أنامل مُقيّدة – بغداد ونعيم عبعوب وقرار العبادي
    

جواد كاظم الخالصي

لا اريد ان اتحدث بالمنحى الكوميدي الذي تحدث به الاعلام بكل انواعه عن السيد نعيم عبعوب أمين عاصمة بغداد وانما علينا ان ننظر الى هذه العاصمة العزيزة ذاكرة التاريخ وحاضرة الثقافة والعصية على كل من يريد العبث بها وبتاريخها الذي طرزته العقول المبدعة ونقلته الينا جيلا بعد جيل لنتأمل كيف يمكن ان تنهض وكيف نطالب المسؤولين والمؤسسات المعنية بتكليف من هو أهل لهذه العاصمة العزيزة التي للاسف لم تحظى هذه الجوهرة الثمينة بالاهتمام الكبير من قبل كل الحكومات المتعاقبة على البلد كنا ومازلنا نأمل ان يمسك بجمالية بغداد شخص حريص  عليها ولكن لم يحصل حتى بعد التغيير الكبير في العام 2003 وانتقال العراق الى الانفتاح الديمقراطي والاطلاع على معالم دول وعواصم العالم كيف انها مرت بأنظمة متجبرة لكنها نهضت بقوة من خلال عقول أبنائها الحريصين على تقدم ورقي البلد وهذا ما نحتاج اليه في العراق لكننا لم نجده بصورة واضحة وكان لبغداد بكل ثقلها حاجة غاية في الاهمية الى أمين لخدماتها يتمتع بالمهنية الحقيقية وليس البهلوانية التي تعودنا عليها مع اخر أمين وهو السيد نعيم عبعوب حين انشغل في الاعتناء بمظهره الشخصي وأهمل الاعتناء بمظهر الحبيبة بغداد وتركها بترابها وشوارعها المتعثرة ومظهرها المزعج الذي يعبر عن حالة الاختناق حين تمر بسحابها وفضائها ومن هنا تراكمت كل تلك المخلفات من العبث بالعاصمة حتى وصل الامر الى ان يقتنع هو شخصيا بإزاحته عن ادارة خدمات بغداد وهو الامر الذي سيصدر به قريبا وقريبا جدا القرار من السيد العبادي بتعيين أمين جديد لبغداد والأولى ان يطلق عليه عمدة بغداد اسوة بباقي عواصم العالم ولكنه ينتظر الحصول على كفاءة عالية جدا لمسك هذه المهمة وان كنا نحن كمواطنين او مراقبين للشأن السياسي ان تكون مهندسة وخبيرة مثل زها حديد هي من تتولى تجميل العاصمة وتضعها في مصاف باقي عواصم العالم باشراقة جديدة تطغى عليها مسحة الجمال السحرية التي أضفتها في كل من العاصمة البريطانية لندن والعاصمة اليابانية طوكيو وغيرها من الدول الغربية ولا اعتقد ان العراق عقيما الى درجة ان يستمر شخص غير على هذه المهمة في منصبه لتستمر معه معاناة البغداديين وكما قلنا ان شخصية زها حديد العلمية والخبرة الطويلة تساعد على اسراع قرار تغيير الرجل الذي يبدو انه تعب من شدة الانتقادات وما عاد يمتلك القدرة على المواصلة في عمله فهو يتمنى الخروج كما قال انه يقبّل ايادي رئيس الوزراء لكي يخرج من منصبه واعفاءه من مهامه بالكامل وبالمناسبة هذه مساحة حرة لأن يختار رئيس الوزراء بنفسه شخصا لهذا المنصب بعيدا عن الضغوط الحزبية وكتلهم السياسية .  

محرر الموقع : 2015 - 01 - 30