القرى الكردية ترفض «خندق برلين العراقي»
    

مخاوف كثيرة تلك التي أثارها الخندق الذي حفرته الحكومة العراقية على طوال حدودها مع سوريا بعدما قررت أن يمتد إلى زاخو متجاوزاً عدداً من القرى الكردية في الجانبين.

هذا الخندق يجتاز ست قرى حدودية تقع في الأراضي العراقية هي شيلكي وسحيلا وشيباني وموسكا وكلكي ووليد قاهرة وأثّر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي فيها.

يقول أبو سامي الذي يقطن قرية سحيلا "نحن الأهالي تربطنا علاقات اجتماعية وتجارية عميقة مع القرى التي تقع في الجانب السوري وتوجد بيننا علاقات مصاهرة وقرابه لذا فإن حفر الخندق سيؤثر سلباً علينا".

ويضيف "كنّا ندخل إلى سوريا ونخرج منها متى ما أردنا من دون تصاريح وموافقات حكومية أما اليوم فحركتنا ستكون مقيّدة ومحصورة والكثير من تجارتنا ستتأثر بهذا الخندق وخاصة تجارة الحيوانات والمواشي التي نزاولها منذ سنوات".

السيدة أم سلمان من قرية سحيلا هي الأخرى غير راضية عن حفر الخندق وقالت"لسنا مع حفره لأن عائلة زوجة ابني يعيشون في القرية التي تقابلنا في الطرف الآخر من الحدود وكانت تذهب اليهم متى أرادت ذلك، لكنها اليوم ستواجه صعوبة في الوصول اليهم".

الخندق تسبب بوقوع أضرار لمواطني القرى التي يمر بها كما هو الحال مع أحمد مصطفى الذي يعيش في قرية القاهرة والذي قال لـ "نقاش" إنه تضرر بسببه لأنه اقتطع جزءاً من مزرعته وطالب الجهات المشرفة بضرورة دفع تعويضات عن الخسائر التي لحقت بمزرعته.

لكن رغم الاعتراضات التي جوبهت بها عمليات الحفر فهي مازالت مستمرة حتى اليوم حيث ستستمر لمدة أسابيع لحين استكماله.

العميد هاشم سيتي آمر اللواء الثامن لقوات البيشمركة المرابط على الحدود السورية العراقية والمشرف على حفر الخندق قال إن المشروع جاء لسد الطريق أمام المتسللين من المهربين والإرهابيين الذين يدخلون العراق عن طريق هذه المناطق الحدودية بطرق غير شرعية.

عمليات الحفر تجري بمعدل (500 متر يومياً) بالتنسيق مع الحكومة العراقية حيث قامت الحكومة العراقية بحفر خندق على طول خط الحدود الفاصل بينها بين سوريا والذي يبدأ من الرمادي ثم أكملته إلى قرية القاهرة التي تقع على الخط الفاصل بين الحكومة المركزية واقليم كردستان، إذ يصل طوله في اراضي اقليم كردستان إلى (17 كلم) وهو بعرض مترين وعمق ثلاثة أمتار".

وأكد العميد هاشم إن الخندق لن يؤدي إلى غلق الحدود أمام اللاجئين السوريين وإنما ستكون جميع المنافذ الرسمية مفتوحة أمامهم للدخول إلى الإقليم والخروج منه متى أرادوا.

السوريون المتواجدون على الطرف الآخر من الخندق قاموا بالتظاهر وحاولوا مهاجمة سائقي الحفارات بحسب قول محمد سعيد الذي كان يقود حفارته هناك وقال "هجم علينا حوالي 400 شخص حينما بدأنا بالحفر وأرادوا حرق آلياتنا ولولا تدّخل قوات البيشمركة لكنّا في عداد الأموات".

ومن إفرازات حفر الخندق قيام حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) الكردي وهو الحزب المقرّب من حزب العمال الكردستاني والذي يسيطر على معظم الأراضي المحاذية للحدود العراقية من الجهة السورية بغلق معبر "سيمالكا" الحدودي أمام اللاجئين السوريين في منطقة فيشخابور منذ تاريخ 12نيسان (أبريل) بحسب قول شوكت بربهاري مدير معبر فيشخابور.

وأضاف بربهاري "بدون سابق إنذار قام حزب الاتحاد الديمقراطي بغلق معبر سيمالكا في الجانب السوري حيث علَق العشرات من اللاجئين السوريين الذين يرغبون في الدخول إلى الأراضي السورية مما تسبب بتزاحم السوريين في نقطة فيشخابور الحدودية بانتظار فتع المعبر لهم من الجهة السورية ".

حفر الخندق كانت له تداعيات أخرى في مدن إقليم كردستان حيث قام عشرات الناشطين السوريين المتواجدين في إقليم كردستان بتنظيم اعتصام أمام مبنى البرلمان ضد عملية الحفر وهم يرفعون شعارات مثل "كردستان الغربية تحتاج مساعدات وليس خندقاً".


محرر الموقع : 2014 - 04 - 17