ممثل المرجعية العليا في أوروبا: التأكيد على ترسيخ الولاية لأهل البيت (ع) والعناية بما توارثه المؤمنون عن آبائهم وأمهاتهم عبر أصلاب وأرحام طاهرة
    
ممثل المرجعية العليا في أوروبا يقول: 
• على الساسة والمسئولين في العالم الاقتداء بمنهج أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) وفق ما رسمه لولاته في رسائله ، وعهده لمالك الأشتر 
• يأسف على عدم الالتزام بهديه ونهجه (ع) ممن ينتمي إليه 
• التأكيد على تطبيق توصيات المرجعية الأخيرة لجيل الشباب 
• التأكيد على ترسيخ الولاية لأهل البيت (ع) والعناية بما توارثه المؤمنون عن آبائهم وأمهاتهم عبر أصلاب وأرحام طاهرة 
• التشجيع على المساهمة والمشاركة من أبناء الجالية في دعم مشروع مؤسسة الكوثر في فانكوفر

 

جاء حديثه هذا في مؤسسة الكوثر عشية ولادة الامامين محمد بن علي الباقر وحفيده علي الهادي (ع) ، مهنئاً الحاضرين بالولادتين المباركتين وبحلول شهر رجب الأصب ، مستعرضاً سياسة الإمام أمير المؤمنين (ع) في توجيه ولاته كأبن عباس وقيس ابن سعد ابن عبادة ومحمد بن أبي بكر وعثمان ابن حنيف ومالك الأشتر وغيرهم، برعاية من تولوا عليهم خاصة الضعيف منهم والعجزة والمرضى وكل ذي حاجة . وأن يعاملوا الجميع باللطف والرحمة والعدالة الحقة أسوة بأخيه وابن عمه رسول الله (ص)، ذاكراً نماذج من عدله وعطفه حتى على غير المسلمين من رعاياه كموقفه من النصراني الضعيف في الكوفة الذي كان يسأل الناس حاجته ، فأمر (ع) ابن أبي رافع خازن بيت المال أن يعين له راتباً يكفيه عن سؤال الناس. 

وعلى إثر هذا وغيره أسس صندوقاً للضمان الاجتماعي وغيرها من صناديق الضمان ، ومحاكم التمييز ، وسجون على المبدأ الإصلاحي وهو ما طبقته الدول المتطورة أخيراً. مشيراً إلى ما ألفه المرحوم الشيخ الوائلي في هذا المجال في كتابه السجون. ومن أمثلة عدله موقفه من أخيه وابن أمه وأبيه عقيل ابن أبي طالب حينما جاء يطلب الزيادة في العطاء على غيره من الرعية، فواجهه الإمام (ع) بموقفه الذي ذكره في كلامه : (والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق وقد استماحني من بركم صاعا ورأيت صبيانه شعث الشعور غبر الألوان من فقرهم فكأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكدا وكرر علي مرددا، فأصغيت إليه سمعي فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده مفارقا طريقتي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، وقلت له: ثكلتك الثواكل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نارسجرها جبارها لغضبه، أتئن من الأذى ولا أئن من لظى، وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في دعائها معجونة شنئتها كأنها عجنت بريق حية أو فيئها، فقلت أصلة أم زكاة أم صدقة فذاك محرم علينا أهل البيت؟ فقال: لا ذا ولا ذا ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني مختبط أم ذو جنة أم تهجر؟ فوالله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله تعالى في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم رادة تقضمها ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين ). 

فأين اليوم من ينتمي لعلي من هذا النهج وهذا العدل .. وفي الرعية من يفترش الأرض ويلتحف السماء . 

ثم أشار سماحته إلى أهمية ترسيخ دور الولاية في نفوس النشأ من الأولاد ، التي توارثناها عبر أصلاب وأرحام طاهرة مستشهداً بقول الشاعر : 

لاعذب الله أمي إنها شربت            حب الوصي وغذتنيه باللبن 
وكان لي والد يهوى أباحسن            فصرت من ذي وذا أهوى أبا حسن 

وختم حديثه بموقف المرجعية واستجابة الناس إليها نساءاً ورجالا ، ذاكرا نماذج من مواقف أمهات الشهداء ، معنفاً أولئك الذين تساهلوا في واجب الحفاظ على وحده العراق ومقدساته . طالباً الدعاء من الحاضرين أن يكشف الله هذه الغمة عن هذه الأمة.

محرر الموقع : 2016 - 04 - 12