السفير العراقي في لبنان ::يعد بمراجعة رسوم الجنازات التي تُنقل إلى النجف. ويتغنى بلبنان المتنوع الشبيه بالعراق
    

بروح وطنية عراقية يتغنى بها طوال حديثك معه يتعامل السفير العراقي في لبنان عمر البرزنجي مع لبنان الوطن، الرسالة والمتنوع الشبيه بالعراق. ينكر السفير أي نظرة فئوية أو طائفية في تعامله مع اللبنانيين. " تعاملت مع اللبنانيين تعاملا طيبا وبروح وطنية عالية بعيدا عن كل أنواع الفئوية. بروح وطنية عراقية أتعامل مع لبنان الوطن ثم بعد ذلك لا فرق في دين اللبناني" هكذا يختصر البرزنجي السنوات التي قضاها في لبنان ويضيف في حديث لـ"شفقنا": "لم يخطر على بالي أن أتعامل مع اللبناني بفئوية بل من خلال هويته الوطنية. كنت موجودا في شمال لبنان وجنوبه، مع السني والشيعي، مع المسلم والمسيحي والدرزي في جميع مناسباتهم".

يواظب السفير العراقي على تلبية الدعوات التي توجه اليه من مختلف الأفرقاء اللبنانيين. "حضرت في المسجد والحسينية والكنيسة وحضرت مجالس عاشوراء لأن عددا كبيرا من العراقيين يعبرون بهذه الطريقة عن حبهم للإمام الحسين وأنا أمثل جميع العراقيين ولا أقبل أن يقال عني أنني سفير جزء من العراق" ويشدد على أنه أيضا كان حريصا على دعوة الجميع واستقبالهم.

لا يرى السفير العراقي الذي يغادر لبنان قريبا أي حاجة لكي يوصي خلفه بها " نحن عندنا في وزارة الخارجية منطق وطني نعمل به جميعا فهو لا يحتاج توصيتي". ولكنه يحدثه بأن "يكون مكملا لما بدأنا به لأننا بدأنا مع الجميع وتحركنا مع الجميع وزرناهم وزارونا". ويقول في معرض رده على سؤال حول كيفية تعامل اللبنانيين معه: "رأيت نفسي في استقبال جميل جدا من الجميع والكل كان سعيدا بروحيتي وعليه أنا أوصي بالتوجه الإنساني".

في حديثه الطويل عن العراق يشبّه البرزنجي التنوع الموجود في بلاده بـ"بحر كبير، واسع ووعميق. والانسان الذي يعرف كيف يسبح فيه يتمتع من خلال كل هذا التنوع الذي له تجربة رائدة في الحياة وتشارك الثقافة". ويشدد على أن "المثقف العراقي إضافة الى انتمائه الديني أو المذهبي أو القومي بعد انتمائه الى العراق يأخذ من الآخرين ويتأثر بهم ويؤثر".

يحمل السفير العراقي بشدة على الطائفية والطائفيين وعلى التشدد والمتشددين، ويطرح أسئلة عديدة حول مغزى الطائفية والتشدد إذا كان ديننا يدعونا الى الانفتاح على الآخر وتفويض الأمر في الاختلاف الى الله. "لماذا نتطرف ونتشتت؟ هذا يأتي من خلال ضيق الآفاق، ما هي الأساباب التي تجعلني طائفية ليس الدين لأنه منفتح على الانسانية كاملة والقرآن الكريم غالبا نداءاته انسانية: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى" وهناك آيات قمة في التعبير الرائع مثل: "ولقد كرمت بني آدم" إضافة الى الآيات التي تدعو الى التقارب بين الأديان السماوية: "قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله". والآية الكريمة: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين". ويضيف: "لماذا أتعلم الطائفية من ديني في الوقت الطائفية ليست في ديني.وإذا كنت طائفيا فئويا فأنا خرجت من ديني، وفي الإسلام لا يحق لأي مذهب من المذاهب أن يبغض الآخر الذي ينطق بالشهادتين".

ويشدد البرزنجي على أنه "إذا استطعنا أن نتعامل مع الآخر على أنه هو مسلم وأنا مسلم هذا في غاية الروعة. وإذا لم نستطع أقل الممكن أن نتعامل معه على أنه مسلم ونفوض الأمر الى الله سبحانه وتعالى، فلماذا أجعل انتمائه مشكلتي أنا، فلنجعل علاقات طيبة انسانية ونعطي مسافة للآخر، حتى نعيش معا بسلام". ويدعو الة "فتح صفحة انسانية مشتركة لا نؤذي بعضنا بالأمور المختلف حولها حتى نحافظ على النسيج الموجود بيننا، ثم نحن مطالبون بحل مشاكل الناس ولسنا محتاجين لزرع البغضاء والكراهية بين الناس. ففي هذه الأيام أصبحنا نحتاج بعضنا في كل شيء".

في حديثه عن التطرف والطائفية يشدد السفير البرزنجي على ضرورة محاربتها باتخاذ خطوات عمليّة. وفي هذا الإطار يركز على دور الشباب "نحن نحتاج الى شباب مثقفين عقلاء لا يتقبلون التطرف والتشدد، إنما يسعون الى التقارب مع الآخر عبر علاقات الصداقة. ثم لا يؤذي بعضهم بعضا". ويشدد على أن هناك نقاط قوة والتقاء لمن يريد أن يمد يده للآخر أما "المتطرف الذي يكفر طائفة بكاملها فهو خطر عظيم". ويدعو الى جعل الإمام علي (ع) نقطة اتفاق حقيقي بين المسلمين، مشددا على أن جميع المسلمين يجلّوه ويقرون بالحديث النبوي الشريف: أنا مدينة العلم وعلي بابها، والحديث النبوي: علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

ويؤكد السفير العراقي ردا على سؤال حول تأشيرات الدخول للزائرين، أن "لا مشاكل والتأشيرة مفتوحة بسهولة جدا والأبواب مفتوجة على مصراعيها والإجراءات جدا سهلة وأعداد الزائرة كبيرة جدا، وبإمكانهم أيضا أن يأخذوا تأشيرة الدخول من النجف الأشرف".

وعن موضوع الجنازات التي تُنقل الى العراق وتكلفتها العالية، سيفاتح البرزنجي سلطات العراق، مشيرا الى أن أحدا لم يفاتحه بالأمر من قبل، وواعدا "شفقنا" بأن "يرسل الى بغداد للاستفسار عن الموضوع وإذا كانت الرسوم تبقى على حالها أم تتغير".

 شفقنا

محرر الموقع : 2013 - 04 - 15