الرئيس نبيه بري لدى استقباله وكيل المرجع الأعلى: نحتاج الى صوت السيد السيستاني لبناء الوعي ومنع الفتن
    

زار وكيل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني “دام ظله” حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني والوفد المرافق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة، بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس مجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ، ممثل السيد السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف، شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، رئيس الطائفة العلوية الشيخ اسد عاصي، ممثل البطريرك الماروني المطران بولس مطر، ممثل بطريرك الروم الارثوذكس المطران الياس كفوري، ممثل بطريرك الارمن الارثوذكس المطران شاهي بانوسيان، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك المطران جورج اسدوريان، السفير الايراني محمد فتحعلي، السفير العراقي علي عباس بندر العامري، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ممثل السيستاني في لبنان حامد الخفاف، والمفتي الجعفري الممتاز الشيح احمد قبلان، وعدد من النواب وقيادة حركة “أمل”.

وألقى بري الكلمة الآتية: “أهلا بكم يا صاحب السماحة في بيروت الى جانب رؤسائنا الروحيين، المدينة البالغة، الناضجة المدافعة، المقاومة المحروسة بمحراب الامام القائد السيد موسى الصدر حيث اعتصم في مسجد الصفا من اجل سلام لبنان، وبين مسجد الامام الاوزاعي والمقاصد ومذابح مارالياس ومار جريس والكبوشيين والضاحية الشموس.

أهلا بكم في العاصمة العربية التي حاصرت حصارها اثنين وسبعين يوما عام 1982، وصمدت وقهرت بصمودها الجلاد الصهيوني وكرة ناره الجوية والبحرية.

أهلا بكم في عاصمة الحوار والوفاق الوطني والمشاركة ومنبر الكلمة الحرة، وحديقة الحرية ومعرض الكتاب ومطبعة الشرق.

أهلا بكم في لبنان مجد الارز في جبل ابي ذر الغفاري، جبل عامل ومحبسة مار شربل جبل لبنان، ومغارة عرس قانا، وصيدون التي احرقت نفسها ذات يوم ولم تستسلم للغزاة، ومدينة الكرامة طرابلس الفيحاء والسهل الممتنع البقاع وشراع الحرف في صور.

أهلا بالوكيل المكلف للمرجع الاكبر آية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني، أهلا بكم يا صاحب السماحة العلامة العلم آية الله السيد جواد الشهرستاني المحقق المثقف، المترجم لروح العصر، المنفتح والحافظ للتراث، ومطلق مؤسسات المصادر والمراكز المعلوماتية والثقافية والمكتبات. إننا في هذا الوقت الضاغط على الامتين الاسلامية والعربية بالحرب الهادفة للسيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية، وهي الحرب التي استهلكت الكثير من ارواح مواطنينا في مختلف اقطارنا وتسببت بالدمار الهائل الذي اصاب اوطاننا ومدننا ولا تزال تضغط بالفتنة على الشرق. إننا نعبر عن حاجتنا الى صوت وموقف المرجعية متمثلة بصوتكم الصارخ في برية الله من اجل بناء وهي لمنع الاستخدام السياسي للاسلام، ومحاولة جعله غطاء لتفتيت بلادنا وإشعال الحروب والفتن ومن اجل إصلاح نظامنا”.

وأضاف: “إنني في هذا الإطار أنقل عن صاحب السماحة الدكتور الشيخ احمد محمد طيب شيخ مشايخ الازهر الشريف الذي تشرفت بلقائه منذ أيام تأكيده وجوب الحفاظ على إسلام الوحدة والتصدي لثقافة التكفير والتدمير والتهجير التي هي الاداة الاساس لإستراتيجية الفوضى البناءة.

إننا يا صاحب السماحة ومن لبنان نتطلع بعين الامل الى دور المرجعية في حفظ وحدة الارض والشعب والؤسسات في العراق الشقيق، وترتيب الاولويات إنطلاقا من منع سقوط العراق وجعله رهينة التطرف وقاعدة ارتكاز له وحفظ صيغة التعايش التي هي ميزة المنطقة، ومنع الارهاب التهجيري من تخريب صيغة وحدة وتماسك مجتمعاتنا، وكذلك لإسقاط المشروع الذي يحاول ان يرسم نهاية للتاريخ الذي كان منطلقه من هذا الشرق ومن بلاد ما بين النهرين، ومن حوض النيل وممالك الشاطئ في لبنان”.

وتابع: “نوابكم يعتصمون داخل المجلس في هذه الايام، ونوابنا يعتصمون خارجه.

إننا نبحث عن ثقافة أصولية متجددة تنبع من النجف الاشرف وقم والازهر الشريف، في مواجهة الثقافة التي أرساها الانتداب ومخلفاته من أنماط النظام العربي المتنوعة من منطقتنا، سلطات العشائر والقبائل والفئات والجهات والطوائف والمذاهب. هذه الثقافة هي التي أنتجت داعش والنصرة وكل المسميات القاتلة والمجرمة. ونحن نريد ان تتمكنوا يا صاحب السماحة من اطلاق ثقافة التوحيد والتقريب ورفع الظلم والحرمان، وبالاساس إطلاق ثقافة المقاومة لمشروع اسرائيل وتحقيق الاماني الوطنية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي حرمناه. لقد باتت الحاجة ملحة يا صاحب السماحة وانتم تؤسسون في هذا المجال الى نشر وإستخدام وسائل الاتصالات العصرية لمحو الامية المعلوماتية ولتحرير الاسلام من احتلاله بالجهل، وهزيمة دويلات الوهم التي اقيمت بالاستثمار على اسم الاسلام، وتحرير العالم من محاولات خلق “الاسلام فوبيا”، ونشر وعي ثقافي للاسلام الحقيقي”.

وختم: “إننا في ذلك نراهن على مؤسساتكم ومؤسسات الازهر لحفظ الاسلام ومكانته والقرآن الكريم وتفسيره والابحاث العقائدية، وإقامة مكتبات تخصصية للتاريخ، وعلوم الحديث، وفقه الحقوق التخصصية، الكلام، الفلسفة والعرفان. ولكم دائما الجميل والعرفان”.

ثم أقام مأدبة غداء حاشدة تكريما له وللوفد المرافق.

محرر الموقع : 2016 - 04 - 15