المرجع السيستاني يجدد دعوته للمقاتلين على توفير الحماية للمدنيين ويقول: يا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً
    

جدد المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني دعوته على ضرورة توفير الحماية للمدنيين الابرياء في معارك تحرير الفلوجة، مبينا ان انقاذ انسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم واعظم من استهداف العدو والقضاء عليه واصفا المقاتلين الذين يخوضون معارك ضارية لدحر الارهاب الداعشي بانهم الاجل قدراً والاعظم اجراً ومثوبة من جميع من سواهم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.

وتحدث ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 19/شعبان/1437هـ الموافق 27/5/2016م بقوله في هذه الايام العظيمة التي يخوض فيها اعزتنا في القوات المسلحة، والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى معارك ضارية لدحر الارهاب الداعشي عن مناطق اخرى من ارض العراق الطاهرة.داعيا الى الوقوف لنحيي بإكبار واجلال هؤلاء الرجال الميامين على انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم ومقدساتهم.

واضاف اننا لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم ولا يسعنا الا ان نقول انكم حقاً الاجل قدراً والاعظم اجراً ومثوبة من جميع من سواكم ويا ليتنا كنّا معكم فنفوز فوزاً عظيماً، مؤكدا ان الشهداء الذين ارتقوا الى جنان الخلد مضرجين بدمائهم الزكية فما عسانا ان نقول فيهم وقد قال الله تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171))- سورة آل عمران -..واما الجرحى والمعاقين ممن اصيبوا في ساحات المنازلة مع الارهابيين فان الله تعالى سوف يؤتيهم اجرهم مرتين مرة على جهادهم ومرة على صبرهم وتحملهم لما نالهم من الاذى في سبيله.. ولكن ما اعظم واجبنا تجاههم في رعايتهم والعناية بهم وتخفيف الامهم وتأمين الحياة الكريمة لهم...واما ارامل الشهداء وايتامهم وسائر ذويهم فيكفيهم فخراً ما قدموا للدين والوطن من شهداء كرام ولكن الواجب تجاههم اعظم انهم فقدوا احبتهم ومن كانوا يحضون برعايتهم في حياتهم المعيشية فلابد ان يجدوا منا من العناية والرعاية ما يعوض ولو جزءاً مما فقدوه بفراق اولئك الكرام.

وتابع السيد احمد الصافي خلال خطبته من الصحن الحسيني وحضرته وكالة نون الخبرية لقد مضت سنتان منذ ان هب العراقيون للدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم امام الهجمة الهمجية الداعشية وقد قدموا خلال هذه المدة الاف الشهداء واضعاف ذلك من الجرحى والمصابين ولكنهم لم يملّوا ولم يكلّوا عن مقارعة الارهابيين ولم يزالوا صامدين في مختلف الجبهات بل انهم يزدادون اصراراً على الاستمرار في جهادهم الدفاعي الى تطهير اخر شبر من ارض الوطن من رجس هؤلاء الظلاميين مشيرا الى ان الجميع قد ساهم في هذه المنازلة العظيمة شيباً وشباناً كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً ولا يزالون مستمرين في ذلك فمنهم من يشارك ببدنه في حضور جبهات القتال ومنهم من يشارك بماله بتوفير ما يحتاج اليه المقاتلون من المؤن وغيرها..فسلام الله عليكم من شعب صامد صابر فاجئ العالم بصبره وصموده..


واكد المرجع السيستاني من خلال كلام ممثله في كربلاء على المقاتلين الابطال بضرورة توفير الحماية للمدنيين الابرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة واعلموا ان انقاذ انسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم واعظم من استهداف العدو والقضاء عليه اعيا الى بذل قصارى الجهود في تأمين حياة المدنيين وابعاد الاذى عنهم. شكر الله سعيكم وجزاكم خير جزاء المحسنين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

واختتم السيد الصافي خطبته بشاهد حي من مدينة الناصرية احدى مدن الجنوب بالعراق تؤكد على قوة هؤلاء الابطال وهؤلاء العوائل..بقوله ذهب احد المشايخ الى مدينة الناصرية لتفقد عوائل الشهداء.. ذهب الى بيت التقى بالأب الاب يملك من الاولاد 11 ولداً.. 5 منهم استشهدوا والـ 6 الباقين امرهم ان يذهبوا الى جبهات القتال قائلا ً لهم: اما ان تئتوني شهداء واما ان تأتوني بالنصر..هذه الروح واقعاً قد فاجأت العالم بصمودها..

نسأل الله تعالى ان يرينا في هذا البلد كل خير ويتجاوز عن سيئاتنا وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2016 - 05 - 27