هولّندا مسؤولة مدنيّاً عن مذبحة سريبرينيتشا
    

أوضحت محكمة مدنية في العاصمة الهولندية "لاهاي"، أنَّ الدولة الهولنديَّة مسؤولة مدنيّاً عن مقتل أكثر من ثلاثمائة رجل وصبي من مسلمي "سريبرينيتشا"، خلال حرب البوسنة في تسعينات القرن الماضي، مشيرةً إلى أنَّ الجنود الهولنديّين كان عليهم حماية المدنيّين آنذاك. وجاء قرار المحكمة لصالح المدّعين، وهم أقارب أكثر من ثمانية آلاف ضحيّة.

وصرّحت قاضية المحكمة بأنَّ جنود حفظ السَّلام الهولنديّين، لو تصرّفوا بطريقة صحيحة، لبقي ثلاثمائة رجل على قيد الحياة، لكنّهم قاموا بخطوة غير قانونيّة، وتعاونوا في عمليّات التّرحيل التي قام بها صرب البوسنة.

من جهته، قال أحد مديري المجموعات الاستشاريّة الدبلوماسيّة، نيكولا وايت: "هذا جيّد، لأنَّ هذا يعني أنّه في المستقبل، لن يتمكَّن أيّ جنديّ من قوّات حفظ السّلام من خرق القانون، فأيّ شخص ينبغي أن يكون واعياً للتداعيات القانونيّة لأفعاله، أو الإخلال بواجبه".

يُذكر أنَّ "سيربرينيتشا" شرق البوسنة، كانت خاضعةً آنذاك لحماية قوّات حفظ السّلام الهولنديّة، والّتي استسلمت دون مقاتلة القوات الصربيَّة، وشهدت أكبر مجزرة في أوروبّا بعد الحرب العالميّة الثانية، إذ راح ضحيّتها ـ بحسب أرقام ـ ثمانية آلاف مسلم قتلوا على يد القوّات الصربيَّة البوسنيَّة في شهر تموز/يوليو العام 1915.

وكانت الأمم المتّحدة في شهر نيسان/أبريل العام 1993، قد أعلنت بلدة "سيربرينتشا" منطقةً آمنة تحت حماية قوّات الأمم المتَّحدة، ممثّلة بالكتيبة الهولنديَّة البالغ عددها أربعمائة عنصر، إلا أنّه رغم ذلك، وقعت هذه المجزرة البشعة، الّتي خلّفت آلاف الضّحايا المدنيّين، في ظلّ عدم تدخل الكتيبة الهولنديَّة لحماية السكّان ذوي الأغلبيَّة المسلمة.

محرر الموقع : 2014 - 07 - 22