ولائم الانتخابات ترفَع أسعار اللحوم في البصرة
    

مع انطلاق الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية العراقية ارتفعت أسعار المواشي واللحوم بشكل كبير في البصرة ما أثار حفيظة المواطنين خاصة الفقراء وأصحاب الدخل المحدود. 

ارتفاع أسعار اللحوم وبعض المواد الغذائية والخضار سببه كثرة الولائم الانتخابية التي يقوم بها المرشحون وشيوخ العشائر الداعمة لهم والوجهاء في المدينة.

يقول المواطن كاظم زاير وهو معلم ابتدائي إن بعض المرشحين يعتقدون بأن أقرب طريق لصوت الناخب من خلال معدته، وإن العلاقة بين الانتخابات والولائم علاقة جدلية ومثيرة حيث أصبحت وجبة "المفطّح" وهي أكلة تجمع بين الرز والحم هي المفتاح لرفع شأن المرشح والقوى الاجتماعية والسياسية التي تقف خلفه.

ويضيف "الكثيرون من المرشحين لديهم القدرة على الانفاق بينما يتم كيّ الفقير وأصحاب الدخول المحدودة بنار الغلاء، ومع غياب الرقابة على الأسواق مازلنا خائفين من عدم عودة الأسعار إلى مستواها السابق".

ويبدو إن الولائم حلّت بديلاً عن الأساليب التقليدية التي أتبعها المرشحون في الدورات السابقة باعتمادهم الهدايا من البطانيات والمواد الغذائية والوعود بالسكن وتحسين الخدمات والتعيينات في دوائر الدولة، حيث لم تعد تلك الوعود والحيّل تنطلي على الناخبين.

وأكد باعة المواشي في (علوة الأغنام) بمنطقة حي الحسين وكذلك في قضاء الزبير التي تبعد عشرين كلم غرب البصرة على ارتفاع أسعار المواشي من الأغنام بشكل خاص لأكثر من 50 في المائة نتيجة الطلب الكبير عليها.
يقول حسن فليّح أحد باعة الأغنام إنها مرحلة مزدهرة لتجارتهم مقارنة مع سائر مواسم العام وأضاف"بدأت أسعار الأغنام بالارتفاع نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المسؤولين والمرشحين والشيوخ والتجّار، فأفضل الولائم هي التي يُطبخ فيها لحم الغنم".
وأضاف "سعر رأس الغنم يتراوح بين 250 - 400 دولار وهو أعلى بكثير مما كانت عليه".

واضطر محمد واثب الذي يعمل موظفاً إلى إرجاء مناسبة ختان أبنه إلى موعد آخر بسبب عدم قدرته على شراء خروف للاحتفال بالمناسبة وقال "فوجئت بالأسعار، فشراء خروف يفوق إمكاناتي المتواضعة لذلك أرجأت ختان صغيري إلى مابعد الانتخابات".

جاسم محمد بائع أربعيني يبيع بعض الأشياء البسيطة على الرصيف اعتبر قدوم هؤلاء المرشحين فرصة لمئ البطن وقال "هم يتذكرون المسحوقين في أوقات الانتخابات فحسب، وهي فرصة لإشباع بطون اطفالي السبعة المحرومين من وجبات كهذه بسبب محدودية دخلي".

التنافس على إقامة الولائم دفعت المرشحين إلى التنافس على ذبح أكبر عدد من المواشي، ويقول الجزار يعقوب أبو سالم أنه يواجه زخماً كبيراً في الطلب عليه، حيث يتلقى الاتصالات يومياً لذبح المواشي في الولائم مادفعه إلى الاستعانة بعاملين إضافيين ليقوموا بتجهيزها.

وإزاء تنافس المرشحين في إقامة الولائم بنواحي البصرة يتنافس الشيوخ والوجهاء أيضاً على اصطياد أحد المرشحين، ففي منطقة الشعيبة النفطية التي تبعد 40 كلم غرب البصرة لا يتردد أحد وجهاء المنطقة في استقبال المرشحين في ديوانه الخاص ومنحم الوعود بانتخابهم جميعا.
رزاق جبر يقول إن الشيوخ يصطادون المرشحين للظفر بالإكرامية أو "الفرشة" كما يطلق عليها عشائرياً في حال فوزهم في الانتخابات، وهو يندب حظه لعدم وقوعه على وليمة مناسبة ويقول " الولائم تُقام في بيوت الشيوخ والميسورين لعقد الصفقات الانتخابية ولا يمكن الوصول إليها، أما أنا فأحمل قدر طعام فارغ وأتحرك بدراجتي الهوائية باحثاً عن وليمة وسوف أمنح صوتي وأصوات أفراد عائلتي لمن يملأ بطوننا لحماً".

وتجذب الولائم الشباب العاطلين عن العمل وأصحاب الأجور اليومية المتواضعة أيضاً لكونها مناسبة للظفر بطعام جيد.


الناشط الاجتماعي سعيد العامري يقول "المرشحون يفكرون بالناس كأرقام انتخابية ليس إلا ويذبحون خرافاً بعدد الأصوات التي يريدون الحصول عليها وكان عليهم مخاطبة عقول الناخبين وتثقيفهم وطرح برامجهم الانتخابية بدلاً من هذا الإسلوب".


محرر الموقع : 2014 - 04 - 17