عبد الودود والجيجلي أهم المطلوبين لدى الجزائر
    

عبد المالك دروكدال

الجزائر- حميد غمراسة

تحمل العملية العسكرية التي قادها الجيش الجزائري، أمس الثلاثاء، ضد أحد معاقل تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، مؤشرات على نهاية وشيكة للجماعة المسلحة التي ظلت لسنوات رقماً أساسياً في المعادلة الأمنية، بالمنطقتين المغاربية والعابرة للساحل.

"القاعدة" تفقد عناصرها في أبرز معاقلها

وأسفرت العملية العسكرية، التي جرت أطوراها في ولاية البويرة (100 كلم شرق العاصمة)، عن مقتل 22 إرهابياً، بحسب بيان لوزارة الدفاع الذي لم يذكر أسماء المسلحين، فيما أوضح أنه عثر في مخبئهم بمنطقة غابية، على 11 مسدساً رشاشاً من نوع "كلاشينكوف"، وبندقية رشاشة من نوع "FMPK" و8 بنادق نصف آلية من نوع "سيمونوف"، وبندقية قناصة وأخرى مضخية وقاذفة قنابل وبندقية صيد مقطوعة الماسورة، ومسدس آلي وكمية كبيرة من الذخيرة.

وقال صحافي من البويرة في اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، إن طائرات مروحية عسكرية ظلت تحلق في سماء المنطقة طيلة الليلة الماضية، وعلى الأرض كان الجيش بصدد تمشيط الغابة بحثاً عن إرهابيين. وحتى صباح اليوم الأربعاء، كانت الحملة العسكرية لا تزال مستمرة. وتفيد آخر الأخبار أن ثلاثة مسلحين تم القضاء عليهم.

وبسقوط هذا العدد الكبير من المسلحين الإسلاميين، تكون "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" التي ينتمون إليها، قد فقدت ما بقي من عناصرها في معاقلها الرئيسية، وهي البويرة وتيزي وزو وبومرداس (شرق العاصمة). وتقريباً لم يعد لها أي نشاط لافت في العاصمة والمدن الكبيرة منذ التفجيرات الانتحارية الاستعراضية، التي استهدفت عام 2007 مبنى الحكومة (48 قتيلاً) ومقر الأمم المتحدة (42 قتيلاً) ومركزي الأمن بحي باب الزوار بالضاحية الشرقية للعاصمة (10 قتلى).

وعرف التنظيم المسلح نزيفاً حاداً في صفوفه، نتيجة تخلي العشرات من عناصره عن السلاح بتسليم أنفسهم إلى السلطات الأمنية، بهدف الاستفادة من تدابير "قانون السلم والمصالحة".

وقتلت قوات الأمن عدداً كبيراً منهم، في عمليات متفرقة خلال كمائن تم نصبها في المناطق الجبلية وحتى في المدن. وكانت أكبر ضربة تلقاها التنظيم، هي اعتقال صلاح قاسمي الشهير بـ"صلاح أبو محمد"، عام 2013 في مكان عمومي بوسط مدينة البويرة. ورصدت المخابرات العسكرية تحركات قاسمي، إلى أن أوقعت به وهو متنكر يتناول الشاي في مقهى شعبي.

"عمر الجند" يرفض عرضاً من الأمن

وكان قاسمي (40 سنة) المتحدث باسم "القاعدة المغاربية"، ومسؤول الدعاية لأعمالها الإرهابية وهو بمثابة الرقم الثاني في الجماعة بعد قائدها العام عبدالمالك دروكدال، المعروف بـ"أبو مصعب عبد الودود" (45 سنة). فبعد شلَ نشاط قاسمي، الموجود حالياً بسجن تابع للمخابرات بأعالي العاصمة، ركز الأمن جهده على شخصين بغرض اعتقالهما هما دروكدال وعبدالإله أحمد "الجيجلي" المكلف بخزينة الجماعة أو "أمين المال". ويحاول جهاز المخابرات منذ سنين، تحديد مواقع تحركاتهما بهدف الإيقاع بهما، تماماً كما حصل مع "أبو محمد"، الذي كان معروفاً بحسه الأمني الحاد.

ويوجد أيضاً على لائحة الأمن المعنيين بالاعتقال، مسؤول "لجنة الاتصال" بالجماعة المسلحة عمر شاوش المعروف حركياً بـ"عمر الجند"، الذي اتصل به الجيش قبل سنوات وعرض عليه تسليم نفسه، مقابل الاستفادة من سياسة "المصالحة" غير أنه رفض.

وقال بن عمر بن جانة، عقيد متقاعد بالجيش، لـ"العربية.نت" بخصوص التطورات الأمنية الأخيرة: "ليس هناك شك في أن الجيش وجه ضربة قاصمة للإرهابيين، بالقضاء على 22 واحداً منهم، وليس هناك شك في أن القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بصدد لفظ أنفاسها الأخيرة، لكن حذار من رد فعل ما بقي من إرهابيين إذ يمكن أن نشهد أعمالاً انتقامية ضد السكان المدنيين".

يشار إلى أن "القاعدة ببلاد المغرب"، ظهرت في يناير 2007. وقد أطلقها دروكدال على سبيل الولاء لأسامة بن لادن. وكان التنظيم قبل هذا التاريخ يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي خرجت في صيف 1998 من رحم "الجماعة الإسلامية المسلحة".

 

محرر الموقع : 2015 - 05 - 20