غيرة حرامي!!
    

 

 

 

بقلم: محمد جواد شبّر
حرامي البيت يختلف عن الحرامي الغريب بعدة اختلافات، وأهم اختلاف بينهما
هو ان حرامي البيت يبذل قصارى جهده كي لا تنكشف سرقته.
مثال: لو ان حرامي البيت فتّش في شنطة والدته ووجد ٢٠٠ الف دينار، أخذ ٢٥
الف ديناراً فقط.
التعليل: كي لا تنكشف سرقته حتى لا تتخذ والدته اجراءات احترازية فتخفي
الأموال في مكان اكثر اماناً دون علمه فينقطع به السبيل، لذا فإنه حينما
يأخذ شيئاً بسيطاً من المال لا يثير بذلك الريبة والشك، فالوالدة ستظن
بأنها صرفت الخمسة وعشرين في مكان ما او انها لم تعد اموالها.
لكن الحرامي الغريب سينتهز الفرصة وسيأخذ كل المال وما تحتويه الشنطة من
جهاز موبايل او ما شابه ذلك، لأنه لا عودة له الى هذه الشنطة والى هذا
المكان مستقبلاً!
لكل شيء حكمة وتدبير، حتى السرقة لها قواعدها وأصولها؛ يُقال ان في بعض
الدول تقاسمت عصابات السرقة المناطق، اذ لا يحق لعضو عصابة التعدي على
غير منطقته، وستحاسبه عصابته قبل ان تحاسبه العصابة المعتدى على منطقتها،
كي يدوم السلام والوئام بين العصابتين، مبتعدين عن المشاكل ومتخلصين ممن
يسببها، وبعض القواعد الأخرى كعدم سرقة بيوت الفقراء ومحدودي الدخل الذين
ينتظرون الراتب ثلاثين يوماً او اربعين يوماً في قوانين الدولة المتقشفة!
لا ضير من وضع دروس في قواعد واصول السرقة الى الذين يرومون امتهان هذه
المهنة، كي يبقى شيئاً من شنطة ٢٠١٥! كي يسرق بإنصاف حتى لا ينكشف أمره!
كي لا يفتح باب منطقته ووطنه على مصراعيه مستقبِلاً ومرحباً بحراميي
المناطق الأخرى!
ليكون سارقٌ ذي غيرة على الأقل!!

 

 

 

محرر الموقع : 2015 - 02 - 27