\"أنفسنا\" الأمارة بالسوء
    

أنور الكعبي
صنعوا ما شاءوا، فلا خجلٌ في النفوس، ونضحَ الإناء وما زال بما فيه، وما فيه سوى خبثٌ ومكر، وسياسة استجداء تخطت كل الخطوط الحمراء، حتى بات بعضهم يستجدي \"غيرة\" من لا غيرة له، دفاعاً عن شرف لا يملك أقله، تاركين الانبار وما سواها، تلفظ أهلها خوفاً عليهم من سيف داعش الأعمى.
في كل نائبةٍ لهم \"سقيفة\"، وفي كل غدرٍ لهم خنجر، كأنهم دمىً، تحركهم السعودية بأيادٍ أردنية، وليس لهم إلا تقديم الولاء والطاعة.
زيارة \"إخوة يوسف\"، أقل ما يقال عنها أنها طائفية الظاهر والمضمون، لدولة كانت وما زالت ترعى الفكر البعثي المقيت، بمؤتمر تقيمه، واجتماع تعقده، على أرضها المتخمة بالحقد الصهيوني.
وبالرغم من أنها ليست أول الغيث، ولا خاتمة السوء، إلا أن توقيتها، ومن رافقها من \"بعث\" و\"داعش\"، يثير الريبة والتساؤل عن ماهية هذه الزيارة، وما تحمله جعبة الوفد الزائر من سهام الغدر التي طالما كانت موجهة الى \"نعش\" العملية السياسية في العراق.
كأنه نداءَ استغاثةٍ ثلاثي الأبعاد، أفرزته مجريات أحداث الساحة العراقية المتسارعة، إنتصارٌ في صلاح الدين، وتهيأ في الأنبار، وهلاك الدوري، وخسارة لقاعدة شعبية واسعة، في محافظات أسموها زيفاً بالثائرة، أقلق أطرافاً عدة، مما دفعها لطرق أبواب جارِ السوء، ملك الأردن \"العربي\"، وقهوته \"البريطانية المعربة\"، علّه يكون حبل نجاة يتعلقون بأطرافه.
أيها الوفد \"العراقي\" أما كان اولى بك ارتداء لباس الكرامة، وحمل سلاح العزة، لتضمكم صفوف الجهاد الاولى التي تنادون بها زيفاً وكذبا، أم أن فاقد الشيء لا يعطيه. وأن إناء المكر لم يكتف بما نضح، بل فاض حقداً بعثياً صدامياً داعشياً، ستُصلون ناره قبل سواكم.

محرر الموقع : 2015 - 04 - 24