المرجع السيستاني يدعو اهالي المحافظات كافة الى اغاثة النازحين من الموصل
    
دعت المرجعية العليا في النجف المتمثلة بآية الله السيد علي الحسيني السيستاني يوم الجمعة أهالي المحافظات كافة الى إغاثة النازحين من مناطق القتال في مدينة الموصل التي تشهد عمليات عسكرية لطرد التنظيم داعش منها التي اجتاحها في أواسط عام 2014.

وقال ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي في خطبة الثانية لصلاة الجمعة التي تلها في صحن الامام الحسين بمدينة كربلاء في 11/جمادي الاخرة/1438هـ الموافق 10/3/2017م:، انه "لا بد أولا ان نشير الى الانتصارات المتواصلة التي يحققها المقاتلون في هذه الأيام ونشيد بها ونباركه لهم وللشعب العراقي كافة".

وأضاف انه "نظرا لتكاثر النازحين من مناطق القتال وعدم توفير الإمكانيات اللازمة لهم نناشد المواطنين من المحافظات لتوفير الاحتياجات الضرورية للنازحين والتخفيف من معاناتهم"، مردفاً بالقول ان "إغاثة هؤلاء النازحين يعد واجبا وطنيا وعلى الجميع من أهالي المحافظات القيام به".

واوضح الشيخ الكربلائي في نص الخطبة "لابد اولا ً ان نشير الى الانتصارات المتواصلة التي يحققها مقاتلونا الابطال في هذه الايام فنشيد بها ونباركها لهم وللشعب العراقي كافة سائلين الله العلي القدير ان يتم نصره على الارهابيين في وقت قريب حتى لا يبقى لهم موطئ قدم في ارض العراق الطاهرة.
واضاف نظراً لتكاثر النازحين من مناطق القتال وعدم كفاية الامكانات اللازمة لهم (نناشد المواطنين الكرام في مختلف المحافظات ان يساهموا حسب المستطاع في توفير الاحتياجات الضرورية لهؤلاء الاخوة والاخوات ويخففوا بذلك من معاناتهم فانه من افضل القربات وتقتضيه ضرورة التلاحم والتكاتف بين ابناء الوطن الواحد في الازمات).

وناشدت المرجعية المواطنين الكرام جميعاً في مختلف المحافظات ان يساهموا حسب المستطاع في توفير ما هو مطلوب من المواد الغذائية وغير ذلك لهؤلاء الاخوة والاخوات من اجل تخفيف معاناتهم 
ولفتت المرجعية الانتباه انه ربما البعض يتصور وجزاهم الله تعالى خيراً هؤلاء الذين يقدمون المال والخدمات للمقاتلين هذا شيء جيد ومن الامور المقربة الى الله تعالى، لكن ايضاً المساهمة في تقديم ما يحتاجه النازحون كما ورد في هذه العبارة يعتبر من افضل القربات، تريدون ان تتقربوا الى الله تعالى وتحصلوا على الاجر والثواب كما الان كثير من الاخوة جزاهم الله تعالى خيراً يقدم ما يمكن للمقاتلين اموال ومواد غذائية وملابس واشياء اخرى وفيه من الثواب العظيم لكن ايضاً مساعدة هؤلاء النازحين فيما يحتاجونه فيه افضل القربات.. لذلك نهيب ونناشد الاخوة المواطنين كافة في مختلف المحافظات ان يقدموا ما فيه حاجة الى هؤلاء يضاف الى هذا مسألة التقرب الى الله تعالى وهؤلاء ابناء وطننا هؤلاء هم مواطنون عراقيون وهؤلاء هم اخوة لنا.. ما تقتضيه المواطنة والقيم الوطنية ما يقتضيه الشعور الوطني ان يساهم المواطنون بما لديهم في سبيل مساعدة هؤلاء النازحين و تقديم الاحتياجات لهم..


من جانب اخر وبخصوص بناء الاسرة الصالحة قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي لقد اهتم الاسلام اهتماماً كبيراً ببناء واستقرار وصلاح الاسرة وسعادتها لذلك وضع انظمة وضوابط قبل الزواج منها كيفية اختيار الزوج واختيار الزوجة ويضمن الاختيار الصحيح السعادة الزوجية وتكون اسرة صالحة ومتماسكة ويمكن لهذه الاسرة ان ترفد المجتمع بالافراد الصالحين..موضحا ان عن الامور التي في الواقع تمثل مخاطر تهدد الرجل والمرأة في سعادتهم الزوجية وتهدد وتحطم الاسرة في مرحلة ما قبل الزواج ونلتفت اليها وعلى رأس ذلك هو سوء الاختيار..

واضاف ان الاسلام وضع معايير لاختيار الزوجة ولاختيار الزوج.. ايها الشاب اذا اردت ان تسعد في حياتك الزوجية هذه البنت التي تريد ان تقدم عليها ماذا تبحث عن أي صفات في البنت تبحث عنها تضمن لك السعادة والاستقرار والاسرة الصالحة اختار البنت المتعففة الصالحة الكريمة الاصل المتدينة التي لها اخلاق وانتبه من رغبتك الجامحة السريعة احياناً لديك سوء اختيار، كيف ؟! كذلك بالنسبة للبنت مع الرجل؟ احياناً كثير من الشباب يهوى بنت معينة ويرغب بها لجمالها او لمالها ويترك مسألة التدين والاخلاق وكرم الاصل يهوى او يعشق هذه البنت او بالعكس البنت يحصل هذا الامر معها..فيتم الاختيار على ضوء هذه المواصفات وتترك المواصفات التي اوصى بها الاسلام جانباً..

واشار الى ان المشكلة احيانا في اهل الشاب او اهل الشابة احياناً يبتعدون عن المعايير التي وضعها الاسلام تجد ام الشاب تبحث عن الجمال في البنت او الاب يبحث عن عشيرة هذه البنت او الوجاهة او الصفات الاخرى فحينئذ يضل في الطريق ويضل في الاختيار ويسبب الكثير من المشاكل..اما مسألة ان ابحث عن تديّن هذه البنت او بالعكس مع الشاب عن الخلق او المواصفات الاخرى التي اعتمدها الاسلام ابداً لا يعتنى بها.. ولا يعلم هذا الشاب كم سينتظره من الشقاء والتعاسة المشاكل والخلافات وتحطيم الاسرة التي يريد ان يبنيها..

وبين ان الاسلام حذّر من عدم اعتماد هذه المعايير.. لاحظوا كيف ان النبي حذّر الكثير من المخاطر في عدم اعتماد هذه المعايير، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إياكم وخضراء الدمن، فسُئل من هي خضراء الدمن ؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء).. هذا الشاب اُعجب بجمال هذه البنت اعماه هذا الجمال عن النظر في بقية المواصفات او الامر بالعكس.. قد لديها الجمال لكن ليس لديها اخلاق ليس لديها عفة فيبتلى ويتورط ويورط اهله بسوء الاختيار وكذلك احياناً الانسان يبحث عن بنت لمالها او نسبها او عشيرتها او وظيفتها.. ويترك بقية المواصفات لذلك ورد تحذير اخر: (من تزوج امرأة لمالها وكلّها الله اليه ومن تزوج امرأة لجمالها رأى فيها ما يكره ومن تزوجها لدينها جمع الله له ذلك)..
يقول انت تتزوج هذه المرأة لمالها وتعتقد المال هو الذي يجلب السعادة لك والعيش الهنيء يقول لا انا ساتركك مع المال فانظر هل المال يوفّر لك السعادة المطلوبة.. واذا تزوجها لجمالها فربما سيرى فيها ما يكره ربما هذه المرأة الجميلة ليست لديها عفّة وليس لديها تديّن فتخونك وتسبب لك الكثير من المشاكل وربما يؤدي ذلك الى القتل والوقوع في الجريمة والسجن وغير ذلك من المشاكل.. اما انت اذا بحثت عن المرأة لدينها واخلاقها انا ساعطيك الجمال والمال لاحظوا كيف ان الله تعالى يعطي هذه النتائج بحسن الاختيار..

وبين الشيخ عبد المهدي الكربلائي انه من جملة الامور التي تهدد بناء الاسرة هو تدخل الاهل في الاختيار.. احياناً الام تعجبها بنت لأمور معينة خلاف رغبة الولد او الاب احياناً يتدخل او الاخ يتدخل او الاخت تتدخل بتدخل غير صالح ينعكس سلباً على الولد او على البنت..اضافة الى المهور الغالية هذه المشاكل تقع فيها الكثير من الاسر احياناً تطلب مهور عالية ويحمّل هذا الشاب عبء مالي كبير وربما اذا كانت هذه الاسرة تنظر الى المال معياراً..نعم.. المهر يعتبر حق من الحقوق ولكن يجب ان لا يكون هناك تعسّف في هذا الحق..لذلك ورد في الاحاديث واحد من شؤم المرأة غلاء مهرها وواحد من بركة المرأة قلة مهرها..

واشار ممثل المرجعية ايضاً من المشاكل خصوصاً في الفترة الاخيرة اهل الزوجة واهل البنت ينظرون الى الحالة المادية والمالية لهذا الشاب فان كان فقيراً يرفضونه وان كان متديناً او صاحب اخلاق..ويرفضون الشاب ان لم يكن له عمل الان.

واوضح الكربلائي بقوله ايها الاخوة والاخوات البلد يمر بازمة البطالة كثير من الشباب ليس لديهم عمل ليس كسلا او بطلا ً هو يبحث عن عمل ولكن لا يجد عمل وفي نفس الوقت هو بحاجة الى الزواج يتقدم للزواج يُسأل هل لديك عمل او وظيفة يقول لا انا ابحث ولكن لم اجد..اذن نحن نعتذر لا نستطيع ان نقبلك زوجاً لابنتنا..،مبينا ان الله تعالى وعد وجعل الزواج مفتاح من مفاتيح الرزق والعمل للانسان.. بهذا الزواج يفتح له باب من ابواب الرزق.. فعندما ترفض هذا الشاب فان هذا الشاب صاحب غريزة قد يضطر ان يوقع نفسه في الحرام، وهذا البنت صاحبة غريزة ربما تضطر ان تقع في الحرام، سيؤدي مثل هذا التعامل الى حصول ازمة اجتماعية واخلاقية..

وتابع ان المسألة الاخيرة والمهمة هي التعسّف من صاحب الولاية في الزواج الاب او الجد.. احياناً هذا الاب يتعسّف ويشترط شروط قاسية وصعبة او احياناً الاب في خلاف مع عائلة وعشيرة الرجل فيرفض ان يزوج ويتسبب بكثير من المشاكل.. لذلك ايها الاباء التفتوا ربما تقعون احياناً في ظلم لهذه البنت حينما تشترطون شروط لم يضعها الاسلام مطلقاً.. نعم اعطى الولاية حتى يبحث الاب او الجد عن مصلحة البنت وما فيه صلاحها اما ان يتشرط شروط ويوقع البنت في الظلم والمعاناة فانها ربما يوم القيامة ستشتكي مما حصل من ظلم لها لذلك ينبغي للاباء انما اعطوا هذه السلطة من قبل الله تعالى ان يحسنوا استعمالها ويكونوا عادلين ومحقني في استعمال الولاية.. وكم نرى من النساء بلغوا الاربعين والخمسين ولم يتزوجوا او احياناً الشاب يبقى يعاني والبنت تبقى تعاني سنين طويلة لأن الاب في خلاف او لا يتفق مع مزاجه وهواه ان يأتي هذا الشاب ويتزوج ابنته فتعاني هذه البنت من ظلم الاب لذلك ستشتكي ويوم القيامة ستوقف اباها امام محكمة العدل الالهي وتاخذ حقها وربما هذا الحق يوقع هذا الاب في محاسبة وعذاب شديد..لذلك ينبغي ان نلتفت الى مثل هذه الامور..
وكالة نون خاص

 

محرر الموقع : 2017 - 03 - 10