ممثل المرجعية العليا في أوروبا يعزي الشعب العراقي بمصابه العظيم بالمئات من الشهداء والجرحى من أولاده
    

بينما كانت العيون تنضح سعادة، والقلوب تتفجر بهجة استعدادًا للعيد السعيد، أطفأ السعادة وأمات الفرحة تفجير يعجز المرء عن تصوير مبلغ بشاعته؛ ومدى استخفاف مدبريه بأرواح الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال. 

هذه الجريمة فعلها أناس بل مسوخ تستعيذ أعتى الوحوش بالله منهم، وتترفع عن الانتماء إليهم، لأنهم سلخوا عن أنفسهم القيم الأخلاقية والإنسانية قاطبةً، فغدت أنّات الأرامل وأدمع الأيتام ودماء الأبرياء طعامهم وشرابهم، فعاثوا في الأرض وأهلكوا الحرث والنسل. 

ولكن هذا الرزء الجليل الذي فجر الأحزان في قلوب العراقيين، فأفسد عليهم فرحتهم باقتراب العيد، وابتهاجهم بالانتصارات المجيدة الأخيرة التي قدمتها إليهم السواعد البطلة لأبنائه ، لن ينال من عزيمة ورباطة جأش قوم آخوا الصبر ورضعوا الشجاعة وجبلوا على التحدي . 

لذا، فإنه هذه النكبة ما كانت لترهبهم أوتقعد بهممهم عن أن يمضوا قدمًا في تطهير أرضهم الطاهرة من رجس الإرهابيين إلى أن يكرمهم الله بالنصر المؤزر عليهم . 

إننا في الوقت الذي نعزي فيه شعبنا العراقي وذوي الضحايا ، وندعوهم إلى التجلد ، ونسأل الله تعالى أن يُصَعِّد أرواح شهداء الولاء إلى الفردوس ، وأن يمن على مرضاهم بالشفاء العاجل ، نناشد قواتنا الأمنية أن يرقبوا الله في هذا الشعب المظلوم ، لأن دماء الشعب وأعراضه وأمواله أمانة في أيديهم ؛ فلا يقصروا فيها ، والله سائلهم عن ذلك . 

وكم نادت المرجعية العليا في النجف الأشرف -حتى بح صوتها- بالحفاظ على أرواح العباد ودمائهم، وصيانة أموالهم، والحفاظ على مصالحهم، وإبعادهم عن المساومات السياسية والنزاعات الطائفية والمذهبية؛ ليرتاحوا من ويلات ما مضى ويستقر بالهم ممن أتى، ولكن من دون جدوى، وإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

محرر الموقع : 2016 - 07 - 05