذلك بصدق خيرة الرجال والشباب العراقي حين تدافعوا الى سوح الوغى مضحين بانفسهم لحفظ تراب العراق ومقدساته تلبية لنداء المرجعية .
  • ·        استنكر الاعمال الارهابية التي اطاحت بعشرات القتلى والجرحى من الابرياء في اوربا معللا سببه هو التغاضي عن الارهابيين وعدم الاخذ بنصيحة المرجعية العليا في الوقوف بوجه الارهاب منذ ظهوره .
  • ·        اشاد بدور القوات الامنية في تحرير الموصل من ايدي الارهابيين ودعا لهم بالنصر المؤزر

 

جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بمناسبة ولادة الصديقة الطاهرة (ع) وهو يوم المرأة العالمي حسب ما اعتبره بعض المصلحين ، قائلا :

لم تعرف الخضراء ولا الغبراء ما وطأها من الاقدام اشرف ولا انبل من قدم فاطمة الزهراء (ع)، فان جنان الارضين والسموات، تفتخر ان تطأها هذه الاقدام التي سنت الطريق امام اجيال الاسرة البشرية، لتخطو سيداتها واميراتها ومليكاتها على تلك الخطى التي شرعت لهم ابواب الدخول الى الجنة.

ففي يوم عيد المرأة تتجلى سيدة عبرت الارض ذات يوم لتمنحها اعطر الذكريات والمواقف الفريدة في البنوة والفتوة والامومة والتبعل والسيرة العظيمة، لتكتب الدروس والعبر والمواقف التاريخية باحرف من نور وذهب يخطف الابصار والعقول، فالزهراء (ع) بنت البيت النبوي الخاتم للنبوات والرسالات وكريمة سيد الرسل والانبياء ووريثة خديجة الكبرى وحليلة الامامة ووالدتها، وام ابيها كما هي ام سيدي شباب اهل الجنة، ومثيلاتها بالكبرياء والعظمة زينب وام كلثوم.

هذه السيدة الممتدة من اعماق الوحي الى الهام الامامة هي التي حملت بجدارة لقب سيدة النساء من الاولين والاخرين وهي التي اعطت للمرأة قيمتها وقدسيتها في مجتمع ينظر اليها بأمتهان واحتقار ويعاملها معاملة اللئام ، ظهرت هذه السيدة البتول لتكون اما لأبيها سيد الانبياء فتمنحه من حنان الامومة ودفئها ما فقدته في حياتها وما احتاج اليه في رسالته ومهمته الكبرى ومواجهته مع عوالم الكفر والشرك والتخلف والتحجر، فكانت العظيمة التي صنعت عظيمها وانجبت من بعده العظماء وسادة الشهداء وقادة العلماء وانظمت الى بيت علي (ع) فكانت الشريكة له في استكمال مهمة السماء بالانتقال من النبوة الى الامامة وانجبت الحسنين (ع) ليكونا امامين قاما او قعدا في السلم او الحرب معا، وتتسلسل الامامة من رحمها وصلب علي (ع) لتضاء الارض بهذه الانوار الخالدة التي يحمل كل منها ومضة من الزهراء ونفحة من نفحات البتول (ع).

لم يجتمع كل هذا الفضل في جسد واحد وروح واحدة من قبلها وبعدها الا في هذا الجسد الطاهر الذي اضاء الكون بطلعته التي لا تمحى ولا تزول، تتجدد في طلعة كل شمس واطلالة كل قمر ولا خيار امام الاجيال من النساء اللائي يواجهن اليوم في عالمنا المعاصر تحديات وجودهن الانساني لكامل حضورهن ودورهن في الاسرة البشرية، الا ان تستلهم المرأة من الزهراء صوتها وصورتها وعنوانها في عالم يريدها دمية او لعبة للتسلية واللهو والدعاية ، او وسيلة للسقوط والانحلال والميوعة ، لا خيار للمرأة الانسانة الا ان تكون السيدة الفاضلة والام المربية والشريكة الكاملة في مهام الحياة النبيلة ، والا ان تكون في كل مراحل حياتها الريحانة وليست القهرمانة والقارورة الناصعة الشفافة الرقيقة التي تبعث الدفء والحنو والالق في زوايا الدنيا المعتمة ، فتكون الزهراء (ع) القدوة مدرسة الاجيال الصالحة هي التلميذة في مدرسة الزهراء.

وافاد سماحته باننا لا نغالي اذا قلنا ان المرأة العراقية اليوم بما تمر به من امتحانات صعبة لم تعصف بشعب أو أمة من قبلها ، قد نهلت من معين الزهراء وتمثلت سلوكها ومواقفها وتحملها وصبرها وترجمت للعالم اجمع دروس التضحية والفداء حين لبت نداء المرجعية الدينية العليا وأطلقت ابناءها واخوتها وزوجها لساحات الدفاع عن دينها وشرفها وكرامتها وحريتها أمام البرابرة الجدد الذين لبسوا الاسلام ستارا ورفعوا راية الرسول محمد زورا وبهتانا ليمارسوا ابشع انواع القتل والفتك بالجنس البشري وليقدموا للعالم أسوء صورة عرفها التاريخ عن دين أو عقيدة أو مذهب ، بعدما تأثرت البشرية برسالة الإسلام السمحة ومبادئه الإنسانية السامية وأقبلت عليه بشكل غير مسبوق الحركات المتطرفة لتصعق العالم بإجرامها ولعنتها وسوادها ، لذلك جاء الرد من المرجعية العليا المتمثلة بالإمام السيد السيستاني (مد ظله) لتبطل هذا الزيف والدجل من خلال الاستجابة الهائلة للنساء والرجال والشبان الذين تدافعوا لسوح الجهاد والتضحية ، وكانت المرأة العراقية هي الدافع والمحرك الاول للرجال ومروءآتهم متمثلة بسيدتها فاطمة بنت محمد (ص)، وهذا هو المطلوب منها في داخل العراق وخارجه ، حين تتحول الى رسولة وسفيرة تنشر رسالة الزهراء وصورتها المشرقة في كل بلدان العالم .

كما استنكر سماحته الاعتداءات التي وقعت في بروكسل والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى ممن لا ذنب لهم ، وكم حذرت المرجعية العليا في النجف الاشرف في اكثر من مناسبة من مخاطر هذا المد الارهابي والذي نمت بنيته التحتيتة بالارهاب الفكري والتكفيري ورفض قبول الاخر، ولو اخذ المسؤولون في العالم بهذه النصيحة لما استرخصت دماء الابرياء بالامس واليوم ولما هجرت العوائل من ديارها ، وسيتمادى هؤلاء الارهابيون في غيهم وبغيهم ان لم يوضع حدا لهم ، هذا وقد جاء في الخبر ان الله اوحى الى شعيب (ع) اني معذب من قومك مئة الف، اربعين الفا من الاشرار وستين الفا من الاخيار ، فقال يا الهي هؤلاء العصاة والجناة فما بال الاخرون فكان الجواب لانهم داهنوا على المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.

((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ))

وفي ختام الخطبة اشاد سماحته بدور القوات الامنية في تحرير الموصل من الارهابيين والتكفيريين ودعا لهم مع الحاضرين بالنصر والتاييد.

واخيرا تضرع سماحته الى المولى العلي القدير بأن يحفظ العراق وشعبه ومرجعيته من كل سوء وبلاء انه سميع مجيب.

 

محرر الموقع : 2016 - 03 - 25