ما الذي يحدث عندما تشعر بالحكة؟
    يغطى الجلد حوالي 20 قدم مربع (متران مربعان) من جسم الإنسان. والجلد هو العضو الوحيد الذي يتعرض بشكل ثابت إلى المؤثرات الخارجية. ومع وجود العديد من الأشياء التي تمس جلدك يوميا، من المحتمل أن تصاب بالحكة في كثير من الاحيان بدون سبب واضح. ويمكن أن يكون سبب الحك المزمن الحساسية، والامراض، والإصابات، وحتى العواطف، لكن دعنا نلقي نظرة على مسببات الحكة الشائعة التي تصيبنا كل يوم.

تبدأ الحكة بنوع من المحفزات الخارجية، بضمن ذلك البق والغبار والألياف النسيجية والملابس والشعر. ومثل الدغدغة، تعتبر الحكة آلية دفاعية داخلية تنذر جسمك بإمكانية وجود آذى. في هذه الحالة، قد يكون السبب عضة حشرة.

عندما تهبط المحفزات على جلدك، قد لا تضايقك في باديء الأمر، لكن بعد ذلك ستبدأ بالفرك ذهابا وإيابا عبر جلدك. وبمجرد أن يخدش الشعر أو الغبار طبقة جلدك السطحية، فان المستقبلات في أدمة الجلد ستصبح متهيجة. وفي جزء من الثانية، ستقوم هذه المستقبلات بارسال إشارة عبر الألياف في الجلد إلى حبلك الشوكي وبعد ذلك إلى قشرة الدماغ في دماغك.

نفس الألياف التي ترسل إشارات الحكة أيضا ستستعمل لإرسال إشارات الألم إلى الدماغ، الامر الذي أقنع بعض العلماء يوما بأن الحك شكل من أشكال الألم الخفيف. منذ ذلك الحين تبددت تلك الفكرة بالبحوث، التي اظهرت بأن الألم والحكة تنتزع ردود فعل معاكسة. الألم يجعلنا نشعر بالإنسحاب والحكة تجعلنا نخدش.

بمجرد الشعور بالرغبة في الحكة، فأن رد فعلنا الطبيعي الأول هو خدش منطقة الحكة بأظافرنا. أما سبب رد الفعل البسيط هذا فهو – الرغبة في ازالة المسبب بأسرع ما يمكن. وعندما تخدش منطقة الحكة، فمن المحتمل أن تشعر ببعض الراحة. وعندما يدرك دماغك بأنك خدشت المحفز، يحدث خلل في ارسال الإشارة إلى دماغك وبالتالي لا يعترف الدماغ بها.

حتى إذا لم تقم بازالة المسبب، فالخدش سيسبب تحولا في مكان ألم وبالتالي يبعد انتباهك عن الحك. المسبب الذي سبب الحكة صغير جدا، وربما لا يتعدى حجمه ميكرونات في الطول، لذا فهو سيزعج مجموعة قليلة جدا من اطراف الاعصاب. وعندما تستعمل أظفرك لخدش المنطقة، فأنت لا تزيل المسبب ولكنك تسبب تهيج اطراف الاعصاب الأخرى
 
    
محرر الموقع :