الأوضاع السياسية والاجتماعية للمسلمين في الدنمارك في حوار مع رئيس الجمعية الإسلامية الدنمركية
    

قد يكون سؤال الهوية أهم الأسئلة التي يلقي بثقله على كاهل المسلمين في البلدان الغربية، لكن هناك أكثر من سؤال يطرح نفسه مطالبا بتقديم جواب بالإلحاح ، منها الوضع السياسي والاجتماعي السائد على تلك البلدان و كيف يتعامل المسلمون معه، ناهيك عن الأسئلة الفقهية التي تغطي كافة جوانب الحياة. هذا وإذا أردنا أن نقوم بدارسة أوضاع المسلمين في البلدان الغربية كل على حده فنرى إن المشاكل التي يواجهها المسلمين تختلف باختلاف البلاد. على سبيل المثال فان مشاركة المسلمين  في القضايا السياسية في دنمرك ضعيفة جدا لكن لهم حضورهم على الصعيد الاجتماعي والثقافي على حد قول  محمد فؤاد البرازي رئيس جمعية الرابطة الإسلامية في الدنمارك.

وفي حديث خاص لـ شفقنا أشار رئيس الجمعية الإسلامية فی الدنمارک محمد فؤاد البرازي إلى تاريخ تواجد الأقلية المسلمة في الدنمرك قائلا لم يمض طويلا على تواجدهم في هذا البلد وإنهم هاجروا نتيجة الأزمات السياسية التي كانوا قد مروا بها في بلدانهم على سبيل المثال الحروب التي اجتاحت لبنان والحرب التي خاضه العراق على المستوى الإقليمي ومن ثم اجتاحته قوات التحالف أضف إلى هذا الاستبداد السياسي أرغم الكثير من المسلمين بالهروب من بلدانهم.

وأضاف البرازي: فضلا عن تلك الأسباب التي أدت بهجرة المسلمين من بلدانهم كانت الدراسة تشكل سببا آخرا في توجه المسلمين إلى الدنمارك ، تاريخيا يرجع هجرة المسلمين بشكل رسمي إلى السبعينات من القرن المنصرم، وما يبرز نفسه هنا هو التطور الملحوظ الذي شهدته صفوف المسلمين في هذه الفترة القصيرة.

وقال: سياسيا ليس لهم الحضور الملفت في الساحة صحيح إن شخصين او ثلاثة دخلوا البرلمان لكن النشاط الحزبي كان السبب في هذا بمعنى أنهم لم ينتخبوا من قبل المسلمين او يكونوا مرشحين لهم على هذا فلا يمكن التوقع منهم بان يقوموا بنشاطات لتحقيق مطالب المسلمين وملخص القول إن حضورهم في البرلمان لم ينفع المسلمين.

وأضاف اجتماعيا أنهم يتمتعون بحقوقهم الاجتماعية والخدمات الصحية والتعليم فالجامعات والمدارس تستقبل المسلمين وليس هناك تمييز بينهم وغير المسلمين فمن يحصل على درجة تحددها المراكز العلمية يدخل الجامعة والمدارس.

كما تحدث رئيس الجمعية الإسلامية عن الأعمال التي يقوم بها المسلمون في الدنمارك تجاه إهانة المقدسات قائلا: إن المسلمين عموما على رأسهم الجمعية الإسلامية بشكل خاص وقفوا بوجه هذه الأعمال المشينة بقوة، لكن ردود الفعل هذه كانت مسالمة وحضارية وعلمية لأننا نرى من واجبنا أن نتمسك بمعتقداتنا وقيم الدين الإسلامي الصحيحة ونبتعد عن العنف والتوتر والتطرف.

يذكر إن محمد فؤاد البرازي مواطن دنمركي من مواليد سورية حاصل على شهادة الدكتوراه في فرع الإلهيات قسم فقه المقارن يعيش حاليا في العاصمة الدنمركية ويترأس الجمعية الإسلامية في هذا البلد. كما يعتبر عضوا في جمعية فقهاء الدين في أمريكا وعضو في الأمانة العامة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ألف العديد من الكتب في مجال الفقه الإسلامي.

شفقنا

محرر الموقع : 2013 - 04 - 27