مؤتمر اكاديمي في لندن عن صعوبات التحول الديمقراطي في العراق
    


عقدت اللجنة الدولية لدعم الديمقراطية في العراق، بالتعاون مع كلية الدراسات الشرقية والافريقية SOAS ومركز لندن لدراسات الشرق الاوسط مؤتمرا لمدة يوم واحد، وبحضور اكاديمي اجنبي وعراقي مكثف ناقش صعوبات التحول الديمقراطي في العراق من خلال الموقف من الدستور وظاهرة الفاساد والتطور السياسي والتحديات الامنية في ثلاث مشاركات قدمها كل من الحقوقي الروماني اوفيديو هاجيما الذي قارن بين مرحلة التحول في رومانيا من عهد الدكتاتور شاوشيسكو الى النظام الديمقراطي واهمية الدور الذي تلعبه المحكمة الدستورية في تكريس الديمقراطية ودعا الى الاسراع باصدار قانون المحكمة الاتحادية العليا في العراق وكان الباحث قد عمل عدة سنوات مع البعثة الحقوقية للاتحاد الاوربي في بغداد حتى عام ٢٠١١. 
وقدم الصحفي والكاتب والمنتج التلفزيوني الدكتور اد هيرمان بحثا حول ظاهرة الفساد الاداري والمالي المرتبط بالفساد السياسي واهمية الالتزام بالدستور باعتباره القانون الاسي من اجل اصدار تشريعات تحد من ظاهرة الفساد. ثم استعرض الدكتور موفق الربيعي المستشار السابق للامن الوطني تطور العملية السياسية منذ عام ٢٠٠٣ حتى اليوم من خلال ااعادة بناء الاجهزة الامنية وارتباط ذلك بالدستور .
وكان الدكتور نبيل ياسين ، رئيس اللجنة الدولية لدعم الديمقراطية في العراق، قد افتتح المؤتمر في كلمة اكد فيها على بعض التحديات والصعوبات التي تواجهها العملية السياسية في العراض واهمية المؤتمر من خلال كونه تعبيرا ومنبرا لبحثها من خلال لماذا تتعطل الديمقراطية في العراق بينما تتوفر المستلزمات الدستورية لها؟ وقدم البرفيسور جارلس تريب ، رئيس قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في كلية الدراسات الشرقية والافريقية ، والذي اصدر اكثر من كتاب حول العراق، عرضا للوضع العراقي والتناقضات التي تتحرك في واقعه، وقد رأس تريب القسم الاول من المؤتمر، فيما قدمت المستشارة الخاصة في الامم المتحدة ايفون لوديكو بحثا حول التجارب الديمقراطية في السلم الاهلي والمصالحات الوطنية في بعض البلدان واهمية الاستفادة منها في العراق.
وقدم البروفيسور توبي دودج بحثا حول السلطة والسلطوية مستعرضا فيه الاجراءات والقرارات التي مرت بها العملية السياسية والصراع بين السلطوية والديمقراطية مستندا على تاريخ تطور العملية السياسية منذ ٢٠٠٣ ودودج كتابات عن العراق صدرا بعد تغيير النظام.وقد رأس سكرتير عام اللجنة الدولية لدعم الديمقراطية في العراق ضرغام كاظم القسم الثاني من المؤتمر.
وفي القسم الثالث الذي رأسه الدكتور جون هيويورد من كامبريدج قدمت البروفيسورة نادية العلي بحثا حول موقع المرأة العراقية في العملية السياسية والحقوق التي نص عليها الدستور العراقي وواقع المرأة الان، واختتم الدكتور نبيل ياسين الابحاث ببحث قدمه حول التماثلات الايديولوجية والحقوقية والثقافية التي تشكل تحديات اساسية للعملية السياسية مثل تفوق السياسة على القانون واحلال الايديولوجيا محل الثقافة والتداخل بين السلطة والدولة واحلال العضوية الحزبية محل المواطنة كشرط للحقوق المدنية والاجتماعية والوظائف واستمرار ارث النظام السابق في التاثير على قيم ومعايير النظام الحالي.
وقد اتسم المؤتمر بالنقاشات والاسئلة والملاحظات الكثيرة التي قدمها الحضور .

محرر الموقع : 2013 - 03 - 04